ترك برس

اعتبر أكاديميون وخبراء إسرائيليون زيارة الرئيس إسحاق هرتصوغ إلى تركيا، الأربعاء، أنها تمهّد لعهد جديد في العلاقات الاقتصادية والسياسية.

وفقا لمعلومات نقلتها وكالة الأناضول التركية، فإن الزيارة المرتقبة لهرتصوغ إلى تركيا، ستكون الأولى من نوعها لرئيس إسرائيلي منذ 2008.

وأشارت المعلومات أن زيارة هرتصوغ إلى تركيا، تأتي لمناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين التعاون بين البلدين.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده قبل مغادرته إلى أوكرانيا في 3 فبراير/ شباط الماضي، إن هرتصوغ سيزور أنقرة منتصف مارس/ آذار، بغرض مراجعة العلاقات الثنائية من جميع جوانبها.

وسيتم استقبال هرتصوغ، خلال زيارته إلى أنقرة برفقة عقيلته ميكال، بحفل رسمي في المجمع الرئاسي، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس أردوغان.

وخلال الزيارة، التي يتم تنسيقها من قبل مكاتب رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية الإسرائيلية، سيناقش الزعيمان مختلف القضايا، بما في ذلك العلاقات الثنائية، وإمكانية توسيع التعاون في مختلف المجالات.

ومن المقرر خلال الاجتماعات، مناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين التعاون بين تركيا وإسرائيل، وكذلك تبادل الأفكار حول القضايا الراهنة الإقليمية والدولية.

التجارة الخارجية لتركيا وإسرائيل

شهدت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب توترات متزايدة بعد الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية على سفينة "مرمرة الزرقاء" عام 2010، كما تأثرت بالتوترات التي شهدتها الساحة الفلسطينية.

وعلى الرغم من الجمود في العلاقات الدبلوماسية خلال هذه الفترة، حافظت العلاقات التجارية بين البلدين على زخمها محققة مؤشرات إيجابية.

وبحسب معطيات معهد الإحصاء التركي، زاد حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل في السنوات الخمس الماضية، وسجل رقما قياسيا العام الماضي ببلوغه 8.4 مليارات دولار. فيما بلغ حجم التجارة الثنائية 6.2 مليارات دولار عام 2020.

وزادت صادرات تركيا إلى إسرائيل 35.1 في المئة على أساس سنوي عام 2021، لتصل إلى أعلى مستوى لها عند 6.4 مليارات دولار، فيما زادت وارداتها 36.8 في المئة لتصل إلى 2.1 مليار دولار.

إسرائيل، إحدى الدول التي تمتلك تركيا معها فائضًا في التجارة الخارجية، احتلت المرتبة التاسعة على قائمة البلدان الأكثر استيرادًا للمنتجات التركية خلال هذه الفترة.

والعام الماضي، استحوذ قطاع الحديد والصلب على القسم الأكبر من الصادرات التركية لإسرائيل بقيمة 1.2 مليار دولار، فيما باعت تركيا لإسرائيل سيارات وجرارات ودراجات نارية ومستلزماتها من قطع التبديل بقيمة 504.5 ملايين دولار، ومواد بلاستيكية بقيمة 478 مليون دولار.

وفي الفترة نفسها، استوردت تركيا من إسرائيل مواد مثل الوقود المعدني وزيوت معدنية ومواد بيتومينية بقيمة 1.1 مليار دولار، ومنتجات الحديد والصلب بقيمة 208.9 ملايين دولار، ومنتجات بلاستيكية بقيمة 150 مليون دولار.

ووفق "تريدماب"، وهو مزود خدمات على شبكة الإنترنت يقدم إحصاءات التجارة العالمية، احتلت إسرائيل عام 2020 المرتبة الرابعة على قائمة البلدان الأكثر شراءً للمنتجات التركية، فيما شغلت تركيا المرتبة الثامنة على قائمة البلدان التي تستورد منتجات إسرائيلية.

