الأناضول

قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن "من يستهدفون الاستقرار والرفاهية في هذه الدولة، لن يصلوا إلى مرادهم بإذن الله تعالى، فأنا واثق من هذا، وعلينا ألا نعطيهم فرصة لتحقيق ما يريدون. وهذه الأحداث توضح لنا أنه ما زال هناك بعض التدابير التي يتعين علينا اتخاذها، وتقتضي علينا أن نكون أكثر دقة وحساسية". 

جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي، من مدينة اسطنبول أثناء تقديمه واجب العزاء الخاص بالمدعي العام التركي "محمد سليم كيراز" المسؤول عن قسم جرائم الموظفين في النيابة العامة باسطنبول، والذي توفي متأثراً بجراحه إثر إصابته في هجوم استهدفه أمس في القصر العدلي.  

وتوجه الرئيس التركي عقب قدومه، مساء اليوم، من العاصمة الرومانية بوخارست - حيث كان يجري زيارة رسمية لها اختصرها فيما بعد نظرا لتطورات الأوضاع في البلاد - إلى سرادق عزاء خاص بالفقيد، ومكث 50 دقيقة قدم خلالها التعازي لأهل الفقيد وذويه، كما أن تلا سورة الانفطار بصوته، كما توجه عقب ذلك إلى سرادق آخر للعزاء في المكان الذي به سكن الفقيد، وحذر أشخاصاً كانوا يريدون التصفيق حال دخوله. 

وألمح الرئيس التركي خلال تصريحاته إلى ما يمكن أن يتم اتخاذه من تدابير جديدة لتأمين القصر العدلي، وقال في هذا الشأن: "سنطالب بتفتيش كل من يدخلون المبنى بما في ذلك المحامين"، مؤكداً أن "شهادة هذا الفقيد ستكون سببا في خروج نبتة جديد في البلاد، وستكون في الوقت ذاته سببا في انتفاضة شعبنا".  

وتابع قائلا: "حينما قلنا ليتم تفتيش المحامين أثناء دخولهم خرجوا علينا ليقولوا إن هذا إهانة وعدم احترام، لكن ها هي النقطة التي وصلنا إليها. لذلك سنبحث هذا الأمر بشكل مفصل مع رئيس الوزراء وأصدقائنا الآخرين غدا".

واستطرد "أردوغان" قائلا: "نحن كرجال مؤمنين بقضاء الله وقدره، سنواصل السير في طريقنا بكل إيمان وعزم وثبات."  

وكان شخصان دخلا إلى القصر العدلي بإسطنبول، ظهر أمس الثلاثاء، وهما يرتديان عباءة المحامين، وتسللا إلى غرفة مدعي عام قسم جرائم الموظفين في النيابة العامة "كيراز"، الذي تمكن من طلب المساعدة بالضغط على زر للإنذار في الغرفة.

 واستمر احتجاز "كيراز" في غرفته قرابة 8 ساعات. وقامت قوات الأمن باقتحام الغرفة قرابة الساعة الثامنة والنصف مساء، بعد سماعها صوت إطلاق نار في الغرفة. وقتل محتجزا المدعي العام في الاقتحام، فيما نُقل الأخير إلى المستشفى لتلقي العلاج إثر تعرضه لإصابات بالغة، إلا أنه فارق الحياة رغم كافة المحاولات الطبية.

وكان كيراز يتولى التحقيق في قضية الفتى "بركين ألوان"، الذي فارق الحياة، في آذار/مارس من العام الماضي بعد غيبوبة دامت 269 يوماً، جراء إصابته بكبسولة قنبلة مسيلة للدموع، خلال احتجاجات منتزه غزي في منطقة تقسيم بإسطنبول، عام 2013.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!