ترك برس

يستعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، غداً الجمعة، لافتتاح مشروع في ولاية زونغولداق، شمال غربي البلاد، بعد أن طال انتظاره منذ 150 عاماً، وكان أحد أهداف السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني.

ومن المقرر أن يفتتح أردوغان، الجمعة، ميناء "فيليوس" المطل على البحر الأسود.

"فيليوس" الذي يعدّ ثالث أكبر ميناء في تركيا، سيوفر فرص عمل مباشرة لـ 12 ألف شخص، من خلال الاستثمارات في منطقة فيليوس الصناعية، وفي الميناء الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 25 مليون طن، ويمتد مشروع الميناء والمنطقة الصناعية على مساحة ستة ملايين متر، بالإضافة إلى منطقة حرة بمساحة 11 ألفًا و500 ألف متر مربع.

ويتوقع أن يرفع المشروع ولاية زونغولداق اقتصاديًا من المرتبة 28 إلى مصاف الولايات العشر الأولى في تركيا.

ويعتبر الميناء حلم السلطان عبد الحميد الثاني، حيث تم في عهده تطوير مشروع الميناء بهدف إنشاء منطقة تجارية وصناعية دولية يمكن للسفن الرسو فيها والتحميل والتفريغ، فيما أدرح عام 2014، في الخطة الاستثمارية السنوية للحكومة.

ونقلت وكالة الأناضول، عن وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو قوله إنهم يواصلون بعزم تحقيق أهداف تركيا في تطوير بناها التحتية في مجالات النقل البري والبحري والجوي.

وأضاف أن ميناء " فيليوس" سيكون أحد المشاريع التي تفخر بها تركيا، وسيصبح أحد أبرز المراكز التجارة البحرية في المنطقة، إلى جانب كونه مركزاً لوجستياً ضخماً.

وأفاد بأن "فيليوس" إحدى المشاريع التي كان يحلم السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، بتحقيقها، مردفاً: "تمكنا من تنفيذ مشروع لطالما كان حلماً طيلة 150 عاماً."

ويهدف المشروع، إلى إنشاء منطقة تجارية وصناعية دولية، يمكن للسفن التجارية بها الوصول إلى قضاء "غوكتشه بي" للقيام بعمليات الشحن والتفريغ عبر القنوات التي سيتم شقها من البحر في فيليوس.

ويعد مشروع ميناء "فيليوس"، ووادي "فيليوس" للمنشآت الصناعية في المنطقة الخلفية منه الذي أنشئ بقرار من رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، من أضخم خمسة استثمارات في تركيا.

ويلفت المشروع الذي يضم المنطقة الصناعية في "فيليوس"، ومنطقة تجارة حرة الانتباه، باعتباره مشروعا استثماريا ضخما خطط له لتلبية احتياجات التجارة الخارجية المتزايدة في تركيا، ولكي يصبح مركزا إقليميا في النقل التجاري.

تبلغ مساحة "فيليوس" ألفي هكتار، ومن المتوقع أن تصل مساحة المنشآت الصناعية فيها 400 هكتار.

ويضم ميناء "فيليوس" عدة مرافق للتعامل مع الحاويات والحمولات السائبة والجافة، ومتمما للاستثمارات التي ستأتي إلى المنطقة مع استثمارات المنطقة الحرة، والمنطقة الصناعية.

ومن المقرر أن تكون الطاقة الاستيعابية للميناء في المرحلة الأولى من الإنشاء 5 مليون طن سنويا، على أن تصل في المرحلة الثانية إلى 25 مليون طن سنويا.

ويوفر قرب المشروع من مطار زنغولداق مميزات لوجستية مهمة عبر خط السكك الحديدية، والطريق السريعة اللذان يمران بالقرب من الميناء.

وسيؤدي المشروع إلى تغيير البنية التوظيفية والتشغيلية في المنطقة، وخلق مجالات عمل جديدة، كما سيزيد من القدرة التنافسية للمرافق الموجودة.

وبالإضافة إلى ولايات زنغولداق، وبارتين، وقره بوك سيخدم المشروع أيضا الولايات الداخلية مثل أنقرة، وقيريق قلعه، وقسطموني، وتشانقيري، وبولو، وأسكي شهر، وقيصري.

وبهذا المشروع ستصبح المنطقة قادرة على المنافسة اللوجستية بامتلاكها الفرصة بأن يكون وادي "فيليوس" مركزا بديلا للتكوينات الحديثة في مجال الصناعة والتجارة.

ومن المتوقع أن تقل نسبة الإشغال في مواني إسطنبول مع إنشاء الميناء، فيما يحظى المشروع بأهمية خاصة بسبب منشآته الصناعية، إلى جانب ملاءمة الموقع للظروف الطبوغرافية.

وسيصبح ميناء "فيليوس" مركزا تجاريا مهما عن طريق هذا المشروع، وتستهدف به تركيا تلبية 10- 15 في المئة من احتياجاتها من النقل البحري.

ويأتي افتتاح أردوغان لميناء "فيليوس" بعد أسبوع من افتتاحه جامع تقسيم الذي كان هو الآخر، حلماً للشعب التركي، منذ 150 عاماً، وعرقل بناؤه لمرات عدة لأسباب سياسية وأيديلوجية، لا سيما وأنه يقع وسط ميدان تقسيم الذي يعتبر أحد معالم وصروح العلمانيين في تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!