ترك برس

ذكر رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية التركية السابق "حمدي طوبجو" أن دخل الشّركة ارتفع إلى 17 مليار دولار أمريكي مع حلول عام 2014، وذلك في مقابلة تلفزيونية له تحدث خلالها عن مسيرة تطور الشركة.

زأفصح رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية السابق "حمدي طوبجو" عن سبب استقالته المفاجئة من منصبه الذي شغله لمدّة 12 عاماً على التّوالي، حيث ذكر أنّ استقالته جاءت عقب إحساسه بضرورة إجراء تغيير في إدارة الشّركة.

وردّاً على ادّعاءات بعض الأطراف حول ممارسة رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" ورئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" ضغوطاً ضدّه من أجل تقديم استقالته، أكّد طوبجو أنّ علاقته بأردوغان وداود أوغلو جيدة وأنّهما لم يمارسا أيه ضغوطٍ عليه من أجل تقديم استقالته، وأنّ قرار الاستقالة كان نابعاً عن قناعةٍ شخصية دون تأثير أي طرف.

كما شكر طوبجو رئيس الجمهورية أردوغان على الدّعم الذي قدّمه له خلال مسيرة ترؤسه للشّركة قائلاً: " أتقدّم بالشّكر الجزيل للرّئيس أردوغان الذي وقف بجانبي طيلة فترة ترأسي للشركة، حيث قدّم لي كلّ التّسهيلات لإنجاح عمل الإدارة التي ترأستها".

وعن مسيرته خلال 12 عام في رئاسة الشّركة، أفاد طوبجو بأنّه استلم رئاسة الشّركة عام 2003 بتكليف من رئيس الجمهورية أردوغان الذي كان يشغل منصب رئاسة الوزراء آنذاك قائلاً: " كنت أعمل كمستشارٍ مالي قبل أن أصبح رئيس مجلس إدراة الخطوط الجوية. وانتقلت إلى وطيفتي الجديدة بتكليف من السيد أردوغان الذي اتّصل بي وكلفني بالإشراف على الأمور المالية في الشركة وقال لي بأنّ ضبط الأمور المالية في الشركة سيساهم في نجاحها".

وأوضح طوبجو أنّه عندما تسلّم منصبه الجديد في الشركة عام 2003، بدأ يعمل طيلة فترة اليوم الواحد، حيث سعى لإنجاح الشّركة التي كانت تمتلك 65 طائرة فقط، وكان من بين هذه الطّائرات 11 طائرة غير صالحة للطيران بحسب تقرير إحدى شركات الطيران الإنكليزية، بالإضافة إلى ذلك فقد صرّح طوبجو بأنّ الشركة كانت تعاني حينها من البيروقراطية على اعتبار أنّ 98 بالمئة من حصّة الشّركة كانت عائدة للدّولة.

وأضاف طوبجو أنّ الشّركة كانت تنظّم رحلاتها إلى الدّول المجاورة والقريبة من تركيا، وذلك لعدم توفّر الإمكانات المادية والتقنية التي تسمح بتنظيم رحلاتٍ إلى بعض العواصم العالمية الكبيرة والتي تبعد مسافاتٍ شاسعة عن تركيا.

كما ذكر طوبجو أنّ إدارة الشّركة التي كان يترأسها قامت بشراء 61 طائرة بعد عام واحد من العمل الدّؤوب الذي أجراه مع طاقم الإدارة الجديد.

وأشار إلى أنّ خصخصة قسم من الخطوط الجوية التركية جاءت نتيجة تعليمات رئاسة الوزراء عام 2006، وبمساعٍ حثيثة من وزير المالية آنذاك "كمال أوناقيطان"، وذلك من أجل زيادة المنافسة بعد أنّ أبدى القطاع الخاص بالدّخول في مجال الملاحة الجوية، حيث تمّ خصخصة 51 بالمئة من الشّركة أنذاك.

وأثنى طوبجو في هذا الصّدد على الجهود المبذولة من قِبل وزير المالية آنذاك قائلاً: " أشكر وزير المالية كمال أوناقيطان الذي أصدر تعليماتٍ بخصوص الموافقة الفورية لقرارات مجلس إدارة الشّركة والذي ساهم بشكلٍ كبير في إنجاح العديد من الخطوات التي أقدمنا عليها".

وعقب عملية الخصخصة، أفصح طوبجو عن أنّ الشّركة قامت بتغيير خطّة عملها من خلال تأسيس لجنة إجراءات مهمتها اتّخاذ القرارات السّريعة وإضافة عدّة خطوط خارجية أخرى لتوسيع عدد المدن والعواصم الخارجية التي تحلّق إليها طائرات الشّركة، حيث ذكر بأنّ الإدارة فتحت خلال شهرين بعد عملية الخصخصة ما يزيد على 24 خط جديد.

وعن مراحل تطوّر الشّركة منذ استلامه لإدارة مجلس الخطوط الجوية التركية، أفاد طوبجو بأنّ الشّركة كانت تمتلك 54 طائرة تعمل بشكل فعلي، بينما بلغ عدد الطائرات الموجودة في حوزة الشّركة  مع حلول عام 2015، 268 طائرة.

وفيما يتعلّق بالرّحلات التي تنظّمها الشّركة، ذكر طوبجو أنّ الخطوط الجوية التركية تنظّم رحلاتٍ إلى 268 مدينة حول العالم، 43 منها إلى عدد من المدن في القارة الأفريقية. وبينما كان دخل الشّركة مليون ونصف دولار عام 2003، أوضح طوبجو بأنّ دخل الشّركة ارتفع إلى 17 مليار دولار أمريكي مع حلول عام 2014.

وعن عدد المسافرين الذين كانوا يستخدمون طائرات الخطوط الجوية التركية عام 2003، أفصح طوبجو بأنّ هذا العدد كان بحدود 5 ملايين مسافر، بينما بلغ هذا العدد مع نهاية العام 2014، ما يقارب 79 مليون مسافر سواء في الخطوط الدّاخلية والخارجية.

وكان عدد العاملين في الخطوط الجوية التركية عام 2003 بحدود 10 آلاف عامل، بينما وصل عدد العاملين في الشّركة مع نهاية عام 2015، ما يقارب 44 ألف عامل في مختلف المجالات، وسيزيد هذا الرّقم ليصل إلى 48 ألف عامل مع نهاية العام الجاري.

كما ذكر طوبجو أنّ العاملين في الخطوط الجوية ليسوا جميعهم من المواطنين الأتراك، بل تقوم الشّركة بتشغيل الأجانب الذين ينتمون إلى 125 دولة مختلفة.

وبالنّسبة للعاملين داخل الطّائرات، أوضح طوبجو أنّ الشركة تحتضن في بنيتها 4 آلاف و12 قائد طائرة بينهم 704 قائد ينتمون إلى جنسياتٍ أجنبية، بالإضافة إلى مايزيد على 8 آلاف مضيف ومضيفة يعملون على تقديم الخدمات للمسافرين.

وأوضح طوبجو أنّ نسبة 60 بالمئة من قادة الطّائرات تمّ تخريجهم من المدارس المدنية لتعليم قيادة الطائرات، وأنّ 40 بالمئة من الذين يعملون في الشركة بصفة قائد طائرة هم من الذين تخرّجوا من المدارس العسكرية، وأنّ الشّركة تعمل على تقليل هذه النّسبة من خلال إنشاء مدارس تعليم قيادة الطائرات.

وفيما يخص تجهيز الطائرات التابعة للشركة، أوضح طوبجو أنّ الخطوط الجوية التركية حصلت على العديد من الجوائز العالمية نتيجة التّجهيز الجيد وتقديم الخدمات للمسافرين، كما أفصح عن أنّ الشركة حصلت على الجائزة الأولى في القارة الأوروبية من حيث أمن وسلامة المسافرين.

وأضاف في هذا السياق أنّ الخدمات المقدّمة للمسافرين ساهمت في جلب أعداد أكثر من المسافرين الأجانب، الأمر الذي أدّى إلى تفوّق الخطوط الجوية على نظيراتها من الشّركات العالمية الكبرى في مجال الملاحة الجوية.

واستطرد طوبجي قائلاً: "إنّ توسيع شبكة الخطوط الجوية التركية ساهم بشكلٍ ملحوظ في تطوير قطاع السياحة التركية، وذلك من خلال تنظيم رحلاتٍ مباشرة إلى بلدان بعيدة جغرافياً عن تركيا مثل البرازيل ودول أمريكا اللاتينية واليابان". وأوضح في هذا الصّدد أنّه لم يجري أي اتصالٍ بينه وبين أردوغان وداود أوغلو عقب قرار الاستقالة.

وعن مستقبله المهني أفاد طوبجو بأنّه ينوي أخذ قسطٍ من الرّاحة قبل التّفكير في العودة إلى العمل، مشيراً في الوقت ذاته إلى عدم وجود أي نيّة لديه في العودة إلى العمل في القطاع العام.

الجدير بالذّكر أنّ حمدي طوبجو ساهم خلال 12 سنة الماضية في تطوير عمل شركة الخطوط الجوية التركية، حيث نالت الشّركة العديد من الجوائز الدّولية في مجال الطيران والسياحة الجوية، قبل أن يستقيل من منصبه بتاريخ 6 نيسان/ أبريل الجاري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!