ترك برس-الأناضول

تعد حديقة النباتات الطبية في منطقة زيتون بورنو وسط مدينة إسطنبول التركية مقصداً للراغبين في الحصول على العلاج بالطرق الطبيعية.

وتضم الحديقة أكثر من 700 نوع من النباتات على مساحة 14 ألف متر مربع، وتعد الأولى والوحيدة من نوعها في تركيا.

وتتيح الحديقة الفرصة لرؤية ودراسة المئات من أنواع النباتات والأعشاب الطبية التي تنمو في ظروف طبيعية مثل نبات القنفذية (الإكناسيا) ونبات العطر، وعشبة الناردين (حشيشة الهر)، واللافندر (الخزامي)، والتعريف بهذه النباتات الطبية والمحافظة على تنوعها.

وتبهر الحديقة الزوار بألوانها الكثيرة الزاهية وتتيح لهم فرصة التعرف على النظام البيئي ومعرفة أن الشفاء موجود في الطبيعة.

وتتكون الحديقة من عدة أقسام يحتوي كل قسم منها على مجموعة من النباتات وقد تم تهيئة الظروف الطبيعية اللازمة لنمو النباتات في الحديقة.

كما تضم الحديقة محميات زراعية بها أكثر من 90 نوعاً من النباتات التي تنمو في المناخ الحار والمعتدل تم إحضارها من بعض مناطق تركيا ومن الخارج.

ويمكن للزوار الحصول على معلومات مفصلة عن كل أنواع النباتات من خلال بطاقات التعريف الموجودة إلى جانب كل نوع أو عن طريق مسح رمز الاستجابة السريع (QR code) بهواتفهم المحمولة.

**عينات مجففة

وتضم حديقة معملاً لصنع العديد من المنتجات من النباتات الطبية بالإضافة إلى معشبة وبنك للبذور وغرفة للتجفيف لحفظ ودراسة بعض أنواع النباتات الطبية بعد الحصاد.

وعقب الحصاد الذي يتم في أوقات مختلفة وفقاً لنوع النبات يتم تجفيفه في غرفة التجفيف كما يتم تغليف البذور وحفظها في بنك البذور بهدف المحافظة على استمراريتها.

وتُحفظ عينات من النباتات المجففة في المعشبة لإتاحة الفرصة للزوار لرؤية أنواع النباتات التي يريدونها دون انتظار موسمها.

وفي معامل الحديقة يتم تقديم دورات تدريبية وإقامة ورش عمل لتعليم المتدربين كيفية استخراج الكريم والمرهم والصابون والكولونيا والزيوت العطرية ومستلزمات التنظيف من مختلف أنواع النباتات.

وتُستغل مخلفات النباتات في صنع السماد الطبيعي الذي يستخدم في الحديقة لتجنب استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية. وتُسقى النباتات في الحديقة بطريقتي الرش والتنقيط.

** 700 نوع من النباتات الطبية

وقالت المهندسة الزراعية المسؤولة عن حديقة النباتات الطبية مروة زنغين تنماز لوكالة الأناضول، إنهم يزرعون أكثر من 700 نوع من النباتات الطبية منها أنواع استوائية وشبه استوائية داخل محميات زراعية في الحديقة المقامة على مساحة 14 ألف متر مربع.

وأضافت تنماز، أنهم يصنفون أنواع النباتات التي يحضرونها من تركيا ومن الخارج بالطرق التقليدية والطرق الحديثة ويتأكدون من سلامتها وخلوها من الأمراض بعد ذلك يبدأون في إنتاجها بعد تهيئة الظروف الملائم".

وأشارت إلى أنهم يحتفظون في المعشبة بأزهار النباتات بعد تجفيفها حتى يتمكن الزوار من رؤيتها في أي وقت.

وأوضحت تنماز، أن "مقياس الرقم الهيدروجيني (درجة الحموضة) المناسبة للتربة تختلف من نبات لآخر لاختلاف أنواع التربة التي تنمو بها النباتات ولذلك يتخذون بعض الإجراءات لتقليل درجة حموضة التربة ورفع قدرتها على التكيف مع البيئة الجديدة.

وأردفت: "بعض النباتات تنمو في التربة الرملية وبعضها في التربة الطينية وبعضها يتطلب تربة ثقيلة".

وأضافت: "لذلك نلجأ لاستخدام بعض الطرق لتقليل درجة الحموضة ولزيادة قدرة النبات على التكيف لأن إنبات بعض الأنواع في إسطنبول يكون صعباً للغاية وخاصة نباتات المناطق الحارة".

** زيارة الحديقة

وذكرت تنماز، أنهم يزرعون 93 نوعاً من نباتات المناخ الحار والمعتدل في المحميات (الصوبات) الزراعية الموجودة بالحديقة، مشيرة إلى أن بعض الأنواع عبارة عن أشجار.

وتابعت أنهم يقومون بعرض عملية إنتاج بعض المنتجات من النباتات في معمل الحديقة أمام الزوار "الذين يمكنهم زيارة الحديقة طوال أيام الأسبوع".

وأشارت تنماز، إلى أنهم يُعلمون الطلاب القادمين للتدريب كيفية إنتاج الكريمات والزيوت العطرية من النباتات الطبية بالإضافة إلى إعطاء معلومات عن أفضل الطرق للحصاد.

وأضافت: "استخدام النباتات الطبية أمر رائج في تركيا، بالإضافة إلى استخدامها بكثرة في قطاع مستحضرات التجميل وخاصة الورد ونبات العطر".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!