ترك برس

يحظى "السحلب" المشروب العثماني التقليدي، بإقبال كبير من قبل الأتراك، وبالأخص في أيام الشتاء، حيث يتحوّل إلى رفيق الليالي الباردة.

وينتظر الأتراك وغيرهم ممن يزورون تركيا، فصل الشتاء سنويا لتناول مشروب السحلب الشعبي الذي لا تقتصر شهرته فقط على مذاقه المميز والطازج بل يضيف التقليد الذي يقدم من خلاله هذا المشروب إلى العامة سحرا إلى جودة مذاقه.

وتتفق الروايات على أن السحلب بالشكل المتعارف عليه الآن والمكون من مسحوق السحلب والحليب أو الماء، كان شائعا في أراضي الإمبراطورية العثمانية، قبل أن ينتشر بعد ذلك في إنجلترا وألمانيا وقبل صعود القهوة والشاي بهما. وعرف السحلب في إنجلترا باسم "سالوب"، وكان شائعا خلال القرنين الـ 17 و18، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."

وبجانب كون السحلب مشروبا ناعما ودافئا، فهو يحمل العديد من الفوائد الطبية ولا سيما عند تناوله مع الزنجبيل أو القرفة، فيتمتع بقوة شفاء من مشاكل الجهاز التنفسي، بينها التهاب الشُّعَب الهوائية والسعال. كما لديه قدرة على تعزيز نشاط القلب والعقل، ووقف الإسهال.

وتقطع زهرة الأوركيد البرية، المكون الرئيسي لهذا المشروب والمعروفة باسم نبات السحلب، كيلومترات عدة وشهور حتى تصل إلى محبيها في كأس دافئة يسكب من جرة نحاسية عتيقة، خلال ليالي الشتاء.

في جنوب غربي تركيا، وتحديدا بمدينة "سوتشولير" (Sütçüler) -"اللبَّانين ـ منتجي الحليب"- تزهر الأوركيد البرية لتطوف فيما بعد جميع أنحاء البلاد، وهي رحلة تقطعها النبتة سنويا، بدءا من أبريل/نيسان وحتى بداية فصل الشتاء.

ويصف منتجو مسحوق السحلب في تركيا هذه الرحلة بأنها "التجارة المرة للمشروب الحلو"، إذ تبدأ عملية جمع زهور الأوركيد في الفترة بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران، لتتبعها مرحلة التجفيف التي تستمر نحو ستة أشهر، ليكون المسحوق جاهزا للاستخدام وإنتاج المشروب الشعبي.

وبشكل عام، يستخدم جذر ودَرَنات الأوركيد البري، ويتم غمرهما بالحليب أو الماء المغليين لفترة قصيرة من الزمن، قبل أن تترك لتجف وطحنها فيما بعد من أجل التخزين أو الاستعمال الفوري.

ورغم استبعاد المسؤولون الأتراك ارتباط تسمية المدينة بذلك الاسم إلى أي صناعات مرتبطة بالألبان أو السحلب، إلا أن مواطني "مدينة اللبَّانين" يؤكدون أن آباءهم لم يكونوا يعملون سوى في بيع الألبان وإنتاج مشروب السحلب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!