مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية (أورسام) - ترجمة وتحرير ترك برس

رأى مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية (أورسام) في أنقرة أن نظام الأسد نجح في الفترة ما بين 2013 و2014 في الدفاع عن المناطق الخاضعة لسيطرته ودخل مرحلة الهجوم. ولكن بعد بدء عام 2015 تبين بأن النظام السوري أصبح غير قادر أبداً على القضاء على الثورة المنتفضة ضده، وذلك في تقرير له تناول فيه موضوع تأثير التحالف التركي السعودي القطري على الأحداث الجارية في تقريره الشهري لشهر أيار/ مايو الماضي.

ويؤكد التقرير بأن السبب المباشر في ذلك "هو توحد قوى المعارضة تحت راية واحدة وتحقيقها عمليات انتصار ناجحة في شمال وجنوب البلاد، وأهم هذه الانتصارات هي سيطرة قوى المعارضة على محافظة إدلب بالكامل والتقدم الملحوظ والمهم للمعارضة على الجبهات الجنوبية".

ويناقش التقرير السبب الرئيس وراء التغير الجاري، لصالح المعارضة، في سوريا والسياسة الخارجية الجديدة المتبعة بعد تغير الملك في السعودية تحت عنوان "السياسة الخارجية الجديدة للملكة العربية السعودية والتوازن العسكري المتغير في سوريا":

ويبين التقرير بأن تغير التوازن العسكري في سوريا يعتمد على عدة عوامل هي؛

ـ الإرهاق الشديد الذي أصاب جيش النظام الذي يحارب على عدة جبهات معقدة في عدة مناطق من سوريا.

ـ إحباط معنويات جنود النظام بسبب الخسائر الفادحة التي أصابت جيش النظام وجعلته يواجه مشكلة كبيرة في إيجاد ما يرفع من معنويات جنوده.

ـ داعش وجرائمها التي ارتكبتها بحق الجيش العراقي في قاعدة سبايكر جعلت قوات الجيش السوري تهاب المواجة المباشرة مع قوى المعارضة.

ـ التغير الجذري في النظام السعودي وسياسته الخارجية، حيث يبدو أن الملك سلمان، بعد قدومه لرأس الحكم، تيقن بأنه لا يمكن تأمين الأمن القومي للسعودية من خلال الأساليب التقليدية التي كانت تعتمد على الخارج في تأمينها بل يجب على المملكة السعودية الاعتماد على نفسها في ذلك ودعم من يسير على نهجها لتأمين أمن المنطقة لأن أمن المنطقة من أمن السعودية وليس كما كان شائع في الماضي بأن اهتمام السعودية بأمنها فقط سيوفر لها أمنها القومي، أهم تغير جذري أصاب السياسة الخارجية في عهد سلمان هو شجاعة السعودية في استعمال قوتها العسكرية لتأمين أمنها القومي، خاصة بعد سقوط اليمن في يد الحوثيين واقتراب الخطر الإيراني الشيعي من الحدود السعودية بشكل مباشر.

ويشير التقرير إلى أنّه "بعد قدوم الملك سلمان إلى سدة الحكم، كانت أكثر الدول اهتمامًا بالدخول في اتفاق جديد مع السعودية هي تركيا وذلك للتقارب الشديد في المصالح والتهديدات التي تهدد المنطقة السنية من قبل إيران. وبعد زيارة رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان إلى السعودية، بدعوة من الملك سلمان، تنشّطت العلاقات السعودية التركية من جديد بعد تدهورها الشديد جراء تناقض سياسة الدولتين في قضية دعم ومعارضة الانقلاب في مصر".

ويضيف التقرير بأنه "لابد من تحالف السعودية من تركيا وقطر لتحقيق التغييرات الجذرية التي تهدف لها، وذلك لأن هاتين الدولتين هما الدولتان الوحيدات التي تملك القوى والرؤية الاستراتيجية".

ويفيد التقرير بأن "السياسة السعودية الخارجية تغيرت أولاً في اليمن وتلاها في التغير سوريا. وكما هو معروف فإنّ تركيا والسعودية وقطر هم ضم نظام الأسد وقمعه منذ بداية الثورة السورية، ولكن كل دولة من هذه الدول كانت تدعم قوة معارضة مختلفة، وقوى المعارضة بدورها كانت تختلف وتتناحر باختلاف داعمها المالي والعسكري، الأمر الذي جعلهم دوماً ضعفاء أمام قوات الأسد".

ويبين التقرير" بأن المعارضة، في الفترة الأخيرة، عندما توحدت تحت لواء جيش الفتح تمكّنت من إسقاط مدينة إدلب وطرد قوات النظام منها وحقّقت انتصارات ضخمة في الجنوب، ويمكن لنا القول بأن السبب الرئيسي لهذا التوحد والانتصارات هو توحد السعودية وقطر وتركيا تحت راية هدف مشترك وهو إيجاد حلول مشترك وفعالة للمسائل الحساسة الموجودة في المنطقة".

ويردف التقرير "بأن تناسق السياسة المتبعة من قبل كل من السعودية وتركيا وقطر تجاه سوريا له مؤشرين أساسيين هما؛

1ـ الضغط الشديد من قبل الدول الثلاثة على جميع قوى المعارضة التي تدعمها للتوحد تحت لواء واحد، وقيام زعيم جيش الإسلام، أقوى قوى المعارضة في سوريا، "زهران علوش" بالقدوم لتركيا وإجراء مقابلات مع مستوى رفيع من الاستخبارات التركية وقوات المعارضة السورية المدعومة من قبل تركيا لأكبر مؤشر على التناسق القائم بين تركيا والسعودية لتوحيد قوى المعارضة.

2ـ زيادة الدعم المادي والعسكري من قبل الدول الثالث المذكورة لقوات المعارضة.

وحسب التقرير، فإن "تحالف الدول الثلاث كان له أثار كبيرة على إحداث تغيير جدي على الساحة السورية، لهذا السبب هذا التحالف يمكن له الاستمرار والتطور، وسيكون هناك علاقات طردية بين نجاح المعارضة والدعم المُقدم من تركيا والسعودية وقطر".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!