ترك برس

ترعى البقر في أثناء دراستها لتحقق حلمها بدراسة القانون

ترغب آيشة نور أولوداغ، الطالبة في الصف العاشر، بإكمال دراستها لتحقق حلمها بدراسة القانون، ولذلك تتابع دروسها عن بعد عبر نظام "EBA" التابع لوزارة التعليم التركية، وذلك مع مواصلتها رعي الأبقار على إحدى التلال في ولاية باليكسير غرب تركيا.

عادت آيشة نور، إلى منزل عائلتها في حي "بايراكلي" الريفي بمنطقة "سينديركي"، الذي تقيم فيه مع والديها حسن وأمينة أولوداغ، اللذَين لديهما خمسة بنات، بعد أن أغلقت مدرستها "ثانوية الشهيد فاتح كالو  إمام خطيب - أناضول" بولاية مانيسا للتعليم الداخلي، بسبب التدابير المتخذة لمكافحة تفشي فيروس كورونا.

شارك وزير التعليم ضياء سلجوق، على حسابه عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة آيشة نور وهي ترعى الأبقار في أثناء متابعتها لدروسها، ولاقت الصورة الكثير من الإعجاب والتقدير.

قال الوزير معلقًا: "عزيزتي آيشة نور... أود أن أقول لك إنني كنت أرعى الأبقار في صغري بالقرية في أثناء متابعتي لدروسي، ولكن في أيامنا كان عندنا أبقار ولم يكن عندنا كتب. مهمتنا اليوم توفير المزيد من الإمكانيات لكم، إنه حقكم علينا. لكننا محظوظون جدا لأن لدينا طلاب مجتهدون مثلك، تحياتي لعائلتك".

وفي حديث لوكالة الأناضول، ذكرت آيشة نور أنها تساعد عائلتها منذ قدومها بسبب الوباء، وتحاول في الوقت نفسه التركيز على دروسها، وقالت: "نظرا لأن الحيوانات بدأت في الخروج للرعي لم أعد أستطيع الدراسة دون رعايتها. أحضر دروسي على التلفزيون في المنزل، لأن شبكة  الإنترنت غير متوفرة في منزلنا، كما أحضر دروسي مباشرة على الهضبة بجانب الكثير من الحيوانات، وأكرر دراستي في المنزل بعد عودتي. أرغب بتحقيق هدفي في دراسة القانون. يوجد في زماننا الكثير من العنف ضد المرأة، وأريد الدفاع عن حقوق المرأة".

عبرت آيشة نور عن سعادتها لمشاركة الوزير سلجوق صورتها، وقالت: "التقط معلمي صورة لي عندما كنت استمع لدرسي بين الحيوانات. وصلت صورتي إلى وزير التعليم من مجموعات المدارس، وأسعدني مشاركة صورتي من قبل معلمنا ضياء. كلماته أعجبتني جدا، كنت أرغب بمتابعة دروسي لا أكثر".

طبيبة المستقبل تتابع دروسها برفقة أصوات الإوز

تعيش فاطمة أيدن، الطالبة في الصف الثامن البالغة من العمر 14 عاما، في ولاية قارص شمال شرقي تركيا، وتتابع تعليمها عن بعد عبر نظام (EBA) على شاشة التلفزيون بعد أن أغلقت المدارس بسبب تفشي فيروس كورونا، في أثناء عنايتها بالأوز في البستان.

فاطمة هي الابنة الصغرى لحكمت وسيفيم أيدن، اللذين يُدرّسان في "إعدادية إمام خطيب كيوجوك". تعد مدينة قارص أهم مركز لتكاثر ورعاية طيور الإوز، وتستمع فاطمة لدروسها من هاتف والدها وهي تغذي صغار الإوز.

تتابع فاطمة شرح معلمي المدرسة للدروس خلال الأسبوع من هاتف والدها وهي بين صغار الإوز الذين يمنحونها بأصواتهم طاقةً وحافزًا للتفوق، وتكتب ملاحظاتها على دفترها.

ذكرت أيدن أنها تقوم برعاية صغار الإوز في أثناء حضورها لدروسها، وقالت: "أغلقت المدارس بعد تفشي فيروس كورونا. سنواصل تعليمنا عبر "EBA". كان درسي اليوم اللغة التركية، وقد سجلت ملاحظاتي أثناء شرح المعلم".

لن تتوقف أيدن عن الدراسة حتى تتحقق حلمها، وتقول: "ينبغي علي الدراسة بشكل جيد جدا كي ألتحق بمدرسة ثانوية جيدة. لو أغلقت المدارس سندرس عبر EBA، وأنا أتابع دروسي التي يشرحها المعلمون من هنا وبجانبي صغار الأوز. لذلك آخذ هاتف والدي، وعند انشغال والدي يأخذ هاتفه ولا أستطيع الاستماع لدرسي، حينها أكرر دروسي القديمة".

عبّرت أيدن عن صداقتها لصغار الأوز قائلة: "بدأت بالاعتناء بصغار الإوز مع حلول فصل الربيع. أرعاهم في الوقت الذي أدرس فيه، وليس صعبا القيام بالأمرين. يتناولون طعامهم عند متابعتي دروسي، ومن الممتع الدراسة بين الزهور في الطبيعة. أستمع لدرسي المباشر لمدة 15 دقيقة، ثم أقضي وقتا ممتعا مع صغار الإوز ومراجعة دروسي بدقة لأحقق حلمي بدراسة الطب".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!