ترك برس

من أجل حماية المؤسسات والمواقع الحساسة، تطور شركات الصناعات الدفاعية التركية حلولا للتصدي لتهديدات الطائرات المسيرة "درون" باستخدام مسيرات انتحارية يمكنها الاقتراب من طائرة معادية أو سرب منها، وتدميرها.

وعرضت كل من شركة هافلسان التركية للصناعات الإلكترونية والجوية وشركة ترانسفارو، نظام كشف عن الطائرات المسيرة وتدميرها، في القمة الثالثة للرادارات العسكرية وأمن الحدود التي نظمتها جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين "موصياد" بأنقرة.

وفي حديث لوكالة الأناضول قال نزيه شيشمان مدير تطوير تقنيات القيادة والتحكم بالصناعات الدفاعية بشركة هافلسان، إن التهديد الذي تشكله الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة، يزداد يومًا بعد يوم.

وأوضح شيشمان أن هناك حلولًا فردية مستقلة أنتجتها شركات مختلفة لهذا الأمر، وهذه الحلول والأنظمة تتطلب مستخدمًا مستقراً بالمكان المراد حمايته وتكشف عن التهديدات وتحيدها وتتخذ التدابير اللازمة تجاها باستخدام الخوارزميات الموجودة بها.

وأضاف أنهم بدأوا بالعمل على تطوير حلول لحماية المقرات الكبرى والمؤسسات والمنظمات الحساسة والأماكن التي تضم مؤسسات وهيئات مهمة وحساسة في أماكن متفرقة من أنقرة مثلا، من تهديدات الطائرات المسيرة.

- نتائج جديدة

وأشار شيشمان إلى أنهم يعملون على تكوين نظام متكامل عن طريق إضافة خوارزميات برمجية مختلفة إلى محطة التحكم بالطائرات المسيرة التي طورتها شركة هافلسان، ودمج مكونات أخرى كالرادارات والوحدات الكهروضوئية وأجهزة التشويش وكواشف الترددات الراديوية أو اللاسلكية لتشكيل نظام متكامل.

وتابع: "بدأنا العمل على زيادة مساحة التغطية وتوصلنا في النهاية إلى نتيجة لم تتحقق في تركيا من قبل".

- مسيرة واحدة أو سرب كامل

وحول طريقة عمل النظام، قال شيشمان: "عند اقتراب طائرة مسيرة معادية يقوم الرادار بكشفها وينقل الإشارة إلى الوحدة الكهروضوئية التي تبدأ في تتبع الهدف. وفي تلك الأثناء ينقل نظام التحكم والقيادة صور وبيانات الهدف للمستخدم".

وتابع: "وبعد قيام نظام التحكم بالحسابات اللازمة وتحديد الموقع يتم إطلاق طائرة مسيرة انتحارية تتعرف على الهدف، ثم الاقتراب منه لمسافة محددة -المسافة المؤثرة حاليا 40 مترا- ومن ثم تفجر المسيرة الانتحارية نفسها قرب الطائرة أو سرب المسيرات المعادية"

- بدء العد التنازلي

وبيّن شيشمان أن هناك حلولًا أخرى تستخدم ضد تهديدات الدرون مثل تشويش الإشارة، إلا أن أجهزة التشويش قد تكون غير فعالة عند استخدم طرق مختلفة وتطبيقات هجينة، وفي هذه الحالة يمكن الاستفادة من الطائرة المسيرة الانتحارية.

وحول المرحلة التي وصل إليها المشروع أشار شيشمان إلى استمرار العمل حاليًا على تطوير واجهات المستخدم لبرمجيات النظام، وانتهاء مرحلة دمج الوحدة الكهروضوئية مع الرادرات.

واستطرد: "نواصل حالياً تطوير واجهات المستخدم من أجل تحقيق النموذج الأولي للنظام وقد شارفنا على الانتهاء منها. وسنجري خلال الشهرين المقبلين عرضاً توضيحياً يُظهر كل قدرات النظام ومراحل عمله بدءاً من رصد الطائرة المسيرة المعادية وإطلاق المسيرة الانتحارية وتدمير الهدف."

وأضاف أن هذا العرض ستشارك به رئاسة الصناعات الدفاعية والشركة المساهمة في المشروع مع هافلسان إلى جانب ممثلين عن القوات المسلحة لرؤية قدرات النظام والموافقة على النموذج الأولي قبل بدء الإنتاج، ومن ثم استلام الطلبات وبدء مراحل الإنتاج المتسلسل في ضوء متطلبات واحتياجات العملاء، مشيراً إلى أن النظام سيكون متاحاً لقوات الأمن خلال فترة قصيرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!