فهمي كورو – صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس

سيستخدم الرئيس الأمريكي مصطلح "الكارثة العظمى" في وصف ما حدث للأرمن، وليس تلك الكلمة المشئومة، وأما دول استراليا وألمانيا وما تبعها من دول، فبدأت بنشر تصريحات وبيانات ستتطلب منا رد فعل قوي واستدعاء لسفرائهم لدينا.

العديد من الدول لم تأت لتركيا من أجل إحياء الذكرى المئوية لحرب "جناق قلعة"، وإنما شاركت وبأعلى المستويات في مهرجانات إحياء ذكرى "الإبادة الجماعية" للأرمن، حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لا يستطيع أحدٌ منكم أنْ يقول أننا كنا لا ننتظر ذلك، بالعكس كنا ننتظر ذلك، وسيبقى الأرمن وشتاتهم يحيون الفعاليات حتى نهاية هذا العام، وسيسعون إلى إغاظتنا باستمرار. ماذا فعلنا نحن تجاه هذا الأمر الذي كان يصرخ فينا من سنوات "أنا قادمٌ إليكم"؟، لم نقم بأي شيء ذو قيمة.

عام 2009، كان عام "عزم تركيا التخلص من مشاكلها"، وكانت القرارات التي صدرت من رأس هرم الدولة ذات أهمية بالغة فيما يتعلق بالمشكلة الكردية وبقضية الأرمن، لتطبيع العلاقات معهم ولإرجاعها للوضع الطبيعي، حتى نصل الذكرى المئوية لأحداث الأرمن ونعبر منها بدون أية مشاكل.

وقبل أيام، قام رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو بتذكيرنا بسلسلة الأعمال التي قام بها حينما كان وزيرا للخارجية من أجل إنهاء الخلاف العالق مع الأرمن للأبد، وهذا صحيح، فقد قام رئيس الجمهورية عبد الله غُل بالسفر إلى عاصمة أرمينيا يريفان من أجل مشاهدة مباراة كرة قدم بين تركيا وأرمينيا، كما تابع لقاء العودة برفقة الرئيس الأرمني في مدينة بورصا التركية.

وقام أحمد داود أوغلو بالتوقيع على مذكرة حسن نوايا مع وزير الخارجية الأرميني إدوارد نالبانديان في سويسرا، وقد شملت مذكرة التفاهم وحسن النوايا هذه على عديد الأمور والتفاهمات بين الطرفين، كما دخلت أذربيجان واعترضت على بعض بنودها، إلا أنّ أنقرة اخذت ذلك بعين الاعتبار وتفاهمت مع رئيس جمهورية أذربيجان إلهام ألييف حول هذا الموضوع.

وملخص الحديث، أنّ تركيا قامت بخطوات هامة وجدية جدا عام 2009 من أجل حماية نفسها مما يتربص لها في الذكرى المئوية لأحداث الأرمن، حتى لا تشعر بالوحدة التي شعرت بها خلال هذه الأيام، لكنه لم يحصل شيء بعد ذلك، فما أريد قوله أنني كنت أتابع هذه الأمور عن قرب، فقد كنت ضمن الوفد الإعلامي المرافق لعبد الله غُل الذي توجه لمشاهدة مباراة كرة القدم، كما كنت ضمن الوفد الإعلامي الذي رافق الرئيس الأرميني الذي شاهد وتابع المباراة في بورصا برفقة وزير خارجيتهم، وعملت عديد المقابلات مع الساسة الأرمن خلال هذه الزيارات.

للأسف ما حصل في الذكرى المئوية أمرٌ مؤسفٌ للغاية، وأتمنى أنْ لا تتكرر مثل هذه الأخطاء الفظيعة.

عن الكاتب

فهمي كورو

كاتب في موقع خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس