ترك برس

أعلن رئيس حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو، "ضرورة القيام بالمحاسبة الداخلية داخل الحزب، والخضوع للتحديث في طريق قيام تركيا الحديثة"، مشيرا "استحالة تحقيق ذلك دون مشاركة العدالة والتنمية في الحياة السياسية بالبلاد في المرحلة القادمة".

جاء ذلك في كلمة لداود أوغلو، خلال ترؤسه اجتماعا لممثلي العدالة والتنمية في المدن التركية، اليوم الخميس، حيث أضاف، إن "إرادة الشعب هي الأساس، وعلينا احترام هذه الإرادة بدون تردد، فالعدالة والتنمية ارتقت بفضل إرادة الشعب، وستواصل الارتقاء بفضل ذات الإرادة".

ولفت داود أوغلو، إلى قيام بعض الأطراف بإعلان افتعال عصيان مدني في حال عدم تجاوزها العتبة الإنتخابية (في إشارة لحزب الشعوب الديمقراطي)، إضافة لمحاولة أطراف أخرى التشكيك بمصداقية الانتخابات قبيل إجرائها، مشيرا أن جريان العملية الانتخابية بشفافية تامة، كان بفضل حكومة العدالة والتنمية.

وتابع داود أوغلو، أن حزب العدالة والتنمية هو الحزب الوحيد، الذي نظم حملات دعائية في الولايات التركية الـ 81 كافة، منتقدا شعار حزب الشعوب الديمقراطي خلال الحملة وهو " التتريك"، لافتا أنهم لم يفلحوا في ذلك حتى الآن. وأن الحزب الوحيد الذي نجح في ذلك هو العدالة والتنمية، فتركيا هي حزب العدالة والتنمية، وحزب العدالة والتنمية هو تركيا.

وأشار داود أوغلو في السياق ذاته، إن "حزب الشعب الجمهوري فشل في تمثيل 37 مدينة تركية، عليهم التفكير بذلك جيدا، حيث لا يمكن لحزب لا يملك ممثلين له في 37 مدينة، أن يتسلم السلطة في البلاد، وكذلك لم ينجح مرشحو حزب الحركة القومية في تمثيل حزبهم في 34 مدينة، تماما  كما هو الحال في حزب الشعوب الديمقراطي الذي غاب مرشحوه عن تمثيل 55 مدينة، أتمنى أن يتخذوا منحى مضادا للإرهاب خلال مرحلة (التتريك) التي يدّعونها".

وأردف، "بالنظر إلى نتائج الانتخابات الحالية، إن حزب العدالة والتنمية هو الحزب الأكثر شمولية في تركيا، وعليه، لا يخفى على أحد، استحالة مضي الحياة السياسية في البلاد دون مشاركة العدالة والتنمية فيها".

وانتقد داود أوغلو، محاولات بعض الأحزاب إظهار حزب العدالة  والتنمية بمظهر الخاسر في الانتخابات بالرغم من إحرازهم للنسبة الأكبر من الأصوات، حيث قال "إن حزبنا صامد بشموخ كعادته، ولن  تفلح محاولاتهم في إضعافنا والتشكيك بفوزنا".

وأوضح، "انخفضت نسبة أصواتنا بمعدل 2 إلى 3 بالمئة، لذا علينا إجراء محاسبة داخلية داخل الحزب، لنزيد من قوة حزبنا، ولا ينبغي علينا التصرف بكبرياء أمام إرادة الشعب، ويجب أن تكون توقعاتنا لكافة الانتخابات القادمة، أيا كان موعد إجرائها أكثر من 50 بالمئة من الأصوات".

وكشف، أنهم لن يسمحوا للأحزاب الأخرى أن تمارس عليهم سياسة الضغط النفسي، للدخول معها في تشكيل حكومة ائتلافية، مشيرا أنهم سيناقشون كافة الخيارات حيال ذلك، وأن أبوابهم مفتوحة للجميع. مؤكدا أن "مستقبل حزبنا أهم من مستقبل شخصياتنا، وكذلك مستقبل تركيا أهم من مستقبل حزبنا". لافتا أنهم لم يفضلوا يوما الحكومة الائتلافية لكنهم مجبرون لذلك لإنها إرادة الشعب".

وختم داود أوغلو كلمته، أن حكومة العدالة والتنمية أعاقت تحويل تركيا لنموذج عراقي أو لبناني طيلة فترة حكمها، لافتا أنهم  سيواصلون المضي قدما لتأسيس تركيا الحديثة، مستمدين الطاقة في ذلك من حب الشعب كما هو الحال دائما، "فالسياسة التي نتبعها تنبع من القلوب، وسنسعى بهذه السياسة لدخلول كافة القلوب، لذا علينا الخضوع للتحديث والمضي لتأسيس تركيا الحديثة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!