ترك برس
عرضت جمعية الدفاع الوطني التابعة للدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، خواتم فريدة من نوعها للبيع، وذلك لمساعدة العساكر و إعانة عوائلهم وتمويل أعمال خيرية أخرى، وقد كشف خبراء زيف بعض الخواتم التي تعرض في هذه الأيام على أنها تنتمي إلى تلك المجموعة من الخواتم.
تأسست جمعية الدفاع الوطني في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 1912 بإسطنبول، بهدف حماية الشعب خلال فترة الحروب، وتقديم المساعدات لينعم أفراد الشعب بالرفاهية والسعادة. وقد تطورت الجمعية خلال وقت قصير وأنشئت عشرات الفروع منها، ونشطت هذه الفروع بالقيام بأنشطة في جميع نواحي الحياة، وشارك فيها الكثيرون خلال فترة المعاناة من حرب البلقان.
زادت وتيرة عمل جمعية الدفاع الوطني مع بداية الحرب العالمية الأولى، بسبب مشاركة الدولة العثمانية فيها، وبدأت الجمعية بتصميم خواتم وعرضها للبيع لتكون مورد دخل جديد، وأطلق على هذه الخواتم اسم "جهادية"، وكان الهدف من صنعها وبيعها "مساعدة العساكر، وإقامة مستشفيات ومطابخ للفقراء، وتأمين الغذاء لعائلات العساكر ودعم الجيش".
الدكتور مدحت أتاباي، عضو هيئة التدريس في قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم في جامعة 18 مارس بمدينة جناق قلعة، قال إن هذه الخواتم صنعت من الحديد والخردة، كما صنعت خواتم من الفضة لكبار مسؤولي الدولة، وأضاف: "يوجد نقش جهادية ونجمة وهلال على جانب الخاتم وتاريخ 1332 على الجانب الآخر، وهو التاريخ الهجري لإعلان الجهاد".
وتابع أتاباي قائلا: "توجه رئيس جمعية الدفاع الوطني نديم بك، برفقة عضو البرلمان ورئيس الجمعية الإرشادية صلاح جيمجوز بك، وجميل بك مدير الجمعية، لزيارة السلطان محمد رشاد، في 24 نيسان/ أبريل 1915، مقدمين له مجموعة من خواتم "الجهادية" كهدية وقائمة بالمساعدات لتلبية لاحتياجات عساكر الجيش من ريع الخواتم. قبل السلطان محمد رشاد، الهدية وارتدى الخاتم وهنّأ الجمعية على أعمالها، متبرعا لها بـ100 ليرة عثمانية. وقد قوبل تبرعه بالترحيب وبأنه (يمثل مسؤولية كبيرة جدا)".
ذكر أتاباي، أن خواتم الجهادية بيعت في خارج الوطن أيضا، مثل إيران وأفغانستان ورومانيا لمساعدة الجيش طوال فترة الحرب، وقال: "استخدم ريع الخواتم لمساعدة عوائل العساكر المحاربين، ولتلبية حاجة العساكر، كما استمر صنعها إلى نهاية الحرب،وتم تسجيل مقدار الأموال المكتسبة من إهدائها وبيعها في ميزانية خاصة كل عام".
وأكد اتاباي، زيف المعلومات المذكورة في بعض مواقع الإنترنت عن خواتم الجهادية واختلاف القصص المروية عنها، موضحا أن الخواتم المعروضة في الإنترنت على أنها جهادية خواتم مزيفة وليست حقيقية، وقال: "مع الأسف المعلومات في الإنترنت عن الجهادية غير صحيحة، والخواتم المعروضة تم صنعها مؤخرا ولا علاقة لها بالخواتم الحقيقية، التي بقي منها إلى أيامنا القليل جدا، فقد تم صنع الجهادية كقطعة واحدة، أما جميع ما يوجد على الإنترنت مقطوع، لذلك جميعها مزيفة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!