ترك برس

جذبت انتباه الزوار الملابس التي بدأ أفراد الدرك بارتدائها منذ شهر تقريبا، حيث يرتدون زيا خاصا بالغزاة الأبطال في الدولة العثمانية، أثناء قيامهم بحماية مقبرة الغازي عثمان مؤسس الدولة العثمانية في ولاية بورصة شمال غرب تركيا.

يزور كل عام آلاف السياح المحليين والأجانب مقبرة الغازي عثمان وابنه الغازي أورهان، التي توجد في حديقة توبهانة على تلة مطلة على المدينة في منطقة عثمان غازي.

وفي إطار الانشطة التي تقام بمناسبة الذكرى 98 لتحرير بورصة من الاحتلال، أضافت وقفة الاحترام أمام مقبرة الغازي عثمان، مشاعر مختلفة لدى زوار المكان الذي يثير مشاعر خاصة لدفن مؤسس الدولة العثمانية فيه.

يهتم الزوار بشكل خاص بتغيير مراسيم الحراسة التي أقامها أفراد الدرك، ويقومون بتصوير الحرس لتخليد هذه اللحظات بهواتفهم المحمولة، كما يتلى القرآن طوال اليوم في المكان الذي توجد فيه المقبرة.

من جهته، صرح ألينور أكتاش، رئيس بلدية بورصة، بأن أسس الحضارة العثمانية بدأت تتشكل تدريجيا بعد فتح مدينة بورصة عام 1326، وأنه يمكن العثور على آثار فترة التأسيس بالنظر إلى خطواتها في المدينة، وقال: "لقد تبادلنا الأفكار مع الأشخاص المهتمين حول موضوع حراس المراقبة، لنقل مفهوم الروح المعنوية للدولة العثمانية، ويعد زي الغزاة الأبطال تقليدا راسخا، ونحن نحترم الروح المعنوية للإمبراطورية العثمانية، وقد تباحثنا للحفاظ عليها".

لفت أكتاش الانتباه إلى مداومة الوظيفة المقدسة بكل احترام، حيث جذب ارتداء هذا الزي أنظار واهتمام الكثير من الزوار، وقال: "بدأنا بتنفيذ هذه الفكرة في يوم تحرير بورصة من غزو الأعداء يوم 11 أيلول/ سبتمبر، وقد جذبت اهتماما كبيرا من المواطنين والسياح المحليين والأجانب القادمين لزيارة القبر في مدينتنا. نتذكر بالرحمة أجدادنا الذين ضحوا وكرسوا حياتهم من أجل ترك هذه الأراضي لنا، ونتذكر بالرحمة والامتنان كل من ساهم في إعمار مدينتنا منذ فتح بورصة إلى تحريرها من الاحتلال، من الغازي عثمان، إلى الغازي مصطفى كمال أتاتورك".

أشار زويا تكرليك، أحد زوار المقبرة، القادم من مولدوفا، الذي يقيم في غاغوز أوزرك يري، إلى إقامة أسلافه في هذه المنطقة أثناء هجرتهم إبان العهد العثماني، وقال: "نحن نتحدث اللغة التركية، كما أن عاداتنا كالعادات التركية، وقد تأثرنا كثيرا عند رؤيتنا أفراد الدرك يرتدون ملابس الأبطال وكأنهم على أهبة الاستعداد. من الجميل جدا رؤية التاريخ والعيش فيه ولمسه أيضا عن قرب، شعرت كأنني جزء من تلك الفترة التاريخية، وكأنني انتقلت إليها، جميل جدا رؤية هذه الأمثلة من الإمبراطورية العثمانية، ونتمنى أن نرى ونتعايش مع المزيد منها".

أعرب علي ساريبوغا، القادم من كهرمان مرعش جنوب تركيا لزيارة مدينة بورصة والتجول فيها، عن إعجابه الكبير بتنفيذ الحراس المراقبة بزي الابطال، وعن شعوره بمشاعر مختلفة لما رآه من احترام وتبجيل هنا، وقال: "لقد اقشعر بدني عند رؤيتي ذلك، وشعرت كأنني عدت بالزمن إلى الماضي عند رؤية المراقبة بكل احترام وتبجيل وبزي الأبطال الغزاة".

من الجدير بالذكر أن الغازي أورهان نقل رفات والده الغازي عثمان إلى مدينة بورصة بعد فتحها في عام 1326، بناء على وصية والده.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!