ترك برس

تشهد العلاقات التركية الإفريقية تنامياً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، على مختلف الأصعدة السياسية، والدبلوماسية، والاقتصادية والتجارية.

ويتجسّد هذا التنامي في العلاقات في تضاعف حجم التبادل التجاري بين أنقرة والعواصم الإفريقية خلال السنوات الـ15 الأخيرة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين من 5.4 مليارات دولار عام 2003، إلى 26.2 مليار دولار عام 2019.

وفي كلمة له قبل أيام خلال افتتاحه جلسة منتدى الاقتصاد والأعمال التركي الأفريقي، عبر تقنية الفيديو كونفراس، أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الاستثمارات التركية في قارة أفريقيا وفرت أكثر من 100 ألف فرصة عمل.

وأشار إلى أن قيمة المشاريع التركية المنجزة فيها بلغت نحو 70 مليار دولار، موضحاً أن بلاده رفعت عدد سفاراتها في القارة الأفريقية من 12 إلى 42، ومكاتب الاستشارات التجارية إلى 26.

وأضاف أن قيمة مشاريع الشركات التركية المنجزة في أفريقيا بلغت نحو 70 مليار دولار، وأن أكثر من 100 ألف أفريقي حصل على فرصة عمل بفضل المستثمرين الأتراك.

وتابع "استمرت شركاتنا في أفريقيا أعمالها بتفان خلال فترة الوباء رغم الصعوبات اللوجستية، وإجراءات الحجر الصحي".

وأكد أن المقاولين الأتراك لا يتركون أي عمل بدؤوه، ويكملون أعمال الشركات الأجنبية الأخرى، التي تركت أو فشلت في إكمال مشاريعها في مستوى قياسي، مشيراً إلى توقيع اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي مع 13 دولة أفريقية، وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع 5 أخرى.

وأفاد أردوغان ن صادرات تركيا للقارة السمراء ازدادت من 2.1 مليار دولار عام 2003، إلى 16.6 مليار دولار في 2019، مبيناً أن الهدف خلال السنوات المقبلة هو رفع حجم التبادل التجاري إلى 50 مليار دولار.

وأوضح  الرئيس التركي أن تركيا لديها علاقات قديمة مع القارة الأفريقية تعود لآلاف السنين، وأن جوهر العلاقة هو الإخلاص والأخوة والتضامن.

وفي كلمة ألقتها، الجمعة، لدى مشاركتها في جلسة بعنوان "حوار القيادات النسائية التركية الإفريقية"، التي تم تنظيمها في إطار منتدى الاقتصاد والأعمال التركي الإفريقي، أعربت إبرو أوزدمير، عضو مجلس إدارة مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، عن رغبة المجلس بالتركيز في أعماله على "إفريقيا جنوب الصحراء".

وأشارت أوزدمير إلى أن المقاولين الأتراك لا ينشطون في تلك المنطقة بالقدر المطلوب، مؤكدة أن إفريقيا هي سوقهم المستهدف.

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة "توسيالي هولدينغ"، فؤاد توسيالي، إن على إفريقيا تحويل وباء كورونا إلى فرصة، مؤكداً على ضرورة بدء مناطق محددة في إفريقيا على وجه السرعة باستقبال رجال الأعمال القادمين إليها من أنحاء العالم.

واستطرد: "تمتلك القارة ثروات متنوعة، الشركات في أوروبا والولايات المتحدة وكندا أبطأت من إنتاجها، وبسبب الوباء تباطأ إنتاجها، يواجهون بعض الصعوبات في التعافي والانطلاق مجدد، وإفريقيا يمكنها ملئ هذا الفراغ بسهولة".

وأوضح أن إفريقيا يمكنها جذب المستثمرين الذين يبحثون عن فرصة يستفيدون منها من الاقتصادات المتباطئة، لافتاً إلى أن عالم الأعمال التركي يبحث عن الفرص في إفريقيا، وأن رجال الأعمال الأوروبيين ما زالوا مرهقين قليلاً.

وتسعى تركيا لتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع البلدان الإفريقية، اعتبارا من 2003، من خلال وضع "استراتيجية تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع البلدان الإفريقية".

وتقدّم تركيا دعمًا لموازنة الاتحاد الإفريقي كل عام بقيمة مليون دولار، منذ 2009.

وأنشأ مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي مجالس عمل مع 35 دولة إفريقية، في إطار جهوده الرامية إلى تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع القارة.

كما يجد الآلاف من المرضى الأفارقة الشفاء في المستشفيات التي افتتحتها تركيا في العديد من مناطق القارة.

ومن بين السبل التي تمدّ بها أنقرة يد العون إلى الشعوب الإفريقية، مؤسساتها وجمعياتها الخيرية والإغاثية سواء الحكومية منها أو الخاصة، حيث تمتلك وكالة التنسيق والتعاون التركية "تيكا" حاليا 21 مكتبا لتنسيق البرامج في إفريقيا، تدير من خلالها مشاريع تركز على التنمية المستدامة طويلة الأمد، وتبذل جهدها لتستفيد دول القارة من الخبرات التركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!