ترك برس

بعد نشر نتائج الانتخابات التركية التي تُبين أن حزب العدالة والتنمية لن يستطيع تأسيس حكومة بمفرده بعد يوم؛ دخل حزب العدالة والتنمية في دوامة مشاورات وتباحثات حادة لتحديد الاستراتيجية الجديدة التي سيسلكها في عهده الجديد.

بعد نتائج الانتخابات التي فرضت على حزب العدالة والتنمية التحالف والائتلاف مع أحزاب أخرى؛ بدأ زعيم الحزب أحمد داود أوغلو بعمل مبحاثات شديدة مع الجهات المختصة التي كان أولها المركز التنفيذي لحزب العدالة والتنمية ووزراء الحكومة الحالية، وخلال هذه الاجتماعات المُكثفة تم مناقشة الاستراتيجية الجديدة التي سيتم اتباعها لإدارة المرحلة المُقبلة.

من الصعب جداً تأسيس حكومة لا تشمل حزب العدالة والتنمية

وأشار نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش في تصريحاته الصحفية التي ألقاها قبل انضمامه لإجتماع المركز التنفيذي لحزب العدالة والتنمية، إلى أنه "من الصعب جداً التحدث عن إمكانية الذهاب لانتخابات مُبكرة في هذه المرحلة."

وأردف كورتولموش تصريحاته قائلاً" سيقوم رئيس وزرائنا بتأسيس حكومة مطمئنة للجميع، الواجب علينا الأن هو؛ المُضي قدماً نحو إتمام عملية الإصلاح الديمقراطي، في هذه المرحلة نحتاج  لدستور جديد، ويجب علي تركيا الاستمرار في مسيرتها التقدمية الهادفة لخلق "تركيا جديدة".

على شعبنا أن يكون مستريح البال

وقال نائب زعيم حزب العدالة والتنمية محمد علي شاهين في التصريح الصحفي الذي ألقاه عقب الاجتماع العام للمركز التنفيذي لحزب العدالة والتنمية، "نحترم وبشدة الإرادة الشعبية التي أوضحها شعبنا من خلال صناديق الاقتراع، هذه الإرادة الشعبية تُبين لنا بأن تركيا دخلت في مرحلة جديدة وأنه بات من الواجب عليها ترك حكومة الحزب الواحد والتوجه لتأسيس حكومة ائتلافية، ونؤكد لشعبنا، باسم حزب العدالة والتنمية، بأننا سنتصرف بكل مسؤولية في هذه المرحلة، ليطمئن شعبنا وليعتمد علينا فلن نخذله أبداً، وكما أؤكد من خلالكم بأننا، كأقوى وأكبر حزب في تركيا، سنستمر في سياستنا التطويرة والتنموية ولن نحيد عنا قيد أنملة مادمنا على رأس الحكم."

وتابع شاهين تصريحاته قائلاً: "لتحديد ورسم خريطة الطريق الجديدة؛ سيقوم رئيس الوزراء اليوم مساءً بالاجتماع مرة أخرى مع أعضاء المركز التنفيذي لحزب العدالة والتنمية، كما أنه سيقوم يوم الخميس بالالتقاء مع رؤوساء المجالس المحلية للحزب وفي الأسبوع القادم سيكون له اجتماع خاص يلتقي به نواب حزب العدالة والتنمية الجدد."

وتؤكد الكثير من استطلاعات الرأي أنّ من الممكن جداً لأحمد داود أوغلو الالتقاء بالنواب والوزراء القدامى التابعين لحزب العدالة والتنمية والذين تم إبعادهم بناءًا على قاعدة الدورات الثلاثة الداخلية الخاصة بحزب العدالة والتنمية والتي تمنع أعضاءها من الترشح لأكثر من 3 دورات انتخابية.

وبينت صحيفة صباح التركية، في تقريرها الإخباري المتعلق بهذا الشأن، أن داود أوغلو سيقوم بعد أيام بالالتقاء بزعماء الأحزاب السياسية البرلمانية الأخرى للتباحث والتشاور بموضوع التحالف وتأسيس حكومة ائتلافية، وكما أوضحت الصحيفة أنه من الممكن لأحمد داود أوغلو التشاور والاتفاق مع النائب عن حزب الحركة القومية "أكمل الدين إحسان أوغلو" الرئيس الأسبق لمنظمة المؤتمر الإسلامي والذي يُعد إحدى الشخصيات المرموقة لدى الأحزاب السياسية، وفي حين تم التوافق مع إحسان أوغلو سيتم إعلان حكومة أقلية مدعومة بأسماء مرموقة لها ثقلها السياسي والاجتماعي من خارج البرلمان ليتم إعلانهم كوزراء في حكومة الأقلية.

وبناءً علي جميع التصريحات والاستطلاعات المنشورة إلي حد الأن يتضح أن خريطة الطريق المبدئية التي يسلكها حزب العدالة والتنمية هي إما تأسيس حكومة ائتلافية بالاتفاق مع إحدى الأحزاب البرلمانية أو تأسيس حكومة أقلية عن طريق دعمها بشخصيات من خارج البرلمان تكون مرموقة ومقنعة للأحزاب الأخرى. جميع تفاصيل خارطة الطريق وأساسيتها ستضح بعد انتهاء أحمد داود أوغلو من المشاورات التي سيجريها مع أعضاء ونواب حزبه وزعماء الأحزاب الأخرى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!