ترك برس

يرى خبراء ومحللون أن أزمة اعتراف كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان بإدارة جنوب قبرص الرومية الضوء على حالة ارتباك استراتيجي داخل منظمة الدول التركية، في لحظة حساسة تشهد تصاعد التحديات الجيوسياسية.

وفي الأيام الماضية، قامت ثلاث دول تركية – اثنتان منها عضوان في منظمة الدول التركية – هي: كازاخستان، أوزبكستان، وتركمانستان، بالاعتراف بقبرص الرومية. وقد اتخذت هذه الخطوة بناءً على طلب من الاتحاد الأوروبي، الذي يستعد لاستثمار 12 مليار يورو في المنطقة. وفقا لتقرير نشره الكاتب والمحلل الاستراتيجي التركي يحيى بستان.

وقال بستان في تقريره بصحيفة يني شفق: "نعلم جيدًا سبب هذا الطلب الأوروبي: فبسبب امتلاك كل من قبرص الرومية واليونان لحق النقض (الفيتو)، بات لهما تأثير يتجاوز حجمهما الحقيقي داخل بروكسل".

ووفقا للكاتب، تُعد قضية قبرص من أكثر الملفات حساسية بالنسبة لتركيا، ولهذا جاء رد فعل غاضب من الرأي العام التركي، ويمكنني أن أتوقع وجود انزعاج واضح أيضًا داخل أنقرة، رغم عدم صدور تصريح رسمي حتى الآن.

أما الدول التركية التي اتخذت هذا القرار، فهي تسعى لتعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي بدافع الخوف من ضغوط روسية وصينية محتملة. ويبدو أن لديها قناعة بأنه إذا ما تخلصت روسيا من مأزق أوكرانيا، فإنها ستزيد من ضغطها ونفوذها على هذه الدول. يقول بستان.

وتابع الكاتب التركي: "لكن، لا يمكن للاتحاد الأوروبي، الذي عجز عن حماية أوكرانيا المجاورة له من العدوان الروسي، أن يدخل في صراع نفوذ في جغرافيا بعيدة كهذه.

وبالتالي، فإن حسابات تلك الدول خاطئة. فالعلاقة مع منظمة الدول التركية والعالم التركي تُعد مسألة استراتيجية بالنسبة لتركيا".

وأعرب بستان عن أمله في أن تصحح هذه الدول موقفها، "لأن الطريق المشترك بيننا لا يزال طويلًا جدًا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!