غونغور منغي – صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

في 23 نيسان/ أبريل توجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل برفقة رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك إلى غازي عنتاب وقاموا بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين.

كما تفقدوا أوضاع اللاجئين في تركيا التي استقلبت وحدها الملايين منهم مؤخرًا باستبعاد الدول الأوروبية لهم من خلال خطة لحماية أنفسهم، وخططوا أيضًا كيف سيتم صرف الأموال التي سيقدمونها.

وبينما كانت المستشارة الألمانية المشاركة في قوى التحالف ضد داعش والمسؤولين الأوروبيين يقومون بذلك، كانت مدينة كيليس الواقعة جنوب غازي عينتاب تحت نيران الاعتداءات المستمرة من سوريا دون أن يبدي هؤلاء اهتمامًا كبيرًا بما يحصل.

والأمر نفسه بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي قدمت الدعم لأشهر عديدة من خلال الغارات الجوية من أجل تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تدعوه "بالحليف" على امتداد الحدود التركية، والمستمرة في دعمه إلى الآن في تحضيره عملية من أجل السيطرة على جرابلس ومنبج، لا يعنيها أمر قذائف الهاون والصواريخ الملقاة من سوريا على كيليس.

وضع مؤسف!

عندما بدأت الحرب الأهلية السورية وجهت الولايات المتحدة الأمريكية تركيا للتدخل في هذه الحرب "ضد الأسد".

وإن لم تتدخل تركيا في الحرب بشكل مؤثر ولكنها أدت دورًا سلبيًا في التغيرات الحاصلة على حدودنا بدعم من حلفائها منذ البداية، وبشكل خاص فيما يتعلق بحزب الاتحاد الديمقراطي والمشكلات الموجودة حتى الآن.

وباستثناء تصريحات مثل "تنحي الأسد" لم تتحول الولايات المتحدة الأمريكية بين حين وآخر ضد النظام السوري.

حتى أن الرئيس أوباما قال في حوار أجراه مع قناة البي بي سي "إن الإطاحة بنظام الأسد عن طريق تدخل عسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية سيكون خطأً". ألن تتساءلوا إذًا؛ لماذا تم دفعنا للتدخل منذ البداية؟

كما قال أوباما في الحديث نفسه "إن الوضع السوري معقد ومؤسف للغاية، وسيواصل التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية استهداف داعش في المناطق التي ترسل المقاتلين الأجانب إلى أوروبا".

وبناءً على ذلك فإن "المصالح الغربية واتخاذ حزب الاتحاد الديمقراطي النقاط الأخيرة مما سيؤدي إلى توحيد كانتونات عفرين وكوباني" تحظى وحدها باهتمام الولايات المتحدة الأمريكية.

مواجهة داعش

إن استيعاب هذه النقطة مهم جداً بالنسبة إلى العلاقة بين "دفع تركيا إلى حرب ساخنة في سوريا والاعتداءات الحاصلة على كيليس".

لأنه على الرغم من إيجاد حالة من النزاع بين داعش وقوات حماية الشعب الكردي - حزب الاتحاد الديمقراطي في الظاهر، فإن خبراء الإرهاب يعرفون أن أسلوب رمي صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون الملقاة على كيليس دون معرفة الفاعل لن ينجح بالتأكيد.

حيث لقي 17 شخصًا حتفهم منذ 18 من كانون الثاني/ يناير وحتى الآن نتيجة الاعتداءات من سوريا على كيليس، وإصابة 88 شخصًا.

ولا بد من التذكير بتصريح قوات حماية الشعب الكردي في 29 من كانون الثاني من العام الجاري "بأنهم سيهاجمون جرابلس ومنبج وأعزاز"...

وكذلك تصريح صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي بخصوص رغبتهم في السيطرة على المنطقة الواقعة بين عفرين وكوباني فقط، وتوحيد روج آفا.

فقد أشار عبد الله أغار الخيبر بشؤون الإرهاب والعسكري المتقاعد المحنك إلى "استعادة المعارضة تشوبان باي على خط جرابلس – أعزاز من داعش في 7 من نيسان، ولكنها تمكنت من الاستيلاء عليها مجددًا في 11 من الشهر نفسه".

ولهذا يعد إيجاد تحديد العلاقة الموجودة بين داعش وحزب الاتحاد الديقراطي من أجل عدم الوقوع في الارتباك المؤسف في سوريا شرطًا.

هل الحرب في تلك المنطقة؛ بين "المعارضة" و"داعش" أم بين "المعارضة" و"داعش - حزب الاتحاد الديمقراطي" يا ترى؟

وبجميع الأحوال فإننا في شبكة لا يعرف أي الدول تحركها ووفق أي مخطط!

عن الكاتب

غونغور منغي

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس