ترك برس

قال عبد الرزاق قسوم، رئيس "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، الإثنين، إن "الوجود العثماني في الجزائر لم يكن استعمارا وإنما لمساعدة البلاد على دحر العدوان الصليبي الإسباني".

جاء ذلك في مقال لقسوم نشرته صحيفة "البصائر" التابعة لجمعيته، التي تعد أكبر تجمع لعلماء الدين الإسلامي في الجزائر. وفق وكالة الأناضول.

والمقال رد على تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زعم فيها أنه "كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي" للجزائر، في إشارة لفترة التواجد العثماني (1515م-1830م).

وقال قسوم: "العثمانيون الذين قدموا إلى الجزائر لم يأتوا محتلين مستعمرين، وإنما بدعوة من الجزائريين كانت موجهة إلى السلطان العثماني سليم الأول لمساعدتهم على دحر العدوان الصليبي الإسباني".

وأضاف: "لم يُؤخذ على العثمانيين أن قاموا بالقتل أو التدمير، ولم ينهبوا ثروات الجزائريين الذين كانوا (في عهدهم) ينعمون بالخير الكثير".

وتابع: "لم يفرض العثمانيون علينا لغتهم، وليس فينا اليوم من يتحدث لغتهم، ولم يحاربوا معتقدنا، ولا حتى مذهبنا؛ فالجزائر كانت قبل العثمانيين مالكية، وبقيت بعدهم مالكية".

في المقابل، وصف قسوم الاستعمار الفرنسي للجزائر بأنه "أبو المأساة، ومنبع شقاء وعِلاّت الجزائر".

ودعا إلى إلغاء الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع الشركات الفرنسية.

وقبل أيام، اتهم الرئيس الفرنسي السلطات الجزائرية بأنها "تكن ضغينة لفرنسا"، وطعن في وجود أمة جزائرية قبل استعمار فرنسا للجزائر (1830-1962)، حيث تساءل "هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي (؟!)".

كما زعم ماكرون أنه "كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي" للجزائر، في إشارة لفترة التواجد العثماني بين عامي 1515 و1830.

وردت الرئاسة الجزائرية، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بإعلان استدعاء سفير الجزائر لدى باريس للتشاور، احتجاجا على هذه التصريحات، التي قالت إنها "مسيئة" وتمثل "مساسا غير مقبول" بذاكرة أكثر من 5 ملايين مقاوم قتلهم الاستعمار الفرنسي.

كما أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية العاملة ضمن عملية "برخان" في منطقة الساحل الإفريقي.

والأحد، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في تصريحات بثتها التلفزيون الرسمي، إن عودة السفير إلى باريس مرهونة باحترام تام للجزائر ومؤسساتها وتاريخها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!