ترك برس

انطلقت صباح اليوم الجمعة في مدينة إسطنبول فعاليات "المؤتمر العالمي للإغاثة في اليمن" تحت شعار "هُم منّي وأنا منهم"، بتنظيم اتّحاد المنظّمات الأهلية في العالم الإسلامي، وعدد من المنظمات الإسلامية.

وحضر المؤتمر الرئيس السوداني السابق سوار الذهب، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي، ورئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين "موصياد" نائل أولباك، إضافة إلى ممثلين من عدد من المنظمات الإغاثية الإسلامية. وتضمّنت الجلسة الافتتاحية كلمات من المشاركين وعرض مشاهد عن الوضع في اليمن، فضلًا عن فقرات أناشيد.

ويهدف المؤتمر إلى حث المنظمات على زيادة تقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى اليمن على المدى البعيد، وتقديم الاحتياجات الضرورية لليمنيين، ووضع قاعدة معلومات للأزمة الإنسانية في البلاد، ومشاريع تبلغ قيمتها نحو 447 مليون دولار في مختلف القطاعات.

وجّه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محي الدين القره داغي في كلمة له ثلاث رسائل. الأولى "للشعب اليمني الذي ابتُلي بمؤامرة الأعداء، وبعض الأصدقاء واستبدال ثورتهم، حيث إن الشعب العربي والمسلم أمام خطر داهم، ومؤامرة كبرى تقوم على التمدد وابتلاع المنطقة، ويتفق مع مشروع صهيوني يقوم على التفكيك حتى يصل إلى تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ، في الذكرى المئوية الأولى لسايكس بيكو العام المقبل 2016".

أما الرسالة الثانية لقره داغي فهي أن "القضية أكبر من أن تعالج، لذا يجب تبنّي مشروع كبير للإغاثة الشاملة للشعب اليمني، وتبنّي سياسة شاملة للإعمار، حيث يجب التوحّد والتعاون والتكافل، لبناء وحدة اقتصادية شاملة". ووجّه الرسالة الثالثة للجمعيات الخيرية، داعيًا إياهم "باسم العلماء لمساندة اليمنيين، والبذل والتسابق بالخيرات".

ومن جهته، أشار الأمين العام لاتحاد منظمات العالم الإسلامي علي كورت في كلمته بالجلسة الافتتاحية إلى أن العالم الإسلامي بحاجة أكثر من أي وقت إلى التعاون والتعاضد، موضحًا أنّ جمعيات ورجال أعمال يشاركون في المؤتمر بهدف إرسال رسالة إلى العالم الحر بأنّهم لا يريدون أن تصبح اليمن سوريا أخرى، بل يريدون عودة الحقوق فيها، في وقت لا يتحمل فيه المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤوليته.

وأكّد كورت أنّ اتحاد منظمات العالم الإسلامي الذي يضم أكثر من 300 جمعية من أكثر من 60 دولة نظّم المؤتمر بالتعاون مع عدد من الهيئات، داعيًا المسلمين إلى أن يتشاركوا آلام اليمن، مشيرًا إلى أنّه سيتم في المؤتمر تقييم الأوضاع والمساهمة في مشاريع عديدة والبحث عن كيفية العمل لتقديم المساعدات في مختلف المجالات.

وفي كلمته عن رابطة العالم الإسلامي (السعودية)، أفاد الشيخ إحسان بن صالح الطيب بأنّ المؤتمر ينعقد "وقد أشرقت بشائر النصر على اليمن، وتعلوه رايات النصر، والكل يتطلع للسلام العادل في البلاد، والذي يُمهّد لنهضة تنموية، حيث إن اليمن نموذج فريد في تمازج وتعايش المذاهب، إلا أن يد الغدر العابثة أبت أن يستمر هذا النموذج ففرضت همجيّتها عليه".

وتحدث صالح الوهيبي عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي قائلًا: "تولّت فئة قتل بلد العلم والإيمان وشرّدت آلاف الناس، ومن بينهم العلماء والمعارضون لفكرهم الضال، حيث استنفرت الندوة خلال الأزمة لتخفيف المعاناة، ومساعدة اليمنيين لتجاوز الأزمة".

وأشار إلى أنّ "الشباب وفّروا في ظل الأزمة الطعام للمحاصَرين، ويسعوم لتشغيل المستشفيات والعيادات لمساعدة المرضى، وكان بعضهم عرضة لإطلاق النار، فصبروا وصمدوا"، مضيفًا أنّه "يُسعِد النّدوة أن ترمي بسهم مع أخواتها من المنظمات الإنسانية، داعيًا العاملين في المجال الإنساني، إلى مزيد من العمل والعطاء".

ووصف الأمين العام للاتحاد الإنساني للإغاثة حميد زيد اليمن بـ"بلد الحكمة"، قائلًا إن المجتمعين في المؤتمر يتناولون الأوضاع في بلد الحكمة ليقفوا مع شعبه في محنته، مشيرًا إلى أنّه لمس ذلك في الشعب التركي "إذ وفّرت تركيا (البلد المستضيف للمؤتمر) لهم كل ما تقدر عليه". وأضاف أنّ في اليمن "هناك نقص الطعام، وانعدام المياه، وصعوبة الوصول للمستشفيات، فضلًا عن المعاناة في الفقر التي وصلت إلى نحو 70%، فتكاثرت فيه المصائل، وليس لهم إلا همة الرجال".

السفير فؤاد المازني ذكر في كلمة منظمة التعاون الإسلامي أن اليمن يمر بإحدى أخطر مراحله نتيجة انقلاب الحوثيين وقوات صالح وما نجم عن ذلك من مآسي، مشيرًا إلى أنّه "يجب العمل على إخراج الشعب من آلامه التي يعاني منها، ومن المهم التنبيه للحاجة الإنسانية والإغاثية العاجلة، التي يحتاجها ملايين اليمنيين، فهم بحاجة الماء والغذاء والدواء والكهرباء ومراكز الإيواء، وتوفير وسائل العيش بعد تقطّع السبل".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!