
ترك برس
نشر موقع "فوكس بلس" التركي تحليلاً موسعاً حول التطورات المتسارعة في شمال شرق سوريا، في ظل تزايد التحضيرات العسكرية والسياسية بين الجيش السوري وميليشيات "قسد"، إلى جانب الانقسامات الداخلية التي تعصف بالأخيرة، والدور الحاسم الذي تلعبه الضغوط الإقليمية والدولية في رسم ملامح المرحلة المقبلة.
وبحسب التقرير، يستعد الجيش السوري لحشد ما يقرب من 50 ألف جندي قرب منطقة تدمر بمحافظة حمص (وسط البلاد)، في خطوة تمهيدية لشن هجوم محتمل على معاقل "قسد" في محافظتي الرقة ودير الزور. وأشار إلى أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد "قسد" تبقى مرهونة بالحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة، وهو ما يجعل أي تغيير جذري في خريطة السيطرة شمال وشرق الفرات مرتبطاً بالموقف الأميركي المباشر.
وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي، لفت التقرير إلى أن تل أبيب تتابع عن كثب المستجدات شمال شرق سوريا وفي محافظة السويداء جنوب البلاد، وتسعى إلى منع الحكومة السورية من فرض سيطرة كاملة على شرق الفرات، خشية تعزيز نفوذ دمشق وحلفائها في المنطقة.
انقسامات داخلية في "قسد"
كما سلط التقرير الضوء على التصدعات التي تعيشها "قسد"، موضحاً أن القبائل العربية و"المجلس الوطني الكردي" أبدوا استياء متزايداً من سياسات "قسد"، نتيجة احتكارها لموارد المنطقة وفرضها هيمنة سياسية وأمنية منفردة، وهو ما يفاقم هشاشتها اجتماعياً وسياسياً.
وفي السياق نفسه، أشار إلى أن المؤتمرات التي نظمتها "قسد" مؤخراً في الحسكة والرقة لم تنجح في تخفيف الأزمة الداخلية، بل أظهرت عمق الانقسامات، خاصة مع رفض بعض الأطراف المشاركة فيها، ما يعكس فقدان "قسد" للثقة بين مكوناتها المحلية.
أما بخصوص الموقف الرسمي لدمشق، فقد أكد التقرير أن الرئيس السوري أحمد الشرع وحكومته يشددون على أن وحدة البلاد لا يمكن أن تتحقق إلا عبر التوافق السياسي، لكنهم في الوقت ذاته لا يستبعدون اللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشلت المفاوضات مع "قسد". ويرى محللون أن هذه المقاربة تعكس رغبة دمشق في استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية عبر مزيج من الحوار والضغط العسكري.
ضغوط إقليمية ودولية
وعلى الصعيد الإقليمي، أشار التحليل إلى أن تركيا تواصل ممارسة ضغوط متصاعدة على "قسد"، عبر هجمات محدودة ودعم غير مباشر لدمشق في تحركاتها العسكرية، في حين تسعى واشنطن للحفاظ على تماسك "قسد" باعتبارها شريكها الميداني في محاربة تنظيم الدولة، بينما تركز إسرائيل على إبقاء المنطقة ضعيفة ومفتتة للحد من قدرة الحكومة السورية على فرض سيطرة كاملة.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن تلاقي عدة عوامل، أبرزها الحشود العسكرية السورية، والانقسامات المتزايدة داخل "قسد"، إلى جانب الضغوط التركية والإسرائيلية والموقف الأميركي الحاسم، يجعل شمال شرق سوريا يقف على مفترق طرق حقيقي، ويثير تساؤلات جدية حول ما إذا كانت المنطقة مقبلة على مواجهة عسكرية واسعة بين دمشق و"قسد"، أم أن التفاهمات السياسية ستنجح في تأجيل الانفجار إلى وقت لاحق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!