ترك برس

بعد اندلاع الاشتباكات بينهما، في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، توصلت أذربيجان وأرمينيا، الاثنين الماضي، إلى اتفاق يوقف إطلاق النار بين الجانبين، ويضع معالم خارطة طريق تسلّم بموجبها يريفان، مناطق رئيسية معينة من إقليم "قره باغ"، إلى أذربيجان، صاحبة الأرض باعتراف دولي.

الاتفاق المذكور، جاء بعد إعلان قوات أذربيجان سيطرتها على مدينة شوشه الواقعة على بعد 15 كيلومترا من ستيباناكيرت عاصمة إقليم "قره باغ: غير المعترف به دولياً.

وبموجب الاتفاق نفسه، تسلّم أرمينيا كالبجار ومناطق أخرى، إلى أذربيجان بينما تحتفظ الأخيرة بالمناطق التي استعادتها بالقتال وفي مقدمتها المدينة الإستراتيجية شوشه وفوزولي وجبرائيل.

وكان من المقرر وفق الاتفاق، أن تتسلم أذربيجان اليوم منطقة كالبجار من أرمينيا، إلا أن باكو أعلنت منح مهلة 10 أيام إضافية ليريفان من أجل إخلاء المدينة كلبجار، بسبب ظروف الطقس في المنطقة. 

وفيما يلي مسار وجدول زمني حدده الاتفاق، لتسليم أرمينيا بعض المناطق من "قره باغ" إلى أذربيجان، وفق تقرير نشرته "الجزيرة نت."

كالبجار
منطقة كالبجار هي أولى المناطق التي يجب على يريفان إعادتها إلى باكو بحلول يوم الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني، علما بأنها تقع على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا.

وتتميز كالبجار بمياهها المعدنية العلاجية، كما أنها واحدة من أهم المراكز الزراعية في أذربيجان، وقد سيطرت عليها القوات الأرمينية في 2 أبريل/نيسان 1993، وقُتل فيها 511 أذريا من بينهم 13 امرأة و13 طفلا، ودُمر حوالي 1732 منزلا في هذه الأحداث.

وبالتزامن مع انسحاب القوات الأرمينية اليوم، تنتشر قوة روسية على طول خط التماس بين كالبجار وأرمينيا. ولا يُعرف قوام هذه القوة الروسية بالضبط، لكنها جزء من وحدة حفظ سلام روسية قوامها 1960 عسكريا.

أغدام
في 23 يوليو/تموز 1993، سيطرت القوات الأرمينية على منطقة أغدام، وهي معروفة بأنها منطقة مهمة ذات موارد جوفية غنية، وقُتل فيها 5897 أذريا جاؤوا من مدن مختلفة للدفاع عنها.

وكان نوري باشا قائد الجيش الإسلامي في القوقاز قد قام بإنقاذ باكو من القوات الأرمينية والقوات البلشفية السوفياتية عام 1918، وتوجه إلى أغدام ورفع العلم الأذري عليها ثم توجه إلى شوشه.

وبعد ذلك هرب أكثر من مليون شخص من الأذريين إلى إيران وشرق أذربيجان، خوفا من حدوث مجزرة جديدة كما حدث في خوجالي.

وبحلول 20 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، يجب على يريفان تسليم منطقة أغدام إلى باكو، وسيترافق مع ذلك نشر قوة عسكرية روسية من أجل حفظ السلام على حدود أغدام مع المنطقة ذات الغالبية الأرمنية في إقليم قره باغ والتي ستبقى تحت سيطرة أرمينيا، ثم سيسمح للنازحين الأذريين الذي فروا من بيوتهم عام 1993 بالعودة إلى ديارهم هناك، تحت إشراف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

لاتشين
وسيطرت القوات الأرمينية على منطقة لاتشين في 18 مايو/أيار 1992، وهي مدينة تنعم بالموارد الطبيعية وموارد المياه المعدنية الوفيرة.

وللاتشين أهمية إستراتيجية بسبب وقوعها على الطريق الذي يربط ناغورني قره باغ بأرمينيا. ونتيجة للغارات الجوية والاشتباكات المسلحة، انهارت العديد من المنازل، ونُهبت المدينة ومُحيت القرى، ووقع ما لا يقل عن 164 قتيلا.

وستسلم أرمينيا منطقة لاتشين لأذربيجان يوم 1 ديسمبر/كانون الأول القادم، تاركة تحت سيطرتها ممر لاتشين بعرض 5 كيلومترات، مما سيضمن ربط قره باغ بأرمينيا، وبذلك نكون قد وصلنا لتاريخ بسط أذربيجان سيادتها على معظم إقليم قره باغ والمحافظات المحيطة التي كانت خارج سيطرتها.

وخلال السنوات الثلاث المقبلة، ينبغي تحديد خطة لبناء طريق مرور جديد على طول ممر لاتشين، لتوفير وضمان الاتصال بين ستيباناكيرت وأرمينيا، مع إعادة نشر وحدة حفظ السلام الروسية لحماية هذا الطريق، وفي الوقت نفسه تضمن أذربيجان سلامة خطوط النقل على طول ممر لاتشين.

إقليم نَخجَوان والشريط الحدودي
قبل اتفاق وقف القتال، كان الوصول إلى إقليم نخجوان يتطلب المرور إما عبر إيران أو من خلال أرمينيا، لكن بموجب الاتفاق، سيتيح الإقليم لأذربيجان الاتصال الجغرافي مع تركيا من خلال شريط حدودي فاصل طوله 23 كيلومترا، ونافذة عرضها 8 كيلومترات، على أن يجري الانتهاء من تعبيد هذا الشريط البري قبل نهاية العام الحالي وفق الصحافة الأذرية.

وإقليم نَخجَوان منطقة تابعة لأذربيجان، ويتمتع بحكم ذاتي، ويقع بين أرمينيا وإيران وتركيا على الهضبة الواقعة جنوب منطقة القوقاز، وتحمل عاصمته الاسم نفسه، ويعد الإقليم من أكثر أجزاء الاتحاد السوفياتي السابق عزلة، ونادرا ما يزوره السياح.

وتبلغ مساحة الإقليم نحو 5363 كيلومترا مربعا، وهو منفصل جغرافيا عن باقي أذربيجان، لكنه تابع لها، ويبلغ تعداد سكانه 450 ألف نسمة، ومن أشهر أبنائه حيدر علييف الرئيس السابق لأذربيجان، وإلهام علييف الرئيس الحالي، وكذلك عديد من قادة الجمهورية الحاليين.

وبموجب الاتفاق، يجب إلغاء الحظر المفروض على جميع الروابط الاقتصادية والنقل في المنطقة، وتعهدت أرمينيا بضمان النقل بين المناطق الغربية لأذربيجان وجمهورية نَخجَوان ذاتية الحكم، وسيخضع ذلك لمراقبة حرس الحدود الروسي، بالإضافة إلى ذلك يخطط لضمان بناء خطوط نقل جديدة، لتربط الأراضي الرئيسية لأذربيجان مع نَخجَوان.

وبتسليم منطقة لاتشين والشريط الحدودي بين أذربيجان وإقليم نَخجَوان، توشك حرب قره باغ التي استمرت ما بين 27 سبتمبر/أيلول و9 نوفمبر/تشرين الثاني، على الانتهاء.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!