ترك برس

حظيت عادة "الخبز المعلّق" أو "الخبر في السلة المعلقة"، بانتشار واسع خلال مرحلة وباء كورونا، فيما استلهمت بلديات ومؤسسات خيرية، من هذا التقليد لتطلق حملة "الفاتورة المعلّقة"، كنوع من أنواع التكافل والتضامن الاجتماعي بين أبناء المجتمع.

ومصطلح "الخبز المعلق – Askıda Ekmek" في تركيا جاء من وجود خبز إضافي معلق أمام أبواب الأفران، يترك حتى يأتي من يحتاجه ويأخذه مجانا.

ويقول الأتراك إن أصول هذه العادة تعود إلى فترة الخلافة العثمانية، حيث كان يذهب شخص إلى المخبز ويدفع ثمن رغيفين من الخبز ولا يأخذ إلا واحدا، ويخبر البائع أن الرغيف الآخر للمحتاجين، ليقوم البائع بوضع الخبز كيس بلاستيكي ويعلقه على خطاف مع الأرغفة التي تبرع بها آخرون، ليأخذ منها مرتادو المخبز الذين يطلبون الخبز المعلق مجانا، وتوضع علامة مميزة وواضحة على الخبز تشير إلى أنه "خبز معلق".

https://www.youtube.com/watch?v=FE_4avYwQQk

وتشير الإحصائيات الصادرة من أفران الخبز في تركيا، إلى اتساع انتشار هذه العادة القديمة، مع وباء كورونا، لتشمل محلات البقالة وأحيانا الحلويات، التي باتت تقدم قطع حلوى أو مستلزمات غذائية مجانية لغير المقتدرين من مختلف الشعب، يدفع ثمنها صاحب المكان أو يتبرع بثمنها آخر مقتدر.

هاقان عليم، بائع في أحد المخابز بمنطقة "صارير" بمدينة إسطنبول، قال إنه منذ بداية أزمة كورونا "ارتفع عدد المقبلين من أجل الحصول على الخبز المعلق"، وفقاً لما نقله موقع "الجزيرة نت"، في تقرير له.

وأوضح أنهم في المخبز يعلقون يوميا ما بين 10 و15 رغيفا، لافتا إلى أن جهود البلديات في المدينة وحرصهم على توزيع الخبز مجانا للمحتاجين والمسنين في هذه الفترة يشجع الجميع على المشاركة في عادة "الخبز المعلق".

بدورها، أعلنت مدينة بوردور جنوب غربي تركيا ارتفاع أعداد "الخبز المعلق" الذي يوزع في المدينة منذ 23 مارس/آذار الماضي، وبداية الإغلاق العام في البلاد على خلفية جائحة كورونا.

وفي 25 أبريل/نيسان الماضي، ذكرت صحيفة "صباح" التركية أن مخابز المدينة وزعت أربعة آلاف رغيف خبز بنظام "الخبز المعلق" خلال شهر واحد.

ومنتصف مايو/أيار الحالي، ذكرت صحف محلية في ولاية كوجايلي شمال غربي تركيا، أن خبازي المدينة يوزعون يوميا 100 رغيف معلق على المحتاجين.

وفي ولاية كارابوك، شمال غربي تركيا، تم الإعلان عن إطلاق مبادرة رسمية بعنوان "الخبز المعلق" لتوزيع الخبز مجانا على من يحتاجه، تيمنا بالعادة التركية القديمة.

وقال إمرا تشينار، رئيس بلدية مدينة كارابوك، إن المحتاجين يمكنهم ملأ استمارة تابعة لمبادرة الخبز المعلق في مقر البلدية، ليتمكنوا من الحصول على الخبز مجانا من سوقين لبيع المستلزمات الغذائية.

ولم تشترط البلدية ظروفا معينة للراغب في الحصول على الخبز، يكفي أنه يحتاجه، مشيرة إلى أن تنفيذ هذه المبادرة جاء بدعم من بعض المواطنين القادرين.

واستلهاماً من هذا التقليد العثماني القديم، شهدت مدينة إسطنبول في 5 مايو/أيار الجاري، إطلاق حملة باسم "الفاتورة المعلقة"، لمساعدة العائلات المحتاجة في تسديد فواتير المياه والغاز الطبيعي في ظل أزمة كورونا.

وتقوم الحملة التي تشرف عليها رئاسة البلدية الكبرى للمدينة، على الجمع بين أصحاب بعض الفواتير ممن يصعب عليهم سدادها بسبب الظروف التي تسبب بها وباء كورونا، وبين مواطنين محسنين يريدون دفعها عنهم للتخفيف عن عائلات المدينة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها مواطنو العالم نتيجة الإغلاق العام وتوقف كثير من الأعمال.

وبإمكان المواطنين والمقيمين في تركيا، تسجيل أرقام الفواتير الخاصة بهم على موقع إلكتروني خاص بالحملة، ليدفعها المقتدرون نيابة عنهم.

وحتى مساء السبت، دفعت أكثر من 127 ألفا و221 فاتورة، تجاوزت قيمتها ما يزيد على 16 مليونا و192 ألف ليرة تركية (أكثر من مليونين و346 ألف دولار).

وسارت بلديات أخرى في تركيا، مثل العاصمة أنقرة وولايات أيدين وأنطاليا وإزمير، على نحو إسطنبول وأطلقت نظام الفاتورة المعلقة للتخفيف عن العائلات.

وفي سياق التخفيف من الأعباء الاقتصادية للسكان، أعلنت الحكومة التركية عن حزمة مساعدات وتسهيلات اقتصادية حملت اسم "درع الاستقرار الاقتصادي"، تضمن أبرز بنودها، تقديم مساعدات نقدية لقرابة 5 ملايين أسرة محتاجة في البلاد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!