
ترك برس
أكد مسؤولون أتراك أن الأولوية فيما يخص اتفاق منع الاشتباك مع إسرائيل في سوريا، هو لمنع مواجهة جوية بين الجانبين.
جاء ذلك في تصريحات أدلوها لشبكة الجزيرة القطرية، دون الكشف عن هوياتهم، بحسب ما نقله الكاتب الصحفي التركي كمال أوزتورك، في مقال له على "الجزيرة نت".
وقالت المصادر الأمنية التركية، إنه في الوقت الراهن، المجال الجوي السوري مفتوح، لذا قد تواجه تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل بعضها بعضا في الأجواء السورية.
وأضافت: أنشأت تركيا آلية منع اشتباك مع الولايات المتحدة بالفعل، لكنها لم تفعل ذلك بعد مع إسرائيل.
وأشارت إلى أن "الأولوية الآن هي لإنشاء آلية خاصة بالمجال الجوي، وبعدها يمكن تطبيق الآلية ذاتها على العمليات البرية".
وحول أسباب الحاجة إلى هذه الآلية مع إسرائيل في الوقت الراهن، قالت المصادر إنه "في الواقع، لا يوجد توتر عسكري فعلي بين تركيا وإسرائيل في سوريا، رغم محاولات الإعلام البريطاني والعربي تصوير الأمر على أنه كذلك.
وأضافت: فلا وجود لتوتر عسكري حقيقي، لكن إسرائيل تسعى لفرض هذا الوهم عبر دعاية مكثفة، وقد تحاول من خلال ذلك ممارسة بعض الضغوط. إذا ما تجاوزت إسرائيل حدودها في عدائيتها وبلغت درجة تُشكل تهديدًا لتركيا، فلن نتردد في الرد. فالقضية ليست فنية تتعلق بآلية، بل سياسية تتعلق بتضارب السياسات بين تركيا وإسرائيل حيال سوريا.
تشهد العلاقات بين تركيا وإسرائيل توترًا في الساحة السورية، ولهذا أُجريت مباحثات في أذربيجان بين الطرفين بهدف إنشاء "آلية منع الاشتباك".
وآلية منع الاشتباك هي نظام يُبنى على تبادل المعلومات بين دولتين، ويهدف إلى الحؤول دون وقوع ضرر بين العناصر العسكرية التابعة لكل طرف في منطقة معينة. يُعد هذا المفهوم من المصطلحات العسكرية المتعارف عليها، ويُطبق في كثير من دول العالم.
وبموجب هذه الآلية يقوم الطرفان بإبلاغ بعضهما بعضًا، دون الخوض في تفاصيل دقيقة، بتحركاتهما أو عملياتهما العسكرية، محددين مواقعها أو إحداثياتها. ويمتنع الطرف الآخر عن دخول تلك المناطق أو الاقتراب من تلك الإحداثيات، مما يمنع نشوء بيئة اشتباك.
وسبق أن استخدمت تركيا في سوريا والعراق هذه الآلية. ففي سوريا، أُنشئت آلية منع الاشتباك شرق نهر الفرات بين تركيا والولايات المتحدة، وفي الغرب بين تركيا وروسيا.
كذلك أُنشئت آلية مماثلة مع الولايات المتحدة في العراق. وقد أبلغ كل طرف الآخر بالعمليات العسكرية والتحركات والطيران، التي قد تؤدي إلى احتمال حدوث اشتباك. أُقيمت هذه الآليات مع الروس في قاعدة حميميم العسكرية، ومع الأميركيين في قاعدة عسكرية بالكويت.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!