ترك برس

قامت تركيا منذ عام 2002 بإجراء مشاريع تنموية كبيرة، بحيث شكّلت تلك المشاريع صرحاً حضاريّاً للدّولة التركية وغيّرت واجهة المدن التركية.

وبلغت إجمالي قيمة تلك المشاريع التنموية ما يزيد على 138 مليار دولار أمريكي، لتصبح هذه المشاريع رمز تركيا الجديدة التي تسعى القيادة الحالية إلى تحقيقها من خلال تنفيذ المزيد من مثل هذه المنشأة.

مشروع الميترو (MARMARAY):

تحقيقاً لحلم السّلطان العثماني "عبد الحميد الثاني" في إنشاء خط قطار يربط بين قطبي مدينة إسطنبول الأوروبية والآسيوية، قام رئيس الجمهورية الحالي ورئيس الوزراء السابق "رجب طيب أردوغان" بإنشاء خط ميترو يربط منطقة "أيريليق جاشمسي" بمنطقة "كازيلي جاشما" مروراً بقاع مضيق البوسفور.

وتمّ افتتاح الخط الذي يبلغ طوله 14 كيلو متر بتاريخ 29 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2013. ويقدّم خط الميترو هذا خدمات التّنقّل لـ 1.5 مواطن يوميا، حيث بلغت كلفة المشروع ما يقارب 5 مليار دولار.

مطار إسطنبول الثّالث:

رغبةً من الحكومة التركية في جعل مدينة إسطنبول محورًا للملاحة الجويّة وجذب المزيد من السياح وتفعيل التّجارة أكثر في هذه المدينة، قامت بطرح مناقصة لإنشاء مطار ضخم في مدينة إسطنبول عام 2013، حيث فازت شركتي ( CENGİZKOLİN _ LİMAK _ KALYON MAPA) في المناقصة التي بلغت قيمتها الإجمالية 22 مليار و125 مليون يورو.

وسيتمّ افتتاح المطار الجديد الذي سيُفقد المطارات الألمانية أهميتها عام 2018، حيث من المقرّر أنّ يقدّم المطار خدمات لما يقارب 150 مليون مسافر سنوياً.

جسر السّلطان ياووز سليم:

لم تكتفي حكومة العدالة التنمية بإنشاء خط ميترو مرماراي والمطار الثّالث، بل عزمت على إنشاء جسر معلّق ثالث إلى جانب الجسرين الذين يربطان قطبي مدينة إسطنبول الأوروبية والأسيوية.

فقد بدأت الحكومة التركية بتنفيذ هذا المشروع الذي يُعدّ أكبر جسر معلّق في العالم عام 2013، حيث يصل ارتفاعه عن سطح البحر إلى 322 متر ويبلغ طوله 1.875 متر وعرض يصل إلى 59 متر.

كما يتّسم الجسر الجديد بأنّه يربط قطبي المدينة بخطّ حديدي أيضاً. وبذلك يكون هذا الخط قد شكّل عامل ربط القارّتين الأوروبية والأسيوية، من خلال ربط سكة الحديد الواصل بين لندن والصّين.

ومن المقرّر أن يتمّ افتتاح الجسر الجديد في 29 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الجاري بقيمة تصل إلى 4.5 مليار ليرة تركية.

نفق أوراسيا:

بدأت الحكومة التركية بعمليات الحفر في أسفل قاع مضيق البوسفور من أجل إنشاء نفق للسيارات بين قطبي مدينة إسطنبول، وذلك بجانب خط الميترو (مرماراي) وبكلفة تصل إلى 1.3 مليار دولار.

ومن المقرّر أن تنتهي أعمال الحفريات قريباً ليتمّ افتتاح النّفق بشكل رسمي مع نهاية العام الجاري، حيث سيختصر النّفق المدّة الزّمنية بين قطبي المدينة إلى 5.5 دقيقة، وسيتمّ وضع أنظمة إرشاد ذكية عند مخارج النّفق من أجل تسهيل عملية المرور للسائقين.

مراكز جذب في 12 مدينة:

قامت وزارة التنمية التركية خلال 12 عام الماضية بتوسيع برنامج إنشاء مراكز جذب من خلال إقامة عدد من المشاريع الحيوية في 12 مدينة مختلفة، وذلك بهدف التّقليل من الهجرة الدّاخلية.

فقد بدأت الوزارة بتطبيق هذا البرنامج التنموي في ولايات (أرض الرّوم – فان – دياربكر – شانلي أروفا – غازي عنتاب) وهي بصدّد تعميم هذا البرنامج في سبع ولايات شرقية وجنوبية أخرى.

وتهدف الوزارة من وراء هذا البرنامج إلى إقامة المنشأة الحيوية في المناطق الشّرقية والجنوبية في البلاد، وذلك على غرار المناطق الغربية.

كما تسعى الوزارة ضمن إطار البرنامج التنموي إلى إظهار المعالم الأثرية للمدن الشّرقية والجنوبية.

مدينتين جديدتين في إسطنبول وأنقرة:

تعتزم الحكومة التركية إنشاء مدينة جديدة على ضفاف قناة إسطنبول التي يجري العمل عليها خلال هذه الفترة.

فقد تمّ تحديد الشّاكلة النّهائية للمدينة الجديدة، بحيث سيتمّ بناء عدد من الفلل وأبنية مؤلّفة من 5 طوابق، وستكون سعة المدينة الجديدة 500 ألف قاطن.

كما قرّرت الحكومة التركية إنشاء مدينة جديدة في العاصمة أنقرة، تتسع لـ 500 ألف ساكن أيضاً.

مشروع الطريق الواصل بين البحر الأسود وجنوب شرق البلاد:

وفيما يخّص طرق المواصلات بين الولايات التركية، فقد بدأت القيادة التركية العمل على ربط المناطق المطلة على البحر الأسود بالمناطق الجنوبية والشّرقية للبلاد.

وفي هذا الصّدد قرّرت الحكومة التركية ربط جميع الأنفاق والطّرق التي تصل مناطق البحر الأسود بالمناطق الجنوبية والشّرقية للبلاد. وسيتمّ بفضل هذه الطّرق، ربط 9 ولايات موجودة في المناطق الشرقية والجنوبية بالبحر الأسود.

كما تعتزم الحكومة التركية إنشاء نفق بطول 15 كيلو متر، بحيث سيكون هذا النفق، ثالث أطول نفق في العالم والأول في تركيا.

محطّة "سينوب" النووية:

وفي مجال الطّاقة، فقد قامت الحكومة التركية بتّعاقد مع شركة (Mitsubishi Heavy Industries) اليابانية من أجل إنشاء مفاعل نووي في ولاية سينوب الواقعة على البحر الأسود، وذلك بكلفة وصلت إلى 22 مليار دولار.

كما تعتزم الحكومة التركية إنشاء مفاعل نووي ثاني في ولاية مرسين المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ومن المتوقّع أن تبلغ كلفة المفاعلين 42 مليار دولار وأن يتمّ استخدام ما يقارب 10 آلاف من اليد العاملة في عملية إنشاء المفاعل النّووي المقرّر إنشاؤه في ولاية مرسين.

جسر نسّيب:

قام رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" يوم الخميس الماضي الموافق لـ 21 أيار/ مايو الجاري، بافتتاح جسر نسّيب الذي يربط ولاية شانلي أورفا بولاية أديامان والذي يعتبر من أطول الجسور المعلّقة في العالم.

ويبلغ طول جسر نسيب الذي يعتبر أضخم ثالث جسر في تركيا، 610 متر وعرضه 24 متر، وقد تمّ البدء بتنفيذ المشروع عام 2012.

قناة إسطنبول:

بدأت الحكومة التركية برسم مخططات من أجل إنشاء مشروع قناة إسطنبول الذي سيربط البحر الأسود ببحر مرمرا بطول يصل إلى 45 كيلومتر، وذلك من أجل تخفيف حركة المرور في مضيق البوسفور ولجعل مدينة إسطنبول أكثر جاذبيةً ورونقاً.

كما سيتمّ إنشاء مشاريع سكنية جديدة على ضفاف القناة، وذلك على مساحة تقدّر بـ 450 مليون متر مربّع.

ومن المتوقّع أن يبلغ كلفة المشروع ما بين 10 إلى 15 مليار دولار، وفي حال حساب تكاليف المشاريع الملحقة بمشروع القناة، فإنّ التكلفة الإجمالية ستصل إلى 50 مليار دولار أمريكي.

كما سيتمّ تشغيل 15 ألف مواطن تركي أثناء عملية تنفيذ المشروع.

https://www.youtube.com/watch?v=Xa_VefODtKw

ممر الخليج:

تعمل الحكومة التركية على قدّم وساق من أجل إنهاء الجسر المعلّق الذي سيربط مدينة إسطنبول بمدينة إزمير والذي سيساهم في تخفيف الازمة المرورية بين هاتين المدينتين.

