طه داغلي – صحيفة خبر 7 – ترجمة وتحرير ترك برس

يتموقع التنظيم الإرهابي الذي قتل النائب العام على لوائح التنظيمات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي.

ومرة أخرى رأينا الكيل بمكيالين من قبل الغرب فيما يخص الإرهاب. فإذا ما أبدينا بعض التفهم لموقف الغرب هذا فإن من الصعب فهم موقف إعلامنا الذي يبدي التسامح مع الإرهاب والإرهابيين.

عندما هاجمت داعش شارل إيبيدو في فرنسا أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حتى أنهم استعملوا تلك الأحداث لإدانة تركيا.

لقد قالوا عن حادثة شارل إيبيدو أنها هجوم إرهابي , أما مقتل 3 مسلمين في الولايات المتحدة فهو عراك من أجل موقف السيارات.

قام الإرهابيون المسلحون الملثمون والمطلوبون من قبل الشرطة بمهاجمة مركز المجلة في أكثر مناطق باريس ازدحاماً وقتلوا الضحايا في وضح النهار, وقتلوا الشرطي الذي اعترض طريق هربهم, وبالرغم من كل هذه الثغرات لم يقم أحد بإلقاء اللوم على الاستخبارات الفرنسية, أما عند الهجوم على المحكمة في بلدنا فقاموا بإلقاء اللوم على الاستخبارات ووزارة الداخلية والحكومة دون أدنى شعور بالخجل.

لم يسأل أحد نتنياهو الذي قتل الأطفال في فلسطين ثم ذهب إلى باريس للمشاركة في التظاهرة ضد الإرهاب ماذا تفعل هنا باستثناء أردوغان أما رئيس مجلس الوزراء داود أوغلو فقد وجدوا في أنفسهم الشجاعة لتوجيه هذا السؤال إليه.

استخدموا كلمة إرهابيين لوصف الفلسطينيين الذين ثاروا لحقوقهم إثر المجازر التي قامت بها إسرائيل في غزة. أما الذين قتلوا النائب العام عندنا فوصفوهم بأنهم ناشطون.

توفي بركين ألوان , وقد حزنت كل تركيا لذلك. أقاموا الدنيا , علماً أن العالم يبحث عن حجة لإثارة الأوضاع في تركيا, وقد تابعوا أفعالهم إلى أن وصل بهم الأمر إلى الدخول إلى المحكمة وقتل المدعي العام.

لننظر أيضاً إلى الولايات المتحدة

تم قتل شاب أسود يبلغ من العمر 18 سنة من قبل شرطي ولأسباب عرقية, وقد تكررت تلك الجنايات من قبل الشرطة مرات عديدة بعد ذلك. قُتل في 6 أشهر ما يقارب 10 أطفال وشباب من قبل الشرطة بسبب لون بشرتهم السوداء ولكن العالم لم يحرك ساكناً, وإذا ما غضضنا الطرف عن العالم فإنه في الولايات المتحدة لم يقم أحد بالاحتجاج باستثناء المواطنين السود, وقد جعلوهم يندمون هم الآخرين لاحتجاجهم.

قال أوباما أن هناك تفرقة عنصرية لدى الشرطة ولكن أحداً لم يلق لذلك بالاً. وحسب مراسل وكالة الأناضول للأنباء والذي تابع حادثة قتل الشاب الأسود في فيرغسون بأنه تم زج 21 صحفياً من متابعي هذه القضية في السجن.

عندنا تم اعتقال مدير أحدى القنوات التلفزيونية بتهمة التلاعب بالنظام الحقوقي, فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها, علماً أن الصحفيين الأتراك والألمان والأمريكان الذين تم اعتقالهم وإلباسهم ألبسة المحكومين البرتقالية ووضعهم في الزنازين لم يكن لهم من ذنب سوى تغطية ذلك الحادث ونشر بعض الصور حوله ومع ذلك لم تصدر أية ردة فعل من أحد.

في الأسبوع الماضي تم عرض 13 من أولئك الصحفيين أمام القضاء, ولم يعر القضاء الأمريكي أي اعتبار لكونهم صحفيين وإنما قام بمحاكمتهم.

تم رفع قضايا ضد الشرطة بعد حوادث الموت في أحداث غيزي, عندنا تتم محاكمة الشرطة أما في الولايات المتحدة فإن الشرطي الذي قتل الشاب الأسود مايكل براون ذا 18 عاماً لم يمثل أمام القاضي لأنهم لم يروا أن الوضع يستدعي فتح دعوى قضائية.

لم يستطع الصحفيون الأربع الذين تم اعتقالهم في الولايات المتحدة رفع دعوى قضائية ضد الشرطة الذين عاملوهم بعنف. لأنهم لم يجدوا حتى أسماء الشرطة, حيث سأل الصحفيون الشرطة عن أسمائهم ولكن الشرطة لم يجيبوا باستثناء أحدهم والذي قال باستهزاء أن اسمه دونالد داك, والآن يبحث القضاء الأمريكي عن الشرطي المسيء دونالد داك!

وبعد كل ذلك يتهموننا بمناصرة الإرهاب وبمعاداة الديموقراطية. علماً أنني لن أذكر حتى بالشكل العنيف الذي تتعامل به شرطتهم في فرانكفورت ووال ستريت ولندن وباريس بعد سماع اتهاماتهم تلك لنا.

وفي النتيجة يلجأ الغرب مرة أخرى إلى الكيل بمكيالين في موضوع الإرهاب. وإذا كان بالإمكان فهم هذا الموقف من الغرب فإنه من غير الممكن فهم صدوره عن وسائل إعلامنا.

في هذا الوضع يوجد هجوم إرهابي واضح وإرهابيون معروفون. ولكن اللغة والكلمات التي يستعملونها والاهتمام الذي أظهروه تجاه الأحداث تخطى حتى ردات الفعل الغربية.

نقرأ منذ يومين ما يكتبه الصحفيون الذين يرددون أفكار الإرهابيين. وقدرأينا عناوين صحف الجمهورية وتوداي زمان. ورأينا اللغة التي استعملوها والحساسية والتسامح الذي اتصفوا به تجاه الإرهاب.

فإذا كان بإمكانهم أن يظهروا ذلك التسامح والاهتمام تجاه عمليات إرهابية دامية مثل هذه ومنفذيها فإنني بصراحة لا أجد ما أقوله في هذا الوضع.  

عن الكاتب

طه داغلى

كاتب في صحيفة خبر 7


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس