طولو غومشتكين - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

لم يستطع وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" أن يخفي فرحه بنجاح الاتفاقية التي أبرمت في سويسرا بشأن برنامج إيران النّووي مع الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن المتمثّلة بـ "الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإنكلترا وروسيا والصّين" وألمانيا، وسارع بالتعبير عن فرحه بتغريدة على حسابه على تويتر.

كذلك كان حال الرئيس الإيراني "روحاني" الذي غرد بدوره على حسابه على تويتر وكتب عن الوصول إلى اتفاق والبدء بكتابة نص هذه الاتفاقية وأنّه سيتم المصادقة عليها في نهاية شهر حزيران/ يونيو المقبل.

لقد كانت إيران بأمس الحاجة إلى اتفاقية كهذه، هل شهدت مدينة لوزان السويسرية تحولا تاريخيا كبيرا مرة أخرى؟ هذا ما سنراه في الأشهر والأعوام القادمة.

ولا شك أن هذه الاتفاقية هي فرصة "التطبيع" بالنسبة لإيران التي تعامل منذ عام 1980 معاملة "المنبوذ" بسبب الحصار الاقتصادي المطبق عليها والذي ألحق الأضرار كبيرة.

ويؤكد مسؤولون أن الاتفاق لا يعني وجود علاقات إيرانية – تركية، وربما تأكيدهم هذا أتى تأثرا بمظاهرات الفرح التي عمت شوارع البلاد لساعات طويلة.

وليس من الصعب التنبؤ بأن رجال الدين الشيعة المحافظين و قيادة الحرس الثوري الإيراني في الحكومة  قد أكدوا وبشكل قاطع أن هذه الاتفاقية لا تعني تقربا من أمريكا.

وبتمام وتفعيل الاتفاقية النووية مع إيران يكون الرئيس الأميركي أوباما قد حقق ثاني خطوة هامة وإيجابية في العلاقات الخارجية بعد كوبا.

وسوف تكون آثار الاتفاقية جيدا على إيران التي تلعب دورا سيئا في المنطقة، على الرغم من أنه من الصعب بمكان معرفة ما ستؤل إليه الأوضاع في المنطقة.

ولهذا أسباب عدة:

رفع القيود عن تصدير النفط الايراني لتصدر في اليوم مليوني برميلا، مما سيزيد دخل إيران التي  لا تصدر اليوم سوى تصف هذا الرقم.

وزيادة صادرات إيران في النفط سوف ييكون له تأثير بلا شك على سعره مما قد يوقع العلاقات الإيرانية والروسية في إشكال. كما سيحدث تغيرا في وضع هيئة وفد القيادة العليا باسدران التي تحتكر بعض القطاعات في البلاد.

ربما لا تكون عملية "التطبيع" أمر يروق لكل الإيرانيين، ولكن إيران بعد التطبيع سوف تبحث عن حلول من أجل الوصول إلى استقرار في المنطقة.

وإنّه من المثير للاهتمام معرفة التطور الذي ستصل له العلاقات التركية الإيرانية على الصعيد التجاري والاقتصادي في الوضع الجديد، حيث كانت العلاقات الإيرانية التركية جيدة على الدوام حتى في أصعب الأوقات.

لم تؤثر التصريحات الحادة للرئيس التركي أردوغان بشأن اليمن على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ولم تسبب بأزمة، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستخف حدة الموقف التركي أمام تنازلات إيران؟

سنجد أجوبة لذلك في زيارة أردوغان إلى إيران قريبا. وعلى ما يبدو سيتربع جواب هذا السؤال على قائمة أهم الاحداث التي ستشهدها المنطقة في الأشهر والسنين القادمة.

وباختصار: إن كانت أوربا تظن أن إيران ستقف في صفها بعد التطبيع فهي تحلم، فإن الحكومة الإيرانية تكتسب مشروعيتها من خلال "عداوة الغرب" .

وكم سيتحمل الشعب الإيراني صاحب العراقة هذه الحكومة الآتية من العصور الوسطى في ديمقراطيتها؟ وهذا سؤال سيبقى بحاجة إلى جواب.

عن الكاتب

طولو غومشتكين

كاتبة في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس