ترك برس

طرحت التطورات العسكرية في شرق أوكرانيا تساؤلات حول احتمالية نشوب مواجهة واسعة في الفترة القادمة، وسط حديث أوكراني عن تعزيز التعاون مع تركيا في مجال الدفاع والطائرات بدون طيار التي أدت دورًا حاسمًا قبل أشهر في تحرير إقليم "قره باغ" الأذربيجاني بعد نحو 30 عام من خضوعه لاحتلال أرمينيا.

في هذا الصدد، أشار موقع الجزيرة نت، إلى أن علاقات التعاون العسكري والأمني والتقني بين أوكرانيا وتركيا وصلت إلى مستوى "إستراتيجي" غير مسبوق في تاريخ العلاقات الثنائية، وباتت بموجبه تركيا مصدرا رئيسيا للطائرات المسيرة بالنسبة للجيش الأوكراني.

وأوضح في تقرير له أن المساهمة التي قدمتها تركيا لأذربيجان في معارك تحرير قره باغ، خلقت في أوكرانيا حديثا عن إمكانية تطبيق سيناريو مماثل لاستعادة أراضي إقليم الدونباس الخارجة عن السيطرة، ولو جزئيا.

وقد حذرت روسيا من تطبيق هذا الخيار، لكنه بات دائم الذكر في أروقة السياسة والدفاع الأوكرانية. حسب التقرير.

وذكر أنه خلال 7 سنوات من الصراع، كثيرا ما حذرت أوكرانيا الاتحاد الأوروبي والغرب من وجود عسكري روسي كبير على حدودها الشرقية، ومن تحويل أراضي القرم إلى قاعدة عسكرية روسية ضخمة تهدد أمنها وأمن القارة والعالم.

وتفاوتت أعداد القوات الروسية التي تحدث عنها المسؤولون في أوكرانيا، فبلغت في بعض فترات التوتر مئة ألف جندي، ولم تقل يوما عن 30 ألفا، بحسب تأكيدهم.

وفي وقت سابق، أعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية رسلان خومتشاك أن روسيا تعزز وجودها العسكري بكثافة قرب الحدود الشرقية.

وأشار إلى وجود 28 كتيبة تابعة للقوات المسلحة الروسية على طول الحدود تضم نحو 32 ألفا و700 جندي، ومتهما موسكو باتباع "سياسة عدوانية".

ولم تنف روسيا هذه المرة الوجود كما كانت تفعل بل أكدت عليه، واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن تحركات القوات والمعدات العسكرية قرب الحدود تهدف إلى ضمان أمن روسيا، ولا تشكّل أي تهديد لأوكرانيا، على حد قوله.

ويحذر كثير من المسؤولين من نوايا غزو شامل عميق داخل الأراضي الأوكرانية، لكن آخرين يحملون رأيا مغايرا.

ويقول خبير العلاقات الدولية أندري سمولي إن "هدف روسيا الاستعراض والاستفزاز، خاصة إذا ما نجحت بجر أوكرانيا إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، وهذا مستبعد في أوكرانيا لحقيقة عدم تكافؤ القوى".

ويتخوف الشارع الأوكراني -بعيدا عن السياسة- من التصعيد وتداعياته، خاصة وأن الحرب في الشرق قتلت أكثر من 13 ألف شخص، وأدت إلى نزوح الملايين، إضافة إلى التبعات الاقتصادية على الدولة وجيوب الناس.

في السياق، أشار تقرير لوكالة الأناضول إلى أن أوكرانيا تولي أهمية كبيرة للتعاون مع تركيا في الصناعات الدفاعية، إذ تعتبرها الشريك الأهم لها في هذا المجال، وتعول عليها في عملية انتقال كييف من نظام الجيش السوفيتي السابق، إلى معايير تتيح لها الانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال ميهايلو ساموس، نائب مدير العلاقات الدولية في مركز دراسات الجيش والتحول ونزع السلاح في أوكرانيا، إن بلاده سعت منذ الحرب مع روسيا، التي بدأت في 2014، إلى الحصول على مكانتها الجديدة بالمنطقة والعالم. والتعاون مع تركيا، البلد القيادي في المنطقة، مهم في هذا الصدد.

وأردف أنه ينبغي دراسة المسيرات التركية من منظور عسكري، والاستفادة منها في تحرير أوكرانيا من الاحتلال، مؤكدا أن الأسلحة التركية أظهرت خلال حرب إقليم "قره باغ" الأذربيجاني أنها "أسلحة نصر".

وأعربت تركيا، في مناسبات عديدة، عن دعمها لوحدة الأراضي الأوكرانية، وعدم اعترافها بضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية بشكل غير شرعي، في 16 مارس/ آذار 2014.

وأكد موسكاليك في تصريحات صحفية أن التجربة التركية في الصناعات الدفاعية هي الخيار الأفضل لأوكرانيا، وأن التعاون مع أنقرة أحد أهم عناصر السياسة الخارجية لكييف.

وفي 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقعت وزارتا الدفاع في البلدين اتفاقية لتبادل الخبرات في مجال تكنولوجيا وصناعة السفن الحربية والطائرات الحربية المسيرة.

ووقع وزير الدفاع الأوكراني أندري تاران، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مع نظيره التركي خلوصي أكار، "اتفاقية الإطار العسكري".

كما وقع مع رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير، اتفاق حسن نوايا في إطار مشاريع الصناعات الدفاعية.

والعام الماضي، اشترت أوكرانيا عددا من الطائرات المسيرة التركية، المعروفة باسم "بيرقدار تي. بي"، إضافة إلى مجموعة من أنظمة التحكم الأرضية.

وفي 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، أُجبرت أرمينيا على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار إثر نصر حققته أذربيجان في عمليتها العسكرية التي انطلقت لتحرير إقليم "قره باغ" في 27 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه بعد قرابة 3 عقود على احتلاله.

وكانت مسيرات "بيرقدار" التي اشترتها أذربيجان من تركيا، ساهمت بدور كبير في قلب موازين القوى لصالح أذربيجان، ضد أرمينيا، خلال معارك "قره باغ".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!