ترك برس

يقصد الآلاف من الزوار اليونانيين والبلغار مدينة إدرنة (Edirne) الشمالية الغربية، الذين يتوافدون هناك في عطلات نهاية الأسبوع للتسوق، الأمر الذي يقدم مساهمة جادّة في اقتصاد المدينة.

يُقدّر عدد سكان إدرنة خلال عطلة نهاية الأسبوع بنحو 10 آلاف شخص، ويتوجّه آلاف اليونانيين والبلغاريين إلى هذه المدينة الحدودية في شمال غرب تركيا للاستفادة من الأسعار التنافسية والمنتجات عالية الجودة.

يولّد السياح اليونانيون والبلغاريون، وكذلك الزائرون المحليون من المدن المحيطة، حركةً كبيرةً في المدينة في عطلات نهاية الأسبوع، حيث يمكن رصد الحشود المزدحمة في شارع ساراتشلار الخالي من حركة المرور.

يتوافد جميع المتسوقين تقريبًا على سوق "أولوس" (Ulus) الذي يُعدُّ أحد الأسواق المحلية المفضلة لديهم، حيث يمكن للمرء أن يجد مجموعة متنوعة من السلع في أيام الجمعة.

يأتي السياح اليونانيون والبلغاريون إلى المدينة قبل يومٍ من التسوق، ويدخلون بوابتي "كابي كوله" و"بازار كوله" الحدوديتين، ويمضون الليل في الفنادق. يأتي السياحُ إلى إدرنة بشكلٍ فرديٍّ أو بجولات، ويتسوّقون في الأسواق ومراكز التسوق، ويسهمون إسهامًا كبيرًا في اقتصاد المدينة.

ومن الأسباب الرئيسية وراء هذه الموجة من الزوار عدم استقرار سعر الصرف الذي أدّى إلى انخفاض الليرة التركية بشكلٍ حادّ، الأمر الذي جعل الحصول على المنتجات التركية أسهل وأقل تكلفةً بالنسبة للسياح.

يزيد هذا عدد سكان المدينة بنحو 10 آلاف شخص خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقًا لما ذكره رئيس غرفة تجارة وصناعة إدرنة رجب زيبكنكورت.

وقال زيبكنكورت لوكالة أنباء ديميرورين: "لهذا السبب، فإن التجار والسكان المحليين سعداء جدًّا بأن هؤلاء الأشخاص يأتون إلى هنا ويتسوقوّن. نحن، كغرفة تجارة وصناعة إدرنة، نقدّم دورات لغة يونانية وبلغارية لتجار الإنترنت. ويمكن لجميع التجار التحدث باللغة اليونانية والبلغارية مع السياح".

وفي إدرنة، بدأ التجار في ترجمة مواقعهم الإلكترونية إلى اللغة البلغارية. يمكن للعملاء الوصول إلى مواقع الويب الخاصة بالشركات والتحقق من الأسعار قبل مغادرة بلادهم. ويتشارك الأشخاص الذين يرغبون في الوصول إلى المزيد من العملاء حملاتهم وعروضاتهم الترويجية مع النشرات البلغارية واليونانية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

كما أشار زيبكنكورت إلى أن الفنادق في إدرنه محجوزة قبل أشهر بسبب ارتفاع نسبة الإشغال في عطلات نهاية الأسبوع. وأوضح أن معظم السياح يأتون من بلغاريا واليونان للتسوّق ويبقون عادةً في المدينة يومي الجمعة والسبت.

وأضاف: "إن فنادقنا ممتلئة في عطلات نهاية الأسبوع. يجب أن تحجز أشهرًا مقدمًا للعثور على مكان. يأتي السياح المحليون إلى سوق الجمعة للتسوق ومشاهدة المعالم أيضًا. ولذلك، فقد تطوّر قطاع الخدمات وقطاع الأغذية والمشروبات في إدرنه في السنوات الأخيرة".

وقال كمال كيليتش، وهو مشغل مطعم وفندق في المدينة، إن الزوار يتردّدون علي إدرنة من اليونان وبلغاريا.

وأضاف كيليتش: "لدينا سوق كبيرة هنا، وإدرنة هي مركز جذب بسبب الاختلاف في أسعار الصرف. يأتي السياح ويشترون كل شيء من الإبر إلى الخيط، مما يسهم إسهامًا كبيرًا في الاقتصاد التركي".

ومن جهته، قال بوجيريد ريس أوغلو، رئيس سوق أولوس، إن ما يقرب من 10 آلاف سائح يوناني وبلغاري يأتون إلى سوق أولوس كل نهاية أسبوع للتسوق، وأضاف أنهم يقيمون في إدرنة يومي الجمعة والسبت ويرجعون إلى بلادهم بعد التسوق.

كما لاحظ أن "السائحين يشترون كل ما يمكن أن تفكر فيه هنا. هم يأتون ويتسوّقون هنا لأنّ أموالهم قيّمة، ونوعية هذه المنتوجات هنا أفضل منها في بلدانهم".

تقول غولتشة سوناي، التي جاءت إلى إدرنة من بلوفديف، الواقعة على بعد مئتي كيلومترًا من إدرنة، مع عائلتها للتسوق، أن المنتجات في المدينة هي ذات جودة عالية وأسعار معقولة.

كما لفت السائح البلغاري ألكسندر الانتباه بقميصه الذي حمل العلم التركي في أثناء التسوق في سوق أولوس، وقال: "عاش أجدادي في تركيا، وأنا أحب تركيا. ولهذا السبب أرتدي هذا القميص. لقد اعتدت على التسوّق في إدرنة لفترة طويلة".

يشتري معظم السياح اليونانيين والبلغاريين المعجنات، والبقلاوة، والجبن والزيتون، التي تعد أشهر المواد الغذائية التي يفضلونها، كما يشترون مواد التنظيف ولوازم الأطفال.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!