جلال سلمي - خاص ترك برس

أعلنت الكثير من وسائل الإعلام التركية والعالمية بأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستزور تركيا يوم الأحد المُقبل الموافق لـ18 تشرين الأول/ أكتوبر 2015.

زار رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي في إطار زيارة رسمية كان الهدف منها إعادة النظر في انضمام تركيا بشكل كامل للاتحاد الأوروبي ومناقشة أوضاع اللاجئين، وعلى الرغم من الترحيب الأوروبي العام لانضمام تركيا ذات الأهمية العالية بالنسبة للاتحاد الأوروبي إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بينت وبكل وضوح من خلال إحدى مؤتمراتها الصحفية بأنها ضد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإنها ستعمل باذلة قصاري جهدها لصد تركيا عن الاتحاد الأوروبي.

ولكن ما إن حدث التفجير الإرهابي الذي ضرب العاصمة التركية أنقرة السبت الماضي، الموافق لـ 10 أكتوبر 2015، أعلنت ميركل بنفسها بأنها ستزور أنقرة في إطار زيارة رسمية تلتقي بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.

بعد إعلان ميركل لموعد الزيارة في هذه الأيام الساخنة التي تمر بها تركيا والمنطقة بدأ الكثير من الباحثين السياسيين يناقشون الحيثيات الخاصة بهذه الزيارة والتي جاءات عقب التفجيرات الإرهابية بشكل مباشر، ويعتقد الكثير من الباحثين والخبراء بأن توقيت قدومها له دلالات كثير.

يرى الباحث السياسي حسن أوزترك، في مقال تحليلي له بعنوان "صدفة قدوم ميركيل بهذا الوقت" نُشر بتاريخ 12 أكتوبر 2015 في جريدة ستار التركية، بأن "العناوين الرئيسية لزيارة ميركيل لتركيا هي "التعاون من أجل مكافحة الإرهاب"، "قضية اللاجئين وسوريا"، ولكن يبدو بأن هناك أمور أخرى لم تُفصح عنها تحت عناوين الزيارة المزمعة".

ويوضح أوزترك بأن "أهم الحيثيات التي تحملها ميركيل في جعبتها أثناء زيارتها هي حيثية دعوة تركيا إلى التراجع عن تدخلها في سوريا وضرب حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي الكرديين واللذان يسعان إلى تأسيس دولة كردية منفصلة في كل من تركيا وسوريا".

وكما يضيف أوز ترك بأن "ميركل ستبدو وكأنها تخاف على المصالح التركية لذا ستسعى لدعوة تركيا إلى التراجع عن ضرب الحزبين، ولكن لا تعلم السيدة الكريمة بأن تركيا على وعي تام بأن الداعم الأول لهؤلاء الحزبين وخططهم الانفصالية هي ألمانيا التي تريد أن ترى من تركيا دولة فرعية وليس دولة مركزية ذات سيادة إقليمية وذلك لأنه في حين أصبحت تركيا ذات سيادة إقليمية فإن هناك الكثير من المصالح الاقتصادية الألمانية ستُهدد وأكبر مثال على ذلك دعم ألمانيا المُطلق لمظاهرات غيزي بارك التي انطلقت من أجل تعطيل عملية التقدم وبناء المطار الثالث في إسطنبول والذي كان يُهدَف من بناءه ربط القارة الأفريقية والأسيوية بأوروبا من خلال تركيا وهذه الخطة كانت ستقلل من استخدام مطارات ألمانيا  التي تُستعمل من أجل ذلك الهدف، وهناك الكثير من الأمثلة التي تدل على محاولة ألمانيا ضرب تركيا سياسيًا واقتصاديًا من أجل الحفاظ على موقعها المركزي الحالي".

وبحسب الكاتب السياسي مراد يتكين؛ التنافس السياسي التقدمي بين تركيا وألمانيا أمر طبيعي جدًا في ظل وجود ساحة سياسية دولية تم إنشاؤها في الأصل على أساس التنافس السياسي، ولكن ماتقوم به ألمانيا من تصرفات غير أخلاقية ولا تليق بتاريخ العلاقات الألمانية التركية المُتجذرة في صفحات التاريخ يُعتبر أمر مرفوض من قبل تركيا وقد يؤل إلى نتائج سلبية تصبح ألمانيا غير راضية بها ومُنزعجة جدًا وذلك لأن المثال العربي يقول "من دَقَ دُقَ" فلا يوجد فعل إلا وله ردة فعل.

وبما يخص زيارة ميركل المُرتقبة يبين يتكين، في تقريره الأخباري الخاص بجريدة راديكال والمنشور في العدد الصادر ليوم الأحد الموافق 11 أكتوبر 2015، بأن "زيارة ميركيل تحمل دلالات إرشادية لتركيا إن كُفي عن التنافس مع ألمانيا، ولكن لا يمكن لتركيا إن تصغى لمثل هذه الإرشادات الركيكة والتي تخالف الهدف التركي الساعي للتقدم والتطور والتنمية في كافة المجالات والنواحي".

ويفيد ياتكين، في تقريره أيضًا، بأن "بالفعل سيتم مناقشة قضية اللاجئين والقضية السورية بشكل جدي بين القيادتين التركية والألمانية لأن الاثنتين بحاجة إلى التعاون الجاد في هذا المجال من أجل التوصل إلى حل وسط ومشترك يخدم مصالح الطرفين بعيدًا عن التنافس السياسي والاقتصادي، ويمكن أن تقوم ألمانيا باقتراح تقديم دعم مادي لتركيا لتصبح أكثر قدرة على استيعاب اللاجئين بها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!