ترك برس

برز مؤخراً إلى المشهد السياسي التركي حزب "الرفاه الجديد" حديث العهد بالتأسيس على يد فاتح أربكان، نجل رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، ليتحالف قبل الانتخابات المقبلة مع الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يعد تلميذ أربكان الأب في السياسة.

وتأسس حزب الرفاه الجديد في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2018؛ إثر انشقاق قائده فاتح أربكان عن حزب "السعادة"، الذي أسسه والده الزعيم السياسي التركي الراحل نجم الدين أربكان.

ويعد نجم الدين أربكان مؤسس تيار الرؤية الوطنية في تركيا، وهو التيار الذي شكّل المصدر الفكري لكل الأحزاب التي شكلها أربكان حتى وفاته، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."

وتمكن حزب الرفاه "القديم" من دخول البرلمان في انتخابات 1991، كما فاز بأغلبية المقاعد في انتخابات 1995، وتولى إثرها أربكان الأب رئاسة الحكومة التركية في إطار ائتلاف برلماني.

وفور الإعلان عن تأسيس حزب الرفاه الجديد، أكد عبد الحميد قايي خان عثمان أوغلو حفيد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني دعمه للحزب الجديد.

الفكر والأيديولوجيا

يعد حزب "الرفاه الجديد" من الأحزاب المحافظة دينيا واجتماعيا، ويرى نفسه الوريث الحقيقي لمبادئ الرؤية الوطنية، بخلاف حزب "السعادة" الذي يرى أنه خرج عن خط هذه الرؤية.

وحسب ميثاقه التأسيسي، أعلن حزب "الرفاه الجديد" أن هدفه هو "إقامة عالم جديد ونظام عادل تحت قيادة تركيا الكبرى مرة أخرى"، بالتوازي مع الأخذ بمبدأ "الأخلاق أولا". ومن أهدافه أيضا تعزيز الإنتاج والتنمية الوطنيين والقضاء على الفقر.

يعارض الحزب زيادة أسعار الفائدة التي رأى فاتح أربكان -في تصريح له- أنها تنطوي على "ظلم وجني للأرباح بغير وجه حق"، وأكد أنهم يناقشون القضاء عليها تماما في حال وصول حزبه إلى السلطة.

أبرز المحطات

بعد التأسيس، طفا خلاف الحزب الجديد مع حزب السعادة إلى السطح؛ إذ بدأ فاتح أربكان إجراءات الحجز على المقر العام لحزب السعادة في العاصمة أنقرة، الذي ظل المقر العام لكل أحزاب الرؤية الوطنية التي أسسها نجم الدين أربكان، انتهاء بحزب السعادة الذي كان أربكان الأب يرأسه حتى وفاته.

برر فاتح أربكان عملية الحجز على البناء بأن حزب السعادة لم يعد يتبع خط الرؤية الوطنية، ولم يدفع إيجار المبنى المعني. وفي 11 أبريل/نيسان 2019 أخلى حزب السعادة المبنى، وانتقل إليه حزب الرفاه الجديد وحوله إلى مقر عام له.

خلال فترة وباء كورونا (كوفيد-19) عارض الحزب فكرة التطعيم الإجباري لعامة الناس، كما تبنى موقفا مناهضا للقاح.

أيد الحزب قرار الرئيس رجب طيب أردوغان القاضي بالانسحاب من اتفاقية إسطنبول الأممية، ورحب فاتح أربكان بهذا القرار مبينا أنه "خطوة في مكانها، بل جاءت متأخرة".

شارك الحزب في الانتخابات لأول مرة عام 2021 عندما قدم مرشحا عنه لانتخابات بلدية منطقة غونيه، التابعة لمدينة سنان باشا في ولاية أفيون قره حصار، في السادس من يونيو/حزيران 2021، لكن انتخب إيرول كاراباك مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة البلدية، في حين حصل مرشح حزب الرفاه الجديد على المرتبة السادسة من بين المرشحين.

شارك الحزب مرة أخرى في انتخابات رئاسة بلدية أجريت في بلدة دودورغا في قضاء أورتا بولاية جانكيري في الرابع من يوليو/تموز 2022، ونال مرشحه المرتبة الثانية بـ47 صوتا، في حين فاز مرشح حزب العدالة والتنمية بالمنصب.

وقبيل انتخابات 2023، أعلن زعيم الحزب فاتح أربكان أن حزبه سيخوض الانتخابات بمفرده واسمه وشعاره من دون الانضمام إلى أي من التحالفين الرئيسين: "تحالف الجمهور الحاكم" و"الأمة المعارض".

وفي العاشر من مارس/آذار 2023، زار وفد من حزب العدالة والتنمية برئاسة رئيس الوزراء السابق بن علي يلدرم مقر حزب الرفاه الجديد والتقى أربكان، وسلمه دعوة للانضمام إلى تحالف الجمهور، ورغم ترحيب أربكان بالدعوة فإن حزبه اتخذ قراره بعد 10 أيام رافضا العرض.

وقبل إغلاق الهيئة العليا للانتخابات باب تسجيل التحالفات الانتخابية بساعات، أعلن حزب الرفاه الجديد في 22 مارس/آذار 2023 الانضمام إلى تحالف الجمهور، وذلك عقب اجتماع أخير مع وفد من حزب العدالة والتنمية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!