وسيتمّ اختصار المدّة الزّمنية الفاصلة بين المدينتين إلى ثلاثة ساعات ونصف، حيث من المعلوم أنّ المدّة الزّمنية التي تفصل بين إسطنبول وإزمير حالياً تصل إلى 8 ساعات.

قطارات فائقة السّرعة:

قامت الحكومة التركية من أجل توسيع شبكة الخطوط الحديدة وتحديثها، بإنشاء خط السّكة الحديدية للقطارات السّريعة الواصلة بين العاصمة أنقرة ومدينة أسكي شهير، وذلك كخطوة أولى في هذا السياق.

ومن ثمّ أنجزت وزارة المواصلات التركية خط قطارات فائقة السّرعة بين مدينتي إسطنبول وأنقرة، ليتمّ اختصار المدّة الزّمنية بين المدينتين إلى 3 ساعات ونصف.

وقامت الوزارة لاحقاً بربط خط أنقرة – إسطنبول بخط أنقرة – قونيا، ليتمكّن المسافرين من السّفر من إسطنبول إلى قونيا بشكل مباشر دون الحاجة إلى استعمال واسطة نقل أخرى وبمدّة زمنية لا تتجاوز 4 ساعات و15 دقيقة.

وأعلنت وزارة المواصلات مؤخّراً عن عدّة مشاريع أخرى تربط بين العديد من المحافظات التركية وخاصّة تلك المحافظات التي تقع وسط وجنوب البلاد ببعضها.

محطّة (AKKUYU) النووية:

عقدت الحكومة التركية اتفاقية مع شركة روسية من أجل إنشاء محطّة "أق قويو" النّووية التي ستساهم في تحقيق تركيا لاكتفائها الذّاتي من هذه الطّاقة. وستكون هذه المحطّة الأولى التي ستنتج الطاقة النووية في تركيا.

ومن المقرّر أن تبلغ قيمة الاستثمار في هذا المشروع 20 مليار دولار.

مطار على سطح البحر:

بسبب الطّبيعة الجغرافية التي كانت تعيق إنشاء مطار في ولايتي "أوردو" و"غريسون"، وتحقيقاً لحلم دام أكثر من خمسين عام، قامت الحكومة التركية بإنشاء مطار على سطح البحر بين هاتين الولايتين، وذلك بكلفةٍ وصلت إلى 350 مليون دولار.

ويعتبر هذا المطار، الأول في القارّة الأوروبية والثالث في العالم من حيث الموقع، فلم يسبق لأي دولة في القارة الأوروبية أن بنت مطاراً على سطح البحر.

ولم تكتف الحكومة التركية بهذا، بل قامت بتجهيز خطّة لإنشاء مطار أخر مماثل لمطار أوردو – غريسون، وذلك في ولاية "ريزا" مسقط رأس الرّئيس رجب طيب أردوغان.

مشروع تناب لنقل الغاز الطّبيعي:

شارك الرّئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قبل شهرين في وضع حجر الأساس لمشروع (TANAP) لنقل الغاز الطّبيعي التي ستنتجها دولة أذربيجان إلى القارة الأوروبية مروراً بـ 20 ولاية تركية، حيث يبلغ طول الخط 1.850 كيلو متر.

ومن المتوقّع أن تؤمّن القارة الأوروبية جزء كبير من احتياجاتها من الغاز الطّبيعي من خلال هذا المشروع، كما سيساهم المشروع في زيادة نمو الاقتصاد التركي.

وستبلغ إجمالي كلفة المشروع ما يقارب 12مليار دولار، بحيث تتكفّل الحكومة الأذرية بدفع 7 مليار دولار ويتولّى الجانب التركي بباقي التّكاليف، وفي المرحلة النهائية للمشروع يُتوقع أن تصل التكلفة النهائية إلى 45 مليار دولار. 

سكّة باكو – تفليس – قارس الحديدية:

أوشكت الحكومة التركية على الانتهاء من إنشاء الخط الحديدي الذي بدأ بتنفيذه عام 2008 والذي يربط مدينة باكو الأذريّة بمدينة قارس التركية مروراً بمدينة تفليس الجورجية.

ومع الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع، يكون الطّريق مُمهّداً لوصل الخط الحديدي الذي سيربط إنكلترا بالصّين، مروراً بالخط الحديدي الذي يمرّ عبر جسر إسطنبول الثالث الذي يتمّ إنشاؤه في هذه الآونة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!