حسن يصري يالتشين – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

انقلبت الأمور رأسًا على عقب مع دخول تركيا الميدان الليبي. وظهر مدى ضعف داعمي حفتر رغم وصولهم إلى طرابلس. بدعم صغير من تركيا حقتت الحكومة الليبية نجاحات باهرة خلال بضعة أشهر. 

غادر حفتر طاولة المفاوضات في برلين وهو يظن أنه سينتصر، واعتقد أنه سيحول الوضع لصالحه عبر الطرق العسكرية، لكنه فشل.

بدأ يفقد كل ما حققه من مكاسب، واليوم يدور الحديث حتى عن التخلص منه. ويدعو داعموه إلى وقف إطلاق النار. 

الأمر المؤكد أن طلب داعمي حفتر وقف إطلاق النار ليس بنية حسنة، وإنما لكسب الوقت وإعادة ترتيب الأوراق عسكريًّا. لذلك ليس من الصواب السماح لهم بالتقاط أنفاسهم. 

بل من الممكن التفكير بزيادة زخم العمليات، كلما ضاقت الأرض بحفتر كلما كان انهياره أسرع. لا معنى لترك المجال لحفتر كي يتنفس الآن. وعلى تركيا الإصرار على موقفها. 

طبعًا هذا لا يعني أن المفاوضات الدبلوماسية لا داعي لها. على العكس يمكن فتح الأبواب أمام من يريد التفاوض. فهذا يظهر رغبة تركيا في تحقيق السلام والاستقرار بليبيا وقد يؤدي لتصدع التحالفات المناهضة لها. 

لكن ينبغي عدم النظر إلى هذه المفاوضات على أنها اتفاقيات تسفر عن حل. على العكس، لا يبدو ممكنًا الحصول على نتيجة بجرة قلم في ليبيا. 

ومع ذلك، هناك عمل طويل أمامنا. كلما اتسعت المساحات التي تكسبها تركيا زاد احتمال اتحاد الأطراف المجابهة. اللاعب المهم هنا هو روسيا وليس الآخرين.

ستتفاوض تركيا مع روسيا بشكل من الأشكال، ولهذا فإن موقف الولايات المتحدة أيضًا مهم. لكن من واقع تجربة سوريا، يمكن القول إن الولايات المتحدة قد تتدخل على أدنى المستويات وقد يقتصر دورها على تقديم الدعم الدبلوماسي. 

تدرك تركيا كل هذه الأمور، ولذلك تسعى إلى التعامل مع القضية عبر قناتين. فمن جهة تجري مباحثات مع روسيا وتنشئ مجموعة عمل، ومن جهة أخرى تقدم على الخطوات نفسها مع الولايات المتحدة. 

أصبح التفاوض مع البلدين على أرضية معقدة أسلوبًا تبرع فيه أنقرة. سيكون الطريق ممهدًا بشكل أفضل أمام تركيا طالما استمر النجاح العسكري وتواصلت المفاوضات الدبلوماسية.

عن الكاتب

حسن بصري يالتشين

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس