هاني أبو عكر - خاص ترك برس

أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء يوم السبت الثامن من شباط/ فبراير من هذا العام، عن بدء التحضير لخرائط ضم المستوطنات والأغوار وشمال البحر الميت بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، وذلك بموجب "صفقة نتنياهو ترامب ما تسمى بصفقة القرن" التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وأكد مرارا وتكرارا قرار الضم لمستوطنات والأغوار وشمال البحر الميت في الأول من تموز/ يوليو من هذا العام، وكأنه قرار تحدٍ وإعلان حرب وإستخفاف بكل القوانين الدولية والعرب حكومات وشعوبا.

في هذا التحدي بعدها بأيام قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السلطة الفلسطينية أصبحت "في حِلّ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية" ومن "جميع الالتزامات المترتبة على تلك التفاهمات والاتفاقات، بما فيها الأمنية".

موقف السلطة برغم تحرك جهودها عربيا ودوليا، من ناحية مواجهة قانونية وأممية وتوفير حاضنة مالية وسياسية عربية رسمية أو شعبية، لكن هذا لا يكفِ فالسلطة تعيش في قلب سيناريوهان لا تحسد عليهما:

أولا: السلطة تقاوم محليا بالاحتجاج بمهرجانات احتجاجية كما حدث في أريحا، وتتعامل مع الواقع بلا استراتيجية واضحة بل ارتجاليا، فالأصل أن تبدأ بتحريض الشعب للخروج لمواجهة قرار المتروبولين الكولونيالي، سلميا ونظاليا ومقاومة في كل أراضي67.

ثانيا: تحريك سفارات بعثات التمثيليات للشعب الفلسطيني وتنكيسا للعلم الفلسطيني في يوم تطبيق بلفور 2 يوم المتروبولين الكولونيالي.

ثالثا: الإعلان عن إنهاء الانقسام وفرضه حكوميا وشعبيا وفصائليا من خلال تشكيل لجنة مشتركة فصائلية تمثل الجميع وتنعقد يوميا لتنسيق الخطوات والمواجهة وتسخين الساحة وتحريض الحاضنة الشعبية.

رابعا: الإعلان عن مقاطعة أي دولة عربية تطبع أو تبقي على علاقاتها مع ما يسمى إسرائيل ولا تسحب سفرائها.

خامسا: إعلان تاريخ يوم المتروبولين الكولونيالي الأول من تموز/ يوليو يوم هبة شعبية ومسيرات احتجاجية وتنكيس الإعلام الفلسطينية واحتجاجات ومسيرات أمام البعثات الدبلوماسية في كل العالم وشرح الموقف للشعوب والحكومات رسميا وشعبويا وجلب تعاطف ودعم موقف.

سابعا: تشكيل خلية أزمة لمواجهة المتروبولين الكولونيالي على كافة الوطن والخارج وتطلق فيها يد المقاومة الشعبية.

غير ذلك هو صمت مبرمج مضيع مستهتر يتعاطف قولا ويخسر واقعا ويهدر تغطية لخيبة وتبرير لنكسة، فهذا هو ثابوت السلطة الذي يتجهز لدفنها فيه، فالسلطة ستفقد الحاضنة الشعبية والدفاع عن استراتيجية طالما تبنتها محليا ودوليا، ناهيك عن الحصار الاقتصادي عليها، فالرئيس وضع نفسه في سيناريو صمود بلا حاضنة ومواجهة بلا خزينة، ومهرجانات بلا تأثيرات، الأصل أن تحمل يا رئيس الشعب إرثا حمله أبا عمار رحمه الله، مواجهة اختيار، بها شهادة أو انتصار، وليس استجداء رباعية وانتظار حركة عربية تؤثر وتضغط بيانا وتترك العمل واقعا وأنيقا خفاءً، من كتبت عليه خطا خطاها، فلا تنتظر الموت في المقاطعة صمتا، بل واجه شهيدا وأكتب تاريخا وأنتفض قائدا.

سيناريو حماس الأول المتوقع:

حركة حماس تكاد تكون بين خيار مواجهة لا تحمد عقباه وبين خيار صمت يكتب في التاريخ أنه عنتريات شكلية لمقاومة وهمية لم ترد في يوم النكسة على ضياع الأرض والعباد والقضية.

لذلك هي تحاول خوض مواجهة عسكرية مؤقتة زمنيا وليست حربا نهائية، ردا على المتروبولين الكولونيالي، فهذا خيار كتب عليها، فصمتها يعتبر أن غزة هدفها دولة وحكومة وتمثيل وليس الضفة والقدس، ناهيك على أن غزة تملك من البنك الوطني والموقف الرجولي وعاطفية القرار والرد وأيضا صمتها سيفسر على أن التعويل على المقاومة انتهى.

لكن حماس في هذا السيناريو تحاول أن تجعل الرد جماعي على حجم الحدث والتطور، دون الدخول في مواجهة كلية.

الثاني: دعم فصائل للرد المحدود لحفظ ماء الوجه، بعدة صواريخ، لكن هذا السيناريو هو الأقرب لفكر الحركة، لأنها تعتبر نفسها غير مستعدة لحرب شاملة وأنها ليست سببا فيما أصبح للقضية ونتيجة محققة لسلطة أوسلو التفاوضية، فلتتحمل ذلك بمفردها، والعمل على تغيرها ونزع التمثيل منها وتعتبره واقعا قد بدأ يتمثل.

السيناريو الأخير: تنسيق فلسطيني غير معلن حمساوي فتحاوي فصائلي للرد مقاومة وسياسة، مواجهة ومسالمة، والكل يعمل منفردا حسب الواقع والأرض...

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس