جلال سلمي - خاص ترك برس

أعلنت الهيئة العامة لجائزة نوبل، بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، بأن المواطن التركي عزيز سنجار أحد الفائزين الثلاثة بجائزة نوبل للكيمياء، وفي ظل حصول سنجار على هذه الجائزة أصبح لازمًا التعريف به وبشخصيته وحياته ومسيرته العلمية التي تُعتبر بمثابة تحدي يُقتدى به من أجل الوصول إلى النجاح الباهر والقمم العالية.

ـ ميلاده وطفولته:

وُلد عزيز سنجار بتاريخ 8 أيلول/ سبتمبر 1946 في بلدة سفور التابعة لمدينة ماردين الواقعة جنوب شرق تركيا بين أحضان عائلة فقيرة تعتمد في تأمين قوتها على الزراعة. يُعتبر عزيز سنجار الابن السابع لعائلته من بين ثمانية أبناء، كان والداه لا يجيدان القراءة والكتابة ولكنهما كانا على دراية تامة بأهمية وفائدة العلم لذا قاموا بالاهتمام بجميع الأبناء وحرصوا على أن يتلقوا تعليمًا جيدًا.

أنهى سنجار مرحلة تعليمه الابتدائية والاعدادية والثانوية في مسقط رأسه، كان سنجار مُحترف في حراسة المرمى وتم دعوته من قبل الدولة ليكون أحد أعضاء الفريق القومي للمتدريبين الناشئين.

ـ مسيرته التعليمية والحياتية:

على الرغم من انجذاب سنجار إلى كرة القدم إلا أنه فضل إكمال مسيرته التعليمية علي الرياضة، وفي عام 1963 تخرج من الثانوية العامة بعلامات تؤهله للدراسة في كلية الطب التابعة لجامعة إسطنبول، وبعد إنهائه لدراسة الطب عام 1969 عاد إلى بلدته سفور وعمل بها طبيبًا عامًا لمدة عامين، وفي عام 1971 ذهب إلى ولاية دالاس الأمريكية ليلتحق ببرنامج الدراسات العليا الخاصة بعلوم الأحياء الجزيئية في جامعة تكساس دالاس، وبعدها التحق بجامعة ييل ليعمل بها كدكتور أكاديمي مُحاضر وأكمل رسالته الخاصة بمرحلة الأستاذ المشارك بها وذلك في مجال "تحسين وإصلاح الحمض النووي".

أكمل سنجار عمله في نفس الجامعة وأبقى على أبحاثه الخاصة بتصنيف الحجرات والساعة البيولوجية وعلاج مرض السرطان وكتب في هذه المجالات أكثر من 415 مقال علمي و33 كتاب بحث علمي. تزوج عام 1997 من زميلته الأمريكية في الجامعة الدكتورة ساره جراهام وأكملا أبحاثهما ومسيرته البحثية مع بعضهما وفي نفس الجامعة والمختبرات.

إلى جانب إبداعته البحثية يتمتع سنجار بحس إنساني رقيق إذ عمل مع زوجته على تأسيس "جمعية العلاقات التركية الأمريكية" لمساعدة الطلاب الأتراك بشكل خاص والطلاب المغتربين من جميع أنحاء العالم بشكل عام، تقع الجمعية في ولاية كارولينا حيث مكان إقامة الزوجين.

ـ جوائزه:

كرس سنجار نفسه لمسيرة البحث العملي منذ تخرجه من جامعة إسطنبول عام 1969 وبعد انتقاله إلى الولايات المُتحدة الأمريكية كثف من أبحاثه ونشاطته البحثية لوجود البيئة المُساعدة والداعمة لذلك؛ كانت أبحاثه تُركز بشكل عام على العلاج الكيميائي لمرض السرطان، واستطاع مع أصدقائه الوصول إلى علاج يُعلاج سرطان الدم وسرطان الكبد كما يسعون إلى إيجاد علاج لجميع أنواع الأمراض السرطانية؛ ويمكن سرد الجوائز التي حاز عليها خلال مسيرته التعليمية بالشكل التالي:

ـ جائزة جمعية العلوم القومية في أمريكا الخاصة بالباحثين الشباب عام 1984

ـ جائزة جمعية علوم الأحياء الأمريكية عام 1990

ـ جائزة المعهد الصحي القومي عام 1995

ـ جائزة مؤسسة تركيا للأبحاث العلمية والتقنية "توبيتاك" عام 1997

ـ جائزة الأكاديمية الأمريكية للعلوم عام 2004

ـ جائزة أكاديمية العلوم التركية عام 2006

ـ جائزة وهبي كوتش التركية 2007

ـ جائزة نوبل للكمياء بتاريخ 7 أكتوبر 2015

وبعد إعلان فوز سنجار بجائزة نوبل اتجهت وسائل الإعلام إلى خلق "تصنيف عرقي" لشخصية عزيز سنجار الذي يتوقع أن يكون من أصول عربية، وبعد وصول نبأ هذا التصنيف لسنجار الذي علم بذلك من خلال لقائه مع قناة بي بي سي الإنجليزية ظهرت عليه علامات الغضب والانزعاج الشديدين من هذا التصنيف" المُخزي"؛ على حد تعبيره.

وخلال اللقاء الذي تم بتاريخ 8 أكتوبر 2015، قام صحفي البي بي سي بتوجيه سؤال إلى سنجار بخصوص أصوله العرقية وسأله "هل أنتم من أصول عربية كما تتدعي بعض القنوات الإعلامية؟" وانزعج سنجار من هذا السؤال انزعاجًا شديدًا ورد على الصحفي بالقول "إن كنت عربيًا أو كرديًا هذا أمر جميل ولكنني لا أعرف لغة أي من تلك القوميات أنا لا أعرف إلا اللغة التركية ولا أحمل إلا الجنسية التركية إذًا فأنا تركي وأمثل الجمهورية التركية ولا داعي للتداعيات القومية والعرقية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!