ترك برس

اكتسب الأرز الأسود اسمه نظرًا لاسمرار لونه، ويتميز بفوائده الجمة مقارنة بالأرز الأبيض والأرز البني، ويتم إنتاجه بالأخص في الصين حيث كان حكرًا على الأباطرة الذين كانوا يأكلونه دون عامة الناس، كما كان يطلق عليه اسم "الأرز المحرّم"، ومن الصين انتشر ليصل إلى منطقة الشرق الأوسط عبر الرحلات التجارية في طريق الحرير إلى تركيا.

في السنوات الأخيرة، أصبح الأرز الأسود شائعًا في منطقة "تيرمة" بولاية سامسون شمالي تركيا، خاصة مع إشارة دراسات إلى احتوائه على نسب عالية من الألياف والمعادن، ونسبة منخفضة من السكر، وأنه قد يفيد في الوقاية من أمراض القلب والسرطان.

يُعد المزارع "مراد غوموش" (59 سنة) المنتج الوحيد للأرز الأسود في سامسون، حيث كانت بدايته مع بذور الأرز التي أحضرها من الفلبين قبل أكثر من 8 سنوات، ومنذ ذلك الحين اجتهد في زراعته وتنميته وتسويقه في داخل تركيا وخارجها.

يقول غوموش: "كان أجدادنا ينتجون هذه النوعية من الأرز الأسود في الأناضول، لكننا تخلينا عنها ونسيناها مع الزمن. وأنا أردت إرجاع هذه الفكرة وإنتاج الأرز الأسود بعدما تعلمت كيفية زراعته على الإنترنت". أرسل غوموش رسالة إلى السفارة الصينية بهذا الخصوص، لكنه لم يتلقّ ردًا، فسافر مع صديق متخصص في الطب النباتي وأحضر بذور الأرز الأسود من الفلبين في عام 2012.

ويتابع غوموش: "لا أزال انتج أرزًا أسود صحيًا لمجتمعي المحلي، وإنتاجه عموما لا يختلف عن إنتاج الأرز الأبيض، لكن كمية الأرز الأسود المنتجة أقل لكل وحدة مساحة بالمقارنة مع الأرز الأبيض".

يواجه لمزارع التركي مشكلة في التسويق للأرز الأسود، بسبب عدم معرفة الناس له ولقيمته الغذائية واحتوائه على معادن تعمل على تجديد الخلايا في الجسم بسبب مضادات الأكسدة القوية فيه، وهو غني أيضًا بالمغنيسيوم والزنك والحديد والفوسفور وفيتامين E، حسبما يشير غوموش استنادًا على معلومات من خبراء في جامعة "19 مايس".

زرع غوموش في العام الماضي (2019)  10 فدادين بالأرز الأسود، وفي هذا العام يزرع ما مجموعه 15 فدانًا، لكن معظم محصوله من الأرز الأسود لا يزال معبأ في مستودعات المنزل. ويقول إنه يتمنى أن ينصف الإعلام هذا النوع من الأرز المفيد غذائيًا.

وفي حين يباغ الكيلوغرام الواحد من الأرز الأبيض بسعر 10 ليرات تركية (1.46 دولار)، يُباع الكيلوغرام من الأرز الأسود بمتوسط 30 ليرة تركية (4.39 دولار).

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!