شابان كارداش - مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية - ترجمة وتحرير ترك برس

دخلت المفاوضات النووية التي تديرها إيران مع القوى الدولية إلى المرحلة النهائية، وبدأ يتشكل موقف تركيا حيال الاتفاق المُحتمل مع إيران وتأثيره على البلاد خطوة بخطوة. وبشكل عام، يعرف أن تركيا ليست قلقة من أي اتفاق يؤدي إلى حل القضية النووية وتعزيز موقف إيران، لكنها تركز على الديناميكيات الإيجابية التي سوف تؤدي إليها التطورات الأخيرة في هذا الصدد.

وسيكون تحوّل المفاوضات النووية إلى الاتفاق النهائي، تطورا كبيرا حيال التحول الجذري في النظام الإقليمي. وبالضبط فإن الاتفاق النووي لن يكون محددا مع مسألة التحول، وإنه سيمهد الطريق أمام العلاقات بين إيران والدول الغربية.

اختيار إيران سيؤثر على مستقبل المنطقة

ستكون خيارات إيران أساسية حيال تشكُّل النظام الجديد في المنطقة والذي يحتمل أن يتشكل بعد الاتفاق النووي المتحمل. كما أن تحسن علاقات إيران مع النظام الدولي بعد الاتفاق سيكون فوزا مهما على إيران.

وأيضا إزالة العقوبات الدولية التي تتعرض لها إيران بسبب الشكوك حول برنامجها النووي، وهذا يعني تحصيل دخل اقتصادي مباشر. أما المتغيرات الحاسمة في هذه المرحلة، فهي أن إيران مع هذا الاتفاق ستطمئن و ترتاح كثيرا وبعد ذلك ستتعامل مع أجندة السياسة الخارجية.

المخاوف والقلق بشأن إيران لا تقتصر على برنامجها النووي فقط، فلا زالت أهدافها في المنطقة مجهولة، ولذلك ينبغي عدم إهمال احتمالات استغلال إيران للمنطقة لتحقيق أهدافها الشخصية.

التفاؤل الحذر

ركزت تركيا منذ توقيع الاتفاق، على تأثيراته الإيجابية على المنطقة. ومن المعروف أن هناك علاقة تنافسية تاريخية بين تركيا وإيران، وأن العلاقة بين الطرفين تطورت بعد فترة من الزمن وأصبحت علاقة جيدة وصلت إلى التفاهم والتعاون في كثير من المسائل.

ويذكر أن رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان انتقد مواقف إيران في إطار التطورات الجارية في اليمن، وعقبها قام بزيارة إلى طهران عاصمة إيران، مما يكشف عن تحركات في العلاقات بين تركيا وإيران.

وقد التزمت تركيا بحفظ مسافة بينها وبين البلدان في الشرق الأوسط في جميع المجالات. وتركيا منذ وقت طويل، منفصلة عن السياسات والعقوبات التي تتبناها القوى الغربية في مسألة القضية النووية الإيرانية، وما زالت تدفع باتجاه حل القضية النووية عن طريق الحوار.

وعلى الرغم كل من الضغوطات الموجهة من إيران ضد تركيا، فإن تركيا قد تطور علاقاتها الاقتصادية مع إيران بشكل إيجابي، وفي المرحلة التي ستتحلل فيها إيران من قيود هذه الضغوطات فستكون هي الرابحة، كما من المحتمل أن تستفيد تركيا أيضًا من هذه المرحلة.

واصلت تركيا علاقاتها الثنائية مع إيران، على الرغم من الأزمة في علاقاتها مع القوى الإقليمية الأخرى، وبفضل تطوير تركيا لعلاقاتها مع الجهات الفاعلة المختلفة في المنطقة، و حتى بعد الاتفاق النووي فستستمر في التحرك والتفاؤل في المنطقة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!