أمين بازارجي - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

دخلت تركيا مرحلة جديدة ومختلفة، فنحن نشهد تاريخا جديدا منذ أيام، لكننا أمس احتفلنا بما عبّر عنه أردوغان "يوم ميلاد تركيا الجديدة". يعني أننا احتفلنا بالمؤتمر الاستثنائي الأول لحزب العدالة والتنمية، وقرأنا من خلاله رموز تركيا الجديدة.

عبّر خطابا أردوغان وداود أوغلو بوضوح عن تلك الرموز، فإذا وضعنا الخطابات والتطورات جنبا إلى جنب سنصل إلى نتيجة مفادها أن السياسة تتجه نحو القصر الجمهوري.

من المؤكد أن تركيا الجديدة ستشهد تغيّرا في بعض الأفكار والأشخاص. وستتشكل عادات وتقاليد جديدة. لكن "السنوات الأردوغانية" ستستمر من جديد.

***

أردوغان قال أمس انه يريد "فتح صفحة جديدة". وذكر أنه يريد احتضان 77 مليون إنسان ليعيشوا بسلام. وأشار إلى وجوب التخلص من الاضطراب والاستقطاب. وقال "كلنا أناس هذه الأرض".

لكنه وهو يقول ذلك لم يوزع لأي أحد خرزا أزرق. فما كان يقوله حتى اليوم كرره أمس مجددا.

وأشار إلى النمط القديم الذي ينتهجه حزب الشعب الجمهوري المعارض. وذكر أنّ حزب الحركة القومية لم يخلص عمله للمسائل والقضايا التركية. وأوضح أن حزب الشعب الديمقراطي "أدار ظهره للإرهاب، وأثبت وجوده".

وهكذا بيّن أردوغان أنه سيكون رئيسا للجمهورية مستخدما مبدأ "الحيادية" بصورة مختلفة وغير معتادة.

***

وضع أردوغان هدفا أمام حزب العدالة والتنمية خلال وداعه له أمس. فقال: "سنبدأ من اليوم التحضير لانتخابات 2015، وسيكون هدفنا في تلك الانتخابات الحصول على أغلبية تكفي لتغيير القانون الأساسي".

نعم، هذه هي أكبر مشكلة وعائق لتركيا الجديدة. القانون الأساسي الحالي لا يستطيع حمل تركيا وقيادتها إلى الأمام. وهذا سيشكل حجر عثرة وحائط صد لتقدّم تركيا ربما ليس اليوم ولكن في مراحل مستقبلية قادمة.

شاهدنا أمامنا أمس رئيس جمهورية قوي جدا. وما دام اختيار رئيس الجمهورية يتم بصورة مباشرة من الشعب سيكون رئيس الجمهورية قويا كذلك. والآن سيستلم المهمة رئيس جمهورية خلفه شعب يدعمه بكل قوة.

سيكون أمام رئيس الجمهورية فترة 5 سنوات أخرى. سيشرح خلال الفترة الأولى للشعب ماذا سيقدم لهم وبعد ذلك سيُحاسب على ذلك وسيطلب أصوات الشعب لكي يستمر لفترة ثانية.

ماذا سيقول آنذاك؟.. هل سيقول :" جلست على كرسي القصر الجمهوري بشكل جيّد، وأعطيت الصحافة صورا رائعة"؟.

كلا، بل سيشرح ما عمله وما قام به. ولكي يستطيع تقديم كل الأمور اللازمة للشعب عليه أن يعمل مع الحكومة بصورة متوافقة ومتلائمة. واليوم لا يوجد أي مشكلة بذلك، لأنه يوجد توافق قوي.

حسنا، ماذا سيحصل غدا؟ إذا لم تكن الأمور متوافقة بتلك الطريقة سيكون وبالا ما بعده وبال. كونوا أنتم مَن تستنتجون ماذا سيحصل. فقط عليكم تذكر التكلفة التي دفعتها الدولة والأزمة التي عاشتها تلو الأزمة بسبب الخلاف الذي حصل بين "أحمد نجدت سيزر" و"بولنت أجاويد".

هذا يعني أن من الواجب أخذ كل الاحتياطات والخطوات اللازمة من أجل تجنب ذلك في المستقبل. نحن مجبرون على تغيير القانون الأساسي للانتقال إلى نظام رئاسي أو شبه رئاسي ليحوّل أيقونة رئيس الجمهورية لتكون أيقونة قوية تليق برئيس الجمهورية المنتخب من الشعب. وعكس ذلك ستبدأ مرحلة جديدة من "مراحل الخلاف" وسيكون ذلك مؤسفا لهذه الدولة.

***

ذُكرت أمس كلمة "الخيانة" مرات عديدة من أردوغان. وتم التأكيد على "مكافحة التنظيم الموازي" من حين لآخر.

الرئيس الجديد لحزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء المنتظر أحمد داود أوغلو أرسل إشارات بذات الاتجاه.

وهذا يعني أن العزم والتصميم تجاه موضوع مكافحة التنظيم الموازي سيكون عاملا مؤثرا في تشكيل حكومة داود أوغلو. وأقول لكم لا تنتظروا الأسماء التي لم تكن فعّالة لمكافحة التنظيم الموازي وكانت تتعثر في ذلك، لا تنتظروها ضمن المجلس الوزاري الجديد. هؤلاء سيتركون مقاعدهم لأسماء جديدة.

اليوم ستكون حفلة تسليم رئاسة الجمهورية. وسيكون أردوغان الذي اختاره الشعب الرئيس الثاني عشر للجمهورية التركية.

ودّع أردوغان أمس حزبه، لكن إذا نظرنا إلى ما بين سطور خطابه سنفهم أنه سيكمل طريقه جنبا إلى جنب مع حزب العدالة والتنمية. كونوا جاهزين لهذه الصورة الجديدة لمرحلة جديدة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس