جميل إرتم  - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

نرى اليوم الأقنعة وهي تتساقط بعد فترة طويلة من الخداع والتضليل، فاليوم نُعاين نتائج الازمة اليونانية وهي تحط بكل كرم على الداعم الألماني، فألمانيا المستفيدة من سقوط اليونان ما زالت مستمرة في سياسية الابتلاع لكل ما هو قيّم في اليونان، فنراهم اليوم وهم يستولون على 14 مطار فيها لتكون تحت سيطرة وإدارة مطار فرانكفورت. قبل فترة وجيزة كنت قد قرات مقال على صحيفة زمان الألمانية وكانوا يشتكون بكل وقاحة من الازدهار والتطور السريع التي تعيشه تركيا في مجال الطيران، وبهذه العقلية المريضة نرى ان مكياج اللبرالية التي تدعيه تلك الصحيفة ومن تمثلهم قد سقط بلا رجعة عندما زادت على شكوها لتدعوا الى مواجهة هذا الازدهار!

تستمر الصحيفة في شكواها وتدعي بان تطور تركيا في مجال الطيران انما هو تطور عدائي وانهم يجب ان يوقفوه؛ حتى انهم قالوا بان عليهم شكو تركيا للناتو. وفي سياق اخر ذكرت الصحيفة بان الشكوى للناتو ستشمل أيضا شكوا على تركيا التي تهاجم حزب العمال الكردستاني الذي يسعى في سبيل أهدافه الوطنية القومية عبر النضال الحر المقدس، وان تركيا تريد منع دولة كردية تصل الى البحر الأبيض تستطيع تسويق نفطها بنفسها؛ وإنها تريد ان تحتفظ بهذه الميزة التي بعد سلسلة الاتفاقات مع برزاني! تذكر الصحيفة كل هذا لكن تنسى الدور اللاأخلاقي الذي تقوم به المانيا في عملياتها المستمرة لخنق اليونان والاقتصاد اليونان حتى وصل الدين الى 100 مليار يورو، وفي خضم كل هذا اسأل عن دور اليورو فاين هو؟

يتهمون تركيا بانها تريد احتقار تمرير النفط الكردي الى العالم ولم يخطر ببال النازيون الجدد بان الاكراد يستطيعون تمرير نفطهم عبر الأردن وإسرائيل! وفي سياق حديثي فاني أوجه لهم هذه الأسئلة، لماذا فتحت المانيا ذراعيها مرحبة بالمدعين الهاربين من تركيا؟ لماذا تقوم المانيا بدعم كل أصناف الإرهاب وبالذات حزب العمل الكردستاني الذي يقوم بعملياته الإرهابية في تركيا؟ كيف تفسرون استقبال ميركل للانقلابي المجرم عبد الفتاح السيسي وفرش السجاد الأحمر له في زيارته الأخيرة لألمانيا؟ ثم كيف تفسرون التفاهمات بين المانيا وإيران قبل وبعد الاتفاق النووي الإيراني، وأثر ذلك على تبني إيران لإرهاب حزب العمال الكردستاني؟

بعد كل هذا نرى تعليق عضو حزب الشعوب الديمقراطية على الاقتصاد التركي وقوله بان فرصتهم السياسية ستكون اقوى عندما يصل الدولار الى 3 ليرة تركية، وكأن الذي يتكلم هو عضو حزب سياسي في إنجلترا او بلد أخرى يرى في تركيا العدو! اما الحقائق في السياق الاقتصادي هو ان معدل الإنتاج الصناعي زاد بنسبة 2.4% منذ الانتخابات وان الصادرات زادت بنسبة 7.1%. هم يعادون تركيا على ازدهارها في مجال الطيران العالمي، يعادونها وينافسونها في كونها مركز اقتصادي وممر للطاقة من اسيا الى اوروبا، فهل ينجحون في ذلك؟

عن الكاتب

جميل إرتم

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس