ترك برس

لا يستغني من كان مقاس نمرة قدمه فوق 45 عن زيارة دكان الإسكافي التركي "أونجال كالكان"، الذين يصنع الأحذية ذات النمر الكبيرة يدويا في دكانه الصغير بـ"ممر حلب" (هالب باساجي) في شارع الاستقلال الأكثر ازدحاما بمنطقة "بيوغلو" في وسط إسطنبول، كما يعد لاعبو كرة السلة وكرة الطائرة من أكثر زبائنه.

يمكن أن نطلق على كالكان اسم "صانع الأحذية العملاقة"، حتى أن أصغر حجم يصنعه هو 45. فما هي قصة "صانع الأحذية العملاقة"؟

قدم كالكان لأول مرة إلى إسطنبول في عام 1980، وكانت ردة فعله مثل أي غريب يأتي إلى مكان جديد، لا يعرف ماذا يفعل ولا يمتلك أي مهنة، لكنه تعلم خلال أعوامه الأولى مهنة مميزة وخاصة من "الأسطى حسن"، ومنذ ذلك الحين مارس هذه المهنة لمدة تزيد عن 30 عاما.

ذكر كالكان، أن أكبر نمرة حذاء كان يصنعها هي بين 45 و46 لغاية عام 1990، وقال: "جاء لاعب كرة سلة أمريكي إلى دكاني طالبا مني صنع حذاء له بنمرة 48 في عام 1990، فأخبرته أنه لا يوجد لدي قالب له، وطلبت منه أن يمهلني أسبوعًا. وبعد استلامه الحذاء بيومين أتى إلى دكاني 8 لاعبي كرة سلة أمريكيين طالبين مني أحذية بمقاسات كبيرة بين 50 و51، فقلت لهم إن مقاس أكبر قالب عندي 48، وطلبت منهم أن يمهلوني أسبوعين لإعداد الأحذية. وبدأت منذ ذلك التاريخ بمغامرة صنع الأحذية الكبيرة".

أضاف كالكان: "تلقيت بعد ذلك العديد من الطلبيات من لاعبي كرة السلة الأمريكان الذين لم يستطيعوا إيجاد أحذية على مقاسهم، لذلك حولت دكاني إلى الأحذية الكبيرة فقط. أبيع في العام الواحد حوالي 2000 زوج من الأحذية الكبيرة، وأصنع أحذيتهم وفقا للون والموديل الذي يرغبون به، وأتذكر أنه جاءتني طلبية من 20 لاعب كرة سلة في وقت واحد ، وقد بدأت تتوالى علي الطلبيات بكثافة".

تحدث كالكان عن بعض زبائنه الفريدين ذوي الأقدام الكبيرة من لاعبي كرة السلة الأمريكيين إلى الفنانين الأتراك قائلا: "لقد صنعت أحذية لأغلب لاعبي كرة السلة، والآن أنا أعرف أي نمرة يلبسون وأي موديل يرغبون. على سبيل المثال نمرة حذاء ماركوس فيب 54، ونمرة ميرساد توركجان 48، وبيتر ناومسكي 47، وألباي أوزتاش 49، وسيردار تشاغلان 49، وتولغا تكين ألب 48، وزازا إندن 49، ونهات مالا 47، وأونور أيدن 49، ومورال كوسداغ 48، وأسيم بارس 49، وجيف سوندرس 49، وتونوكو بيرت 50، وبيت ويليامز 47، وريكي فيسكوف 49، كما صنعت أحذية نمرتها 50 للاعب كونراد ماك ليا الذي توفي في عام 2000".

عادة ما يصنع كالكان الأحذية لزبائنه في دكانه الذي أطلق عليه اسم "الخطوة"، التي تتراوح نمرها بين 48 و54، كما أن أكبر حجم نمرة صنعها هي النمرة 58، فقد أشار كالكان، إلى أن زبائنه الأجانب لا يفضلون ارتداء حذاء بنفس حجم القدم تماما، بل بحجم يستطيعون التحرك به قليلا، بينما الأتراك يفضلون الأحذية ذات النمرة المناسبة تماما لأقدامهم.

يملك كالكان ورشة تصنيع في طابق علوي لأحد العمارات في بيوغلو، يطلق عليها اسم "الأشجار الطائرة".

أدخل أونجال كالكان، البهجة على قلوب أصحاب القدم الكبيرة، لديه قصص وحكايات عن معاناتهم للعثور على حذاء مناسب لهم، حيث تحل مشكلتهم فور وصولهم الى دكانه بألوان وموديلات مختلفة وفقا لرغبتهم، مما يسعد الزبون ويريح قدميه.

أعرب كالكان، عن انشغاله لمدة 25 يوما في صناعة حذاء للاعب كرة طائرة، وقال إن اللاعب ابتهج عند ارتدائه الحذاء: "كان سعيدا كأنه اشترى سيارة فخمة، فقد صرخ صرخة فرح لحصوله لأول مرة على حذاء يناسب حجم قدمه ولاستطاعتي صنع الحذاء المناسب له، مما جعلني أشعر بالفخر بما صنعت".

كما يتلقى كالكان، من وقت لآخر طلبيات من زبائن رياضيين. يتم تسليم الأحذية للاعبين على أرض الملعب أمام المتفرجين في المدرجات، ويصف كالكان تلك اللحظات بأنها أفضل شيء في عمله: "كنت أشعر بسعادة غامرة عندما يقبلني ويعانقني اللاعبون في ملعب كرة السلة، وكنت أقول في نفسي إنني أقوم بعمل جيد جدا، فهم يعرفون مقدار الجهد الذي أبذله في صناعة أحذيتهم ويدركونه، ويشعرني اعترافهم بقيمة جهدي بسعادة لا تقدر بثمن".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!