زيادة التجارة الخارجية بأكثر من الضعف

وتعاني إسرائيل، التي يبلغ عدد سكانها نحو 9.4 ملايين نسمة، من عجز في تجارة السلع بشكل عام وفائض في الخدمات.

وتشكل قطاعات الصناعات الدفاعية ومعالجة الألماس وتكنولوجيا المعلومات والطب والسياحة الصحية والدينية، أكثر القطاعات تطورًا في اقتصاد إسرائيل وأبرز القطاعات التي تساهم في عملية التصدير.

وتمتلك إسرائيل فائضاً في عائدات الخدمات، لا سيما في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والسياحة الصحية والدينية.

وتضاعف حجم التجارة الخارجية لإسرائيل في السنوات العشرين الماضية، وارتفع من 62 مليار دولار عام 2001 إلى 139 مليار دولار في 2018، وانخفض إلى 119 مليار دولار عام 2020 مع تأثير وباء كورونا.

وتقوم إسرائيل التي تعتمد بشكل كبير على الواردات، بمعظم تبادلها التجاري الخارجي مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.

ويرى خبراء إسرائيليون، أن العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري بين البلدين مرشح لمزيد من التطور، وأن العلاقات السياسية بينهما سيدخل مسارًا إيجابيًا مع زيارة هرتصوغ إلى تركيا.

وكانت العلاقات السياسية بين البلدين وصلت إلى نقطة الانهيار في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي يسعى فيه هرتصوغ لطرح مبادرات إيجابية في القضايا الإقليمية، والتصرف بطريقة عقلانية، على خلاف نتنياهو.

وقال روني شاكيد، الباحث في الجامعة العبرية بالقدس، إن العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل تطورت باستمرار، رغم التذبذبات التي شهدتها العلاقات السياسية بين البلدين.

وأكد شاكيد في حدث لوكالة الأناضول، أن الشعب الإسرائيلي يتوق لزيارة تركيا، وكذلك تركيا تريد عودة السياح الإسرائيليين إليها.

وأضاف: "تركيا هي وجهة سياحية مهمة للإسرائيليين. إن تطور العلاقات السياسية بين البلدين مجددًا، سيكون مفيدًا لكلا الجانبين".

وتابع: "زيارة هرتصوغ هي أول اتصال رفيع المستوى بين إسرائيل وتركيا منذ عام 2008. هذه فترة طويلة جدًا بالنسبة لدولة كبيرة ومهمة مثل تركيا، وكذلك بالنسبة لإسرائيل. أعتقد ان البلدين بحاجة لبعضهما".

التعاون في مجال الطاقة

وأشار شاكيد إلى أن الحرب في أوكرانيا أوجدت نظامًا جديدًا في المنطقة، وقال: "نحن في عصر جديد، فالصورة التي أحدثتها الحرب في أوكرانيا تفرض تعاونًا جديدًا في العلاقات بين إسرائيل وتركيا".

وأكد أن خطوط الطاقة ستكون على جدول أعمال العلاقات التركية الإسرائيلية، وأن هذا القطاع كان أحد العوامل التي ساهمت في التقريب بين البلدين. وقال: "سيكون مفيدًا جدًا للبلدين إنشاء خط أنابيب لإيصال الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا".

فيما لفت ألون ليل، الذي شغل منصب نائب المدير العام في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وكان أيضًا قائمًا بالأعمال في سفارة تل أبيب بأنقرة في ثمانينيات القرن الماضي، بأن زيارة هرتصوغ لتركيا يمكن أن تمهد لعهد جديد في العلاقات السياسية والاقتصادية.

وذكر ليل، وفق الأناضول، أن هرتصوغ سينقل نتائج مباحثاته التي أجراها في تركيا بشأن الطاقة إلى الحكومة الإسرائيلية عند عودته من هذه الزيارة التي تمت بالتنسيق معها.

كما شدد على أهمية تطور العلاقات السياسية بين البلدين، وانعكاسات ذلك على زيادة التعاون في المجالات الاقتصادية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!