ترك برس

"ميرا (Myra)" بلدة قديمة في "ليسيا" في منطقة معروفة الآن باسم "دمرة"، وتقع اليوم في محافظة أنطاليا في تركيا. كانت تقع على نهر "ميروس" في السهل الخصب بين سلسلة جبال "ماسيكيتوس" وبحر "ايجه".  ومدينة "ميرا" أحد أكثر المناطق الأثرية غرابةً في تركيا، حيثُ تحتوي هذه المدينة على مقابر و منازل منحوتة بالصخر تُشبه إلى حد كبير مدينة البتراء في الأردن و مدائن صالح في السعودية، ويعود تاريخ بناء هذه الآثار إلى حقبة "الليسيين" و هم قوم استوطنوا جنوب تركيا على سواحل المتوسط،  و منها يأتي اسم المنطقة التاريخي (ليسيا).

تعرضت المدينة للتنقيب والحفريات للكشف عن الآثار المتغلغلة بها، وبعد عامين من الحفريات تم الوصول الى الكنيسة التاريخية في مدينة ميرا في تركيا. وكان علماء الآثار قد رصدوا الكنيسة عام 2009 باستخدام رادار مخترق للأرض، واستطاعوا تحديد الجدران والمبنى، وبعد سنتين من الحفريات وجدوا الآثار ما زالت محفوظة بشكل جيد من جدران وأعمدة ومذبح داخل الجدار، مما يعني انه بالإمكان اكتشاف المدينة الأصلية أيضا.

 في القرن الرابع الميلادي حول "الأسقف نيقولاوس" مدينة "ميرا" الواقعة على ساحل البحر المتوسط التي هي في تركيا اليوم، الى عاصمة المسيحيين. وبعد 800 سنة من كونها موقع حج هام في الإمبراطورية البيزنطية، اختفت الكنيسة ودفنت على عمق 18 قدمًا تحت الطين الذي تكون من مياه نهر "ميروس" الهائجة، ولكن الآن وبعد 700 سنة تم اكتشاف الكنيسة، وكانت الكنيسة التي يطلق عليها اسم كنيسة القديس "نيقولاوس" قد بنيت في القرن الخامس الميلادي وأعيد بنائها عدة مرات، ويعتقد أن المسيحيين من دول البحر المتوسط كانوا يزرونها للحج، فأرضية الكنيسة صنعت من فسيفساء رائعة من الرخام الملون، وهناك بقايا قديمة على الجدران. وقد استخدم تابوت من الرخام يعود إلى الفترة "الهلنستية" لدفن القديس، ولكن سرقت عظامه من قبل تجار إيطاليين في 1067 وهي الآن في كاتدرائية باري.

وكانت ميرا واحدة من أكثر المدن نفوذا في القرن الرابع قبل الميلاد، ولها جذورها في العصر البرونزي. تعرضت للغزو من قبل الفرس، الإغريق اليونان ومن بعدها احتلها الرومان. وكانت ميرا قد جذبت أيضا الغزاة العرب في القرنين السابع والتاسع، وفي القرن الحادي عشر استولى عليها الأتراك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!