ترك برس

علق رئيس المكتب السياسي لحركة حماسن إسماعيل هنية، على الانتقادات التي طالت لقاءه بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت الماضي.

وأضاف في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام تركية، أن "اللقاء مع الرئيس أردوغان يأتي في سياق العلاقات التاريخية والثابتة الأصيلة لتركيا مع فلسطين بكافة فصائلها".

وأوضح "هنيّة" أن الرئيس التركي "يعمل على إبرام المصالحة الوطنية الفلسطينية منذ أمد بعيد، ويحث حماس وفتح على إنجازها".

تصريحات "هنيّة" تأتي بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، رفضها الشديد للقاء أردوغان بوفد حماس.

المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورجان أورتاغوس، وفي معرض تعليقها على استقبال أردوغان، لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس والوفد المرافق له، قالت إن "حماس مصنفة منظمة إرهابية من الولايات المتحدة".

وفي معرض ردها على الانتقادات الأمريكية هذه، قالت وزارة الخارجية التركية، إن وصف واشنطن الممثل الشرعي لحركة حماس التي وصلت السلطة عبر انتخابات ديمقراطية في قطاع غزة، بأنه "إرهابي"، لن يساهم في دعم مساعي تأسيس السلام والاستقرار بالمنطقة.

وانتقد بيان صادر عن متحدث الخارجية التركية حامي أقصوي، تصريحات المسؤولة الأمريكية، معتبرا أنها "تجاوز للحدود".

وأضاف أنه لا يحق للولايات المتحدة إطلاق تصريحات في هذا الخصوص بحق دول أخرى، خاصة وأنها تقدم دعما علنيا لمنظمة "بي كا كا" التي تصنفها بنفسها منظمة إرهابية، وتستضيف زعيم تنظيم "غولن" الإرهابي، على أراضيها.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة باتت على جهل بالحقائق الجارية في المنطقة، بعدما قطعت كافة اتصالاتها بالشعب الفلسطيني وإدارته، إثر إعلانها حماس "منظمة إرهابية"، وإغلاقها مكتب منظمة التحرير في واشنطن.

ودعا أقصوي الولايات المتحدة إلى التخلي عن استخدام قوتها ونفوذها في المنطقة لخدمة مصالح إسرائيل فقط، واتباع سياسات متوازنة عوضا عن ذلك، وبدء مساعي حل الخلاف الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أسس القانون الدولي، والعدل، والحق.

وأضافت أن "مواصلة الرئيس التركي التعامل مع هذه المنظمة الإرهابية، سيدفع بعزل أنقرة عن المجتمع الدولي"، مدعية أن أردوغان "يضر بمصالح الشعب الفلسطيني بهذه اللقاءات".

واستضاف الرئيس رجب طيب أردوغان، السبت الماضي 22 أغسطس/آب الجاري، هنيّة ومسؤولين آخرين من حماس، للمرة الثانية خلال هذا العام.

اللقاء الذي انعقد في قصر "وحد الدين" بإسطنبول، حضره من الجانب التركي، رئيسا الاستخبارات هاكان فيدان، ودائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن. 

حماس وفي بيان أصدرتها عقب اللقاء المذكور، قالت "إن وفدا قياديا برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة، التقى في إسطنبول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان". 

وبحسب البيان، هنأ هنية الرئيس أردوغان بالعام الهجري الجديد، وباكتشاف حقل الغاز الطبيعي، وافتتاح مسجد آيا صوفيا. 

وقالت الحركة إن "الوفد أطلع أردوغان على آخر تطورات القضية الفلسطينية، وخاصة خطط الاحتلال الرامية لضم أراض من الضفة الغربية وغور الأردن، وخطوات التطبيع مع الاحتلال وما تمثله من طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة".

واستعرض وفد الحركة "الجهود الوطنية لتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة مخططات الضم ورفض التطبيع، ومساعي حركة حماس لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية مع حركة فتح".

وثمّن الوفد دور تركيا ومواقفها المشرّفة في مناصرة فلسطين، ودعم صمود شعبها وتأييد حقوقه المشروعة.

وفي سياق متواصل، قال دبلوماسي إسرائيلي، أمس الأربعاء، إن تركيا منحت جوازات سفر لعشرات من أعضاء "حماس" في إسطنبول، واصفا الخطوة بـ"غير ودية للغاية" وأن حكومته ستناقشها مع المسؤولين الأتراك.

ونقلت وكالة "رويترز" عن القائم بالأعمال روي جلعاد إن إسرائيل أبلغت تركيا، العام الماضي، أن حماس تنفذ "نشاطًا مرتبطًا بالإرهاب" في إسطنبول، لكن تركيا لم تتخذ أي إجراء.

وزعم جلعاد أن "لدى إسرائيل دليلا على أن تركيا تقدم جوازات سفر وبطاقات هوية لأعضاء حماس، التي تدير قطاع غزة وتعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية."

وأردف قائلاً: "البعض حصل بالفعل على الوثائق، والبعض يتم إعداد المستندات الخاصة به، لكننا نتحدث عن نحو 12 شخصًا، ولدينا بالفعل وثيقة واحدة سنقدم للحكومة نسخة منها".

وأردف: "بالحكم على التجربة الأخيرة التي مررنا بها من خلال تقديم حقيبة قائمة على أسس جيدة للحكومة، وعدم تلقي أي رد، يجب أن أقول إنني لا أملك آمالًا كبيرة في أن يتم إنجاز شيء ما هذه المرة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!