هاندة فرات - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

اجتماع تركي أمريكي شامل في عقد في الولايات المتحدة بعد فترة وجيزة من لقاء الرئيس الأمريكي ترامب مع الرئيس السوري الشرع، ومباحثات وزير الخارجية الأمريكي روبيو في تركيا، وتصريحات ترامب حول نيته رفع العقوبات عن سوريا.

في الوقت نفسه، قدم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي حول طلب ميزانية وزارة الخارجية. وأثارت أجزاء من كلمته حول سوريا، والتي لم تُقرأ بالكامل في بعض الوسائل الإعلامية أو بسبب عدم معرفة ما يجري خلف الكواليس، جدلاً واسعًا. أولاً، أود مشاركة قسمين مهمين من كلام روبيو معكم:

روبيو: نريد مساعدة هذا الحكومة على النجاح لأن...

◊ "نريد مساعدة هذا الحكومة على النجاح لأن البديل هو حرب أهلية شاملة وفوضى، وهذا بالطبع سيزعزع استقرار المنطقة بأكملها."

◊ "في الواقع، وبصراحة، بالنظر إلى التحديات التي تواجهها السلطة الانتقالية، فإننا نعتقد أننا لسنا على بعد أشهر، بل أسابيع فقط، من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة بكوارث، قد تؤدي إلى تقسيم البلاد."

السبب الكامن وراء هذه التصريحات...

لم يتم التركيز بشكل كافٍ على عبارة روبيو الأولى: "نريد مساعدة هذا الحكومة على النجاح"، رغم تأكيده على خطر الحرب الأهلية. يمكن قراءة هذه التصريحات والخطاب في ضوء الاجتماعات الأخيرة على النحو التالي:

◊ الرئيس الأمريكي ترامب يريد أن تتوقف سوريا عن كونها منطقة مشاكل.

◊ يهدف الرئيس الأمريكي، الذي أظهر نهجًا بناءً تجاه الحكومة الجديدة، إلى منع عودة سوريا إلى الفوضى، والتي تعتبر من وجهة نظره أيضًا منطقة مشاكل.

◊ الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ورفع العقوبات الأمريكية يلعبان دورًا حاسمًا في حل المشكلات.

هدف إقناع الكونغرس بشأن العقوبات

◊ أمام الرئيس الأمريكي خياران فيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية:

إصدار أوامر رئاسية كل 180 يومًا لتعليق العقوبات على سوريا. لكن هذا الخيار له بعض العيوب:

لا يمكن للأوامر الرئاسية تغطية بعض بنود العقوبات.

يحتاج ترامب إلى إصدارها كل 180 يومًا.

هناك مخاوف من أن يُنظر إليها على أنها غير "موثوقة" من قبل قطاع الأعمال والمستثمرين.

إقناع الكونغرس برفع العقوبات على سوريا.

الهدف الرئيسي للحكومة الأمريكية هو ضمان رفع العقوبات على سوريا من قبل الكونغرس دون مشاكل. وهذا يتطلب إقناع كل من اللوبي اليهودي والمعارضين. لذلك، تُظهر الحكومة الأمريكية رغبتها في أن تتوقف سوريا عن كونها منطقة مشاكل، مع سرد المخاطر المحتملة لتسريع الحل.

الاجتماعات في الولايات المتحدة سارت في أجواء إيجابية

يمكننا القول إن الاجتماع الذي عُقد في الولايات المتحدة برئاسة نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز ونائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لانداو سار في أجواء إيجابية وبناءة. فيما يلي أبرز محاور الاجتماع:

◊ التنسيق متعدد الأبعاد مع الولايات المتحدة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية للحفاظ على الوحدة الترابية لسوريا وضمان الأمن والاستقرار.

◊ إنهاء المرحلة التاريخية التي تمر بها سوريا بتطهيرها من جميع العناصر الإرهابية.

◊ الدعم الذي قدمته تركيا مؤخرًا للحكومة السورية في مكافحة داعش والجهود الإقليمية التي تقودها تركيا.

◊ فرص التعاون فيما يتعلق بالمخيمات في شمال شرق سوريا.

◊ الإجراءات والجدول الزمني المتبع لرفع العقوبات الأمريكية على سوريا.

◊ إقامة حوار صحي بين الولايات المتحدة وسوريا.

◊ بناء سوريا لا تسبب عدم استقرار لجيرانها.

اتفاق 10 مارس بين البلدين

بالنظر إلى النقاط التي تم التوصل إليها في الاجتماعات الأخيرة في الولايات المتحدة وتركيا على مختلف المستويات:

◊ هناك إجماع على الحفاظ على الوحدة الترابية لسوريا ووقف كونها منطقة مشاكل.

◊ تم التأكيد على الاتفاق على التنفيذ الكامل والسريع لاتفاق 10 مارس الموقع بين قوات سوريا الديمقراطية وحكومة دمشق.

◊ إدارة ترامب مصممة على رفع العقوبات، لكن مدى إقناع الكونغرس سيتضح في الفترة المقبلة.

◊ ستقلص الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا لكنها ستستمر في إبقاء عدد محدود من القوات. وقد ذكرنا سابقًا أن تركيا لا ترى في ذلك مشكلة.

◊ في إطار الاجتماع الأخير، تم التأكيد على استمرار دمج القوات الأمريكية وأن تدفق المعلومات لتركيا سيستمر.

◊ في مكافحة داعش، ستعمل حكومة دمشق بالتنسيق مع تركيا. الهدف هو إدارة السجون، وعودة الأعضاء الأجانب في التنظيم وعائلاتهم إلى بلدانهم، ومكافحة عناصر داعش في المنطقة الوسطى من خلال آلية تضم الدول المجاورة لسوريا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس