ترك برس

من أول ما يتبادر إلى ذهن الأتراك عند سماع كلمة رمضان هو فطيرة "بيدا" (Pide) التي تعد من الموروثات العثمانية، وهي عبارة عن خبز مستدير بأحجام مختلفة، ولا غنى عنها على مائدة الإفطار، أما بيدا الطحينية فلا غنى عنها على مائدة السحور.

يعدها الخبازون خصيصا في شهر رمضان، وهي عبارة عن مزيج من الدقيق، والسكر، والخميرة، والماء، والكثير من الطحينة، وتعد بيدا الطحينية التي يتم خبزها في موقد الحطب بالفرن الحجري لمدة 10 دقائق من الأكلات المفضلة بشكل خاص في وجبة السحور لأنها لا تعطش وتشعر بالشبع.

بيدا الطحينية هي من المأكولات المحلية في وسط الأناضول، يرسلها سكان ولاية أكسراي وسط تركيا إلى أقربائهم في الولايات التركية الأخرى وحتى لمن يقيم في الدول الأوروبية.

وفي حديث لقناة TRT صرح مالك أحد الأفران في أكسراي، فرحات شين، الذي يدير فرنه منذ 40 عاما في المنطقة الصناعية بأكسراي، بأنه لا يخبز في شهر  رمضان بفرنه إلا "بيدا الطحينية".

وأشار شين إلى أن ما يميز بيدا الطحينية هو "الخشب الذي تخبز عليه، حيث نجلب له خصيصا خشب البلوط من منطقة "حسن داغ"، ويتم خبزها في جمرة الفرن الأسود. هذا عامنا الأربعين، ولو كتب الله لي نصيبًا في عمري سأستمر في خدمة أكسراي. نصنع البيدا بدقيقنا الخاص، ونستخدم طحينية تصنع في قونيا باستخدام زيت خاص، ويعمل معي معلمون في الصنعة منذ 30 - 35 عاما. سنواصل معا إنتاج البيدا الخاصة بنا بهذه الطريقة".

يأتي العاملون في الفرن إلى العمل منذ الصباح الباكر ليجهزوا العجين، وبعد أن يرتاحوا قليلا يبدؤون بصنع بيدا الطحينية، حسب شين، الذي قال: "يبدأ العمل في صنع بيدا الطحينية في الساعة 7 صباحا، ونواصل إنتاج البيدا للأهالي حتى اقتراب موعد الإفطار عند المساء".

يختص شهر رمضان بهذا المنتج، وأشار شين إلى أن الطلبات على البيدا من فرنه لا تقتصر على أكسراي، بل تأتي من ولايات أخرى مثل قونيا وأنقرة وإسطنبول، وأضنة، ومرسين، ومن أوروبا أيضًا، ويرسل الفرن البيدا المميزة الخاصة به عبر خدمة البريد إلى هذه الولايات وإلى أوروبا أيضًا.

وعن يوم العمل في الفرن، قال شين: "نبدأ بتلقي الطلبات من الصباح الباكر عند عودة زبائننا إلى بيوتهم مساء إذ يشترون البيدا ويذهبون. نحاول أن نلبي كافة الطلبات طوال شهر رمضان، ولذلك نعمل بشكل مكثف، ونحرص على الامتثال للتدابير المتخذة في مكافحة تفشي فيروس كورونا. ننتبه إلى وضع مسافة اجتماعية بيننا وبين زبائننا ونرتدي الكمامات".

تحدث إلى TRT أيضًا أيتكين تشاكير، أحد زبائن فرن شين، الذي اعتاد على شراء بيدا الطحينية الخاصة بمائدة السحور، ويأتي منذ أعوام في شهر رمضان إلى أكسراي من ولاية نيفشهير خصيصا لشرائها.

أعرب تشاكير عن أنه عندما لا يتمكن من القدوم بنفسه فإنه يطلب طلبية من بيدا الطحينية، فلا تخلو مائدة سحوره منها طوال شهر رمضان، وقال: "نحن لا نشعر بالعطش حتى لو أكلنا الكثير منها. بارك الله لمن يصنعها. نحن نحب مأكولاتنا المحلية، ونأمل أن يأكل منها الجيل القادم أيضا".

كما أكد تشاكير أن "بيدا الطحينية من الأطعمة المحلية المميزة التي تخبز على نار الحطب في أكسراي، ولا تكاد تخلو مائدة السحور منها ولا يستغنى عنها".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!