ترك برس-الأناضول

في مكان يطل على مدينة إسطنبول ويتوج خليج القرن الذهبي، تتربع منطقة أيوب التي تضم جامع "السلطان أيوب"، وضريح الصحابي أبي أيوب الأنصاري، وتلة "بيير لوتيه" التي يمكن الصعود إليها عبر التلفريك.

المنطقة تعتبر من أبرز معالم إسطنبول السياحية ويقصدها أغلب زوار المدينة حيث يجد كل قادم إليها ما يريده من تمتع بالسياحة والمشاهد الجميلة والتاريخية، ومن يرغب في عبادة روحية.

وبالصعود إليها على الأقدام أو بواسطة التلفريك أو بالحافلات، تتوج تلة "بيير لوتيه" خليج القرن الذهبي الذي يشق الجانب الأوروبي من إسطنبول المترامية الأطراف لتكون مكانا مميزا يمكن منه مشاهدة شطرا كبيرا من المدينة، والكثير من معالمها وعلى رأسها قممها السبع المعروفة.

قمم إسطنبول السبع تقع داخل أسوار المدينة القديمة التي تطل عليها التلة، وهي "ساراي بورنو" التي يقع عليها قصر "طوب قابي"، و"تشامبرلي تاش"، و"السليمانية"، و"الفاتح"، و"ياووز سليم"، و"إدرنة قابي"، و"وقوجا مصطفى باشا".

تلة "بيير لوتيه" الشهيرة التي تعد بمثابة عين إسطنبول على معالمها، تقع في منطقة أيوب حيث يوجد مسجد الصحابي أبي أيوب الأنصاري وضريحه، في نهايات خليج القرن الذهبي الذي يبلغ طوله 9 كم.

وتشرف التلة على الخليج في مشهد جميل، لتشكل التلال على ضفتي الخليج مشهدا جميلا مع أشعة الشمس، تتخللها المآذن والأماكن التاريخية، فيما لها في فصل الشتاء والثلوج مشهد فريد آخر يمتع الناظرين ويجذبهم.

** جامع السلطان أيوب

الجامع هو أول مسجد بناه العثمانيون في إسطنبول عام 1458 بعد فتح القسطنطينية (إسطنبول) عام 1453م، وتعود التسمية لوجود قبر الصحابي في باحة المسجد.

وتوفي الصحابي أبو أيوب الأنصاري ودفن عام 52 للهجرة (نحو 672 ميلادي)، خلال محاولة المسلمين في نفس العام فتح القسطنطينية، والتي لم تتكلل بالنجاح حينها.

وطلب الصحابي أبو أيوب الأنصاري، عندما اشتد عليه المرض، وكان كبيرا في السن (نحو 98 عاما)، أن يدفن عند أقرب نقطة من أسوار إسطنبول.

وهذا الصحابي شهد بيعة العقبة، وغزوتي بدر وأُحد، مع النبي محمد (ص)، وخصه الرسول بالنزول في بيته عندما هاجر إلى المدينة المنورة، حيث أقام عنده حتى بنى حجرة ومسجدا وانتقل إليهما.

وتقديرا ومحبة له، يسمي الأتراك الصحابي الجليل "أبا أيوب الأنصاري" "السلطان أيوب"، وساهمت استضافة الجامع لقبر الصحابي الجليل في إضفاء مزيد من الأجواء الروحانية.

** تلة "بيير لوتيه"

وتعود تسمية التله بـ"بيير لوتيه" إلى كاتب فرنسي عاش في إسطنبول لفترة بنهايات القرن التاسع عشر، أواخر حكم الدولة العثمانية، واسمه لويس ماري جوليان فيود، وكان يلقب بـ"بيير لوتيه".

وعرف بتواجده المكثف في إحدى مقاهي التلة، ويقال إنه عشق المدينة ودافع عنها، ومن التلة يمكن رؤية مسجد السلطان أحمد، وآيا صوفيا، والجوامع التاريخية الكبيرة مثل السليمانية والجامع الجديد.

كما يمكن رؤية مشهد إسطنبول وصولا لمضيق البوسفور، وبرج غالاطة الأثري، كلها تتخذ مكانها في هذا المشهد البانورامي، كما يمكن رؤية الخليج الذهبي، وجزر صغيرة فيه، تعيش فيها الطيور من البط والإوز.

** تلفريك "بيارا لوتي"

وأنشأت بلدية إسطنبول الكُبرى تلفريك "بيارا لوتي" في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، ويتميز بقصر طول مساره وسرعة وصول عرباته لأعلى القمة.

ويبلغ طوله 384 متراً وبارتفاع 55 متراً، ويصل في غضون دقيقتين ونصف، ويقل يوميًا نحو 3500 سائح، وينطلق كل 5 دقائق، حيث تتّسع كل عربة لثمانية أشخاص، وتستطيع حمل 650 كيلوغراما ويتكون من محطّتين فقط.

ويمكّن التلفريك السياح من التجول في تلة "بيارا لوتي"، التي تحوي مقهى للشاي وجلسات للعائلات، وأسواقا تبيع الهدايا التذكارية.

وتشهد التلة إقبالا كبيرا من الأتراك والسياح والزوار الأجانب، لكونها تقع بجانب جامع السلطان أيوب، ولجمالية المشهد لالتقاط الصور التذكارية، فضلا عن أنها مكان مفضل للخطبة وإتمام مراسم الزفاف.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!