طه أق يول - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

باتت لوائح مرشحي الانتخابات البرلمانية (التي ستجري في 7 حزيران/ يونيو) جاهزة، ليست الأسماء مهمة بالنسبة لي ولن أتوقف عندها ولكني أريد الإشارة إلى أنني أتمنّى فوز الشخصيات الحرة ذات الفكر المستقل من كل الأحزاب على حد سواء التي ستحافظ على مكانة البرلمان وثقله بل وستزيدها.

وبمعزل عن الحزبين الحاكم والمعارض، نرى أن هناك حزبين يلعبان دورًا كبيرًا في تحديد النتائج، وهما: حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وحزب الحركة القومية ....

حزب الشعوب الديمقراطي الكردي والعتبة الانتخابية

فيما لو تجاوز حزب الشعوب القومي الكردي العتبة الانتخابية ونجح في دخول البرلمان، هل سيبتعد عن الفكر القومي الكردي ويتبنى فكرا يساريا على طريق المحافظة على الهوية التركية؟ أم سوف تتعاظم ثقته بنفسه ويتحول إلى حزب متطرف ويدخل عملية المصالحة في طريق صعب؟

يتكلم "صلاح الدين دميرطاش" الآن في كل أنحاء تركيا بفكر يساري يعكس ميول المحافظة على الهوية الكردية، إلا أن المحك الحقيقي هو الآلية التي سوف يعمل بها الحزب، كبف ستكون؟... هذا لا يزال سؤالًا بدون إجابة يدور في ذهني؟

إن لم يستطع حزب الشعوب الديمقراطي تجاوز العتبة الانتخابية فالاحتمالات مثيرة للقلق مثل إضعاف المبدأ الذي يقول إن "المجلس هو المكان الذي توجد فيه الحلول"، والعودة إلى البحث عن الحلول في الشوارع، و(انعدام التوازن في البرلمان) عدم وجود ممثلين متكافئين في البرلمان.

والحق أن خفض العتبة الانتخابية إلى 5 بالمئة كان من شأنه تطبيع السباق في الانتخابات ولكن الحكومة لم ترغب بفعل ذلك لكي لا تسمح للأحزاب اليمينية الصغيرة بدخول المجلس.

وفي كل الأحوال تصرف حزب الشعوب الديمقراطية بحكمة أو عدم تصرفه بحكمة سوف تنتج عنه نتائج كبيرة في كلا الحالتين.

ارتفاع عدد ممثلي حزب الحركة القومية في المجلس

يقول إعلاميون هامّون إن عدد نواب حزب الحركة القومية سوف يشهد ارتفاعا كبيرا في المجلس في الانتخابات العامة القادمة، حيث قال الأستاذ أوزير سنجار مدير برنامج ميتروبول في قناة السي إن إن التركية: "إن نسبة حزب الحركة القومية في الحكومة الحالية 18 بالمئة ولكن لا أحد يعلم أي أرنب سيخرجه أردوغان من تحت قبعته...".

ومن المعلوم أن أردوغان قد حصل على أصوات من قاعدة حزب الحركة القومية في الانتخابات والاستفتاءات الماضية. وعلى ما يبدو فإن هذا لم يتغير بحسب ما أبداه القوميون حتى الآن. ولكن هذه المرة لن تذهب أصوات من قاعدة حزب الحركة القومية إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم بل على العكس ستذهب أصوات من قاعدة حزب العدالة والتنمية إلى قاعدة الحزب القومي.

والأسباب في ارتفاع حزب الحركة القومية هو قلق الطبقة القومية المحافظة مما ستؤول إليه الأمور في عملية المصالحة الوطنية مع الأكراد من جهة، والفساد وتحيز رئيس الجمهورية والصعوبات الاقتصادية التي يراها البعض من جهة أخرى.

كذلك كان ترشح بعض الأسماء الناجحة في صفوف حزب الحركة القومية مثل الرئيس السابق للبنك المركزي التركي "دورموش يلماز" رسالة هامة إلى الأسواق التركية.

النظام الرئاسي

أهم موضوع يطرح في ظل الانتخابات البرلمانية هو النظام الرئاسي… لاأعتقد أن الحكومة قادرة على الحصول على موافقة المجلس من أجل النظام الرئاسي على الأقل بناء على معطيات اليوم.

إن خرج رئيس الجمهورية أردوغان في الدعايات الانتخابية القادمة لن يقابل بالترحيب على الرغم من أنه قد تنجم عن خروجه في حملات انتخابية إلى الميادين نتائج إيجابية بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، ذلك أن رئيس الجمهورية في ثقافتنا السياسية حيادي، وبابه مفتوح للجميع، ولا يتصرف كزعيم حزب مهما كانت آراؤه السياسية.

وسيكون من الصعب بمكان لحزب العدالة والتنمية المحافظة على أصواته حيث ستنخفض أصواته بنسبة ما، في حال أدلى الناخبون القوميون بأصواتهم إلى حزب الحركة القومية وأدلى الأكراد المحافظون بأصواتهم إلى حزب الشعوب الديمقراطي.

وربما يعطي بعض الناخبين من حزب الشعب الجمهوري بأصواتهم إلى حزب الشعوب الديمقرطي، ولكن ذهاب الأصوات إلى هذا الحزب الكردي لن يكون أمرًا مفاجئًا أوغريبًا.

وعلى ضوء ذلك، يبدو أنّ حزب العدالة والتنمية المعروف بمهارته في الدعاية الانتخابية لن يحصل على الأصوات التي يريدها ليبلغ عدد مقاعده 330 مقعدا في البرلمان، وهو العدد الذي يخوله لتغيير الدستور.

وقد أعلن رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" الخطاب الانتخابي للحزب وكتب بنفسه القسم المتعلق بالنظام الرئاسي. وما يدعوني للتساؤل هو: هل ظهرت شخصيته وهو يكتب هذا النص كأستاذ أكاديمي أم كسياسي؟

عن الكاتب

طه أق يول

كاتب في صحيفة حرييات


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس