ترك برس-الأناضول

تُنظم مدرسة "مولانا أناضولو" الثانوية للبنات بولاية بينغول شرقي تركيا، فعاليات تقوم الطالبات خلالها برواية الأساطير والحكايات باللهجة الزازاكية التي يعود تاريخها لعدة قرون.

اكتسبت الزازاكية اهتمامًا كبيرًا بعد إدراجها ضمن اللغات واللهجات الحية، بعد أن كانت ضمن قائمة اللغات المهددة بالانقراض، في تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 2009.

وقامت بعض طالبات المدرسة تحت إشراف أستاذة الأدب سونغول آريقيز، بإعداد مشروع بعنوان: "أساطير الزازاكية" للمشاركة في معرض "توبيتاك 4006 للعلوم" الذي أقيم في مايو/ أيار الماضي، رغبة منهن في المساهمة في إحياء الزازاكية.

وحصلت الطالبات على وثائق تاريخية متعلقة بأساطير الزازاكية بمساعدة الباحث والمحاضر بجامعة بينغول مراد فارول الذي يجرى أبحاثًا حول هذه اللغة.

وقصّت الطالبات إحدى أشهر هذه الأساطير في المدينة وتسمى "أسطورة الطائر/ كيكو" مع الاستعانة بالزخارف الخاصة بها والملابس المحلية والآلات الموسيقية.

وشاركت الطالبات الصور التي التقطنها أثناء الفعالية على وسائل التواصل الاجتماعي، وحازت هذه اللقطات إعجاب المواطنين بشكل كبير، وطالبوا بتنظيم فعاليات شبيهة.

تكرارا لتجربة رواية الأساطير باللهجة الزازاكية، نظّم بهاء الدين ألين مدير مدرسة "مولانا أناضولو" الثانوية للبنات فعالية مسائية في حديقة المدرسة بعنوان: "ليلة الأساطير".

وزادت الطالبات من عدد الحكايات والأساطير المروية عن طريق الوثائق التي جمعنها من جامعة بينغول بدعم من معلمة مادة الأدب بالمدرسة، إضافة للاستماع إلى المواطنين المسنّين الذين يعيشون في المدينة.

في "ليلة الأساطير" ارتدت الطالبات الملابس المحلية واجتمع حولهن المواطنون في حديقة المدرسة، ليستمعوا إلى الأساطير التي تقصها الطالبات، وسط إيقاعات الدف والطبول، بالإضافة إلى صوت الناي الذي عزفه مدرس الموسيقى بالمدرسة.

تجد هذه الفعاليات اهتمامًا وإقبالاً كبيريْن من المواطنين من جميع الأعمار.

ونظمت الفعالية لأسبوعين بواقع فعالية لكل أسبوع، ومن المقرر أن تستمر في العام الدراسي 2022 - 2023.

* الحفاظ على اللغة

قالت الطالبة غولجان طاش لوكالة الأناضول إن هدفهن هو إحياء اللغة الزازاكية والحفاظ عليها لأنه لم يعد أحد تقريباً يتحدث بها اليوم.

وأوضحت أنهن يقمن برواية المزيد من الحكايات والأساطير الزازاكية، لأنهن يرغبن في الحفاظ على اللغة من الضياع، ويتمنّين أن يتحدث بها الأطفال ويحبونها لئلا ينسونها.

أما مليكة يوندش فأوضحت أنهن يردن الحفاظ على اللغة الزازاكية وتطويرها ونقلها للأجيال القادمة بعد أن أوشكت اللغة على الاندثار، إذ أنها ليست مستخدمة في الحياة اليومية ولا حتى في المنزل.

* مصدر إلهام

وقالت معلمة الأدب بالمدرسة سونغول آريقيز إن مواطني المدينة يتوقون إلى الفعاليات المتعلقة باللغة الزازاكية.

وأضافت أن الفعالية لاقت تقديرًا أكثر من المتوقع، وأن المشروع تجاوز حدود المدرسة وأصبح مصدر إلهام لمدارس أخرى.

وأوضحت أن الهدف من هذه الفعاليات هو تدريب وتنشئة مجموعة من قصاصي الحكايات والأساطير بالزازاكية، والاستفادة من الموسيقى والدراما والعناصر المرئية والسمعية في تعريف الشباب بالزازاكية، وبناء جسر ثقافي بين شباب اليوم وثقافة الماضي.

وأشارت إلى أنهم توصلوا إلى عشرات الأساطير والحكايات، وكتبوا الأساطير الشفوية التي سمعوها من أمهاتهم وقاموا بترتيبها وتنسيقها وفق الشكل الذي يعجب الشباب ويجذبهم.

وقال مراد فارول المحاضر بجامعة بينغول إنهم جمعوا الأساطير والحكايات القديمة في إطار المشروع.

وأضاف أنهم يستحضرون ذكريات الماضي بهذه الفعاليات، مشيراً إلى أن الزازاكية إحدى اللغات المهددة بالانقراض، والدليل على ذلك أن الأطفال لا يتحدثون بها في حياتهم اليومية إلا أنهم لاحظوا خلال هذه الفعاليات أن الأطفال بدأوا يتحدثونها بطلاقة وحفظوا الحكايات التي يسمعونها، مؤكداً أن ذلك بعث فيهم الأمل وشجعهم على الاستمرار لإحياء اللغة ونقلها للأجيال القادمة.

* تدريب بالممارسة

وأشار بهاء الدين ألين مدير مدرسة "مولانا أناضولو" إلى أنهم سيقدمون مشروعهم في "أولمبياد توبيتاك للعلوم" في الفترة المقبلة.

وذكر أنهم يحرصون على المساهمة في الحفاظ على هذه اللغة التي طالها النسيان وأوشكت على الاندثار، وأنهم يهدفون إلى جعل الأطفال يحبونها.

ولفت إلى أن الأطفال بدأوا يتحدثون الزازاكية فيما بينهم بعد انتهاء العروض.

وأضاف أنهم يهدفون إلى توسيع هذا المشروع ومواصلته والمشاركة به في منصات مختلفة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!