م.معين نعيم - ترك برس

النتائج النهائية للانتخابات التركية تؤكد عدم قدرة اي حزب على تشكيل حكومة منفردة والمخرج هو السيناريوهات التالية: 

1) أن يقبل حزب العدالة والتنمية ان يشكل حكومة أقلية تبقى في مهب رغبات الأحزاب المعارضة وتحت رحمة ضغوطها. 

2) تشكيل حكومة ائتلافية بين العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية او حزب الشعوب الديمقراطية وقد الحركة القومية اقرب للواقع اولا لإعلان حزب الشعوب الديموقراطية رفضه لمثل هذا الخيار وللنتائج الوخيمة التي قد يجنيها الحزب لمثل هذا التحالف كون الحزب يساري كردي فستلفظه قواعده الحزبية وتؤثر بالسلب على شعبيته في الشارع. 

3) تشكيل المعارضة حكومة ائتلاف ضد العدالة والتنمية وهذا غالبا غير متوقع نتيجة التناقضات القطعية بين الاحزاب المشكلة للمعارضة. 

4) السيناريو الرابع والذي اعتقد ان حزب العدالة التنمية سيخرج به بأقل الخسائر بل وقد يعوض بعض ما خسره من نسبة المصوتين له وهذا ساستفيض فيه...  وهو ان يمتنع الحزب عن تشكيل الحكومة وكذلك يعيق تشكيل اي حكومة ويجبر الجميع على انتخابات مبكرة واعتقد ان الحزب لو نجح فيه سيجني الكثير للأسباب التالية: 

أولاً: أن النسبة التي خسرها الحزب في هذه الانتخابات هي من قواعده الغاضبين الذين ارادوا له ان يعاقب على بعض المواقف لكنه لم يعتقدوا ان الحزب سيخسر هذه النسبة التي قد تمنعه من تشكيل الحكومة وهؤلاء غالبا سيصوتون بلا تردد للعدالة والتنمية في حال تمت الإعادة.

ثانيا: ان النتائج التي ظهرت أعادت للأذهان مراحل اللامعلوم التي كانت تعيشها في ظل الحكومات الائتلافية التي سبقت مما سيدفع نسبة منهم للتصويت للعدالة والتنمية حتى لو لم يؤيدوها فكريا أو سياسيا. 

ثالثا: بعض الكتل الإقتصادية في تركيا ستسعى لدعم عودة العدالة والتنمية لتشكيل حكومة مستقلة لوحده خوفا من أزمات اقتصادية خطيرة. 

رابعا وأخيرا: ان نسبة ممن صوتوا للأحزاب المتدينة والمحافظة الصغيرة قد تنتقل للتصويت للعدالة والتنمية بعد مشاهدتها للفشل الذريع الذي نالته احزابهم في الانتخابات وكيف ضاعت أصواتهم دون أثر. 

وبالطبع فإن كل هذه السيناريوهات مطروحة على أساس أن العلاقات الطبيعية بين أحزاب المعارضة لا يمكن أن تفضي إلى توحد بينها في حكومة إئتلافية لكن بالطبع لا نعلم إن كان وراء الكواليس قوى تستطيع أن تجبر المعارضة على تتناسى الخلافات بينها وتتوحد ضد العدالة والتنمية لإكمال إفشاله رغم أنه الحزب الأول كعادتها في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!