غونغور منغي - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

ودّع أردوغان حزبه الذي اختار رئيسا جديدا له. لكن هذا الوداع من الأصح أن نطلق عليه "وداع لفظي". لأن أردوغان لم يذهب لمكان آخر، فقد صعد إلى طابق أعلى فقط.

لقد أخطأ الذين توقعوا أن يبدأ أردوغان خطاب الوداع بنفس الكلمات والجمل التي حفظنا إياها في ميادين حملته الانتخابية. موضحا أنه سيبقى داخل منظمته وحكومته ولن ينتظر حتى التغييرات اللازمة لذلك في القانون الأساسي.

وهذا يعني أن نظام شبه الرئاسي سيفرض أمرا واقعا، وإذا اضطرت الحكومة فستستضيف رئيس الجمهورية كأنه "يدخل إلى بيته" لمساعدتها في اتخاذ القرارات.

خطاب أردوغان كان من المفترض أن يحتوي على الأقل مثل ما احتوى "خطاب الشرفة" من محبة وتسامح وأمان، لكن هذا لم يحدث.

لن يتراجع ...

أعلن رئيس الجمهورية الجديد يوم تغيير "المناوبة" في حزبه أنه يوم ميلاد تركيا الجديدة.

لكنه وضع الأمور القضائية والتنظيم الموازي على رأس قائمة المشاكل التي وعد بمواجهتها.

نهجه كرئيس جمهورية جديد لم يعتمد على ما نص عليه الدستور الأساسي وهو أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون محايدا ومستقلا. بل بالعكس، كان يعبّر عن تمسكه بمبادئ حزب العدالة والتنمية ويستخدم نفس أسلوب الخطابة وهذا يشير إلى أنه سيستمر بهذا النهج.

أردوغان وبعد نقل المهام للحكومة الجديدة وبعد الوثوق في داود أوغلو أكد بصورة واضحة على قضيتين. الأولى، مسألة الإرهاب وعملية السلام، والثانية، مكافحة التنظيم الموازي.

بمعنى أنّ أردوغان منح داود أوغلو وحكومته الجديدة ثقته الكاملة لمعالجة هاتين القضيتين.

لكن من الممكن أن نسأل التالي: ألم يكن الوقت المخصص للحديث عن التنظيم الموازي مبالغا فيه ونحن نتحدث عن مؤتمر تاريخي؟  ألن يوقظ ذلك قلق الشعب حيال التعامل مع الهياكل الموازية ويشككهم بأن النظام قد يسقط؟

سلّم الأمر للقضاء لينهيه

قال الطيب أردوغان أمس: "اليوم أصبح معروفا للجميع الذي استخدم مصالحه الشخصية وخان الدولة وهو في "بنسيلفانيا"، لهذا لن يستطيع بعد اليوم أن يصدر تعليماته لنظام القضاء. فلن يكون نظام قضاء الجمهورية التركية يتبع لألاعيب أشخاص مثل "حسن صباح"*. أنا أثق في محبي الوطن من القضاة والمحامين الذين سيتخلصون من "الحشاشين"* المتواجدين بينهم".

نعم، جرعة الحديث عن مكافحة التنظيم الموازي والجماعة زادت، وعلى السلطة الحاكمة أن تترك الموضوع للقضاء، لكي يأخذ العدل مجراه.

لقد كان المدّعى عليه رئيس وزراء، أما الآن فأصبح رئيسا للجمهورية. فلتكن تركيا الجديدة دولة يسودها القانون، ويجب معاقبة التنظيم الموازي من قضاء مستقل.


إضاءة: حسن صباح هو مؤسس الطائفة الاسماعيلية ويطلق على جماعته ايضا لقب "الحشاشين" في أوروبا، كانت تشتهر جماعته باستخدام العنف وقامت بسلسلة طويلة من الاغتيالات ضد السلاجقة ما بين القرنين الخامس والسابع هجريا.

عن الكاتب

غونغور منغي

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس