ترك برس

نظمت الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين (فيدار)، أمس الأحد 15-11، ندوة سياسية بعنوان "الانتخابات التركية الأخيرة وأبعاد فوز حزب العدالة والتنمية فلسطينيًا واقليميًا"، في قاعة مركز أنقرة للبحث والفكر (ADAM)، بمشاركة نخبة من الباحثين وطلبة الدراسات العليا المقيمين في العاصمة التركية أنقرة.

وافتتحت الندوة بقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء انتفاضة القدس، ثم تحدث مدير الندوة الدكتور علي أبو رزق عن أهمية موضوع الندوة الذي جاء من أهمية الانتخابات التركية نفسها، وقال: "الانتخابات هنا في تركيا لا تقتصر أهميتها على الصعيد الداخلي فحسب وإنما على القضية الفلسطينية والإقليم العربي كالملف السوري والمصري والعراقي وغيرها من الملفات".

ومن جانبه أكد السيد جاهد توز – المستشار في مكتب رئيس الوزراء التركي-، أن فوز حزب العدالة والتنمية الكاسح في انتخابات نوفمبر بعد اخفاقه في انتخابات يونيو/ حزيران الماضية، جاء نتيجة استدراكات وإصلاحات قام بها الحزب عقب انتخابات يونيو، حيث استبدل بعض المرشحين بمرشحين أكثر قبولا لدى الشارع التركي، إضافة لوعود انتخابية تتمثل بتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي لدى المواطنين.

ولفت توز إلى أن التهديدات الأمنية من قبل تنظيم "داعش"، وحزب العمال الكردستاني دفعت الأتراك باتجاه التصويت لصالح العدالة والتنمية سعيا وراء الاستقرار.

من جهته، نفى المحلل السياسي الدكتور سعيد الحاج، أن تكون الانتخابات شريط الختام، بل ربما مجرد إشارة البدء في مرحلة جديدة بالنسبة للعدالة والتنمية وتركيا بقيادة الثنائي أردوغان – داود أوغلو.

وقال الحاج: "لا شك أن الاهتمام الإقليمي والدولي بالانتخابات التركية يعكس أهمية هذه الجولة الانتخابية في بلورة السياسة الخارجية التركية في الفترة القادمة بين ثنائية الاستمرارية والتغيير".

وأضاف أن: "السياسة الخارجية انعكاس للوضع الداخلي، وتشكيل حكومة متجانسة وقوية ومستقرة سيكون له انعكاسه بلا ريب على استقلالية وثبات السياسة الخارجية، وهو ما قد يوحي بانتهاء حالة الاضطراب والغموض التي شابت الفترة الانتقالية على مدى الأشهر القليلة الماضية، التي شهدت أيضا تراجعات تكتيكية من قبل أنقرة، تمثلت بالانخراط العملي في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة، واللغة الهادئة في مواجهة التدخل الروسي في سوريا".

وأشار الحاج أن للعمل السياسي - ومنه السياسة الخارجية- إرادة وقدرة، ومع أن تركيا امتلكت نوايا طيبة أو إرادة ما في قضايا المنطقة، إلا أنها افتقدت في كثير من الأحيان الأدوات اللازمة لإنفاذ رؤيتها، ولنا في الملف السوري خير دليل.

وشدد على أن فوز العدالة والتنمية وتشكيله الحكومة منفردا سيكون له انعكاسات ايجابية على القضية الفلسطينية نظرا للتأييد الرسمي الواضح لإقامة دولة فلسطينية إضافة لسعي الحكومة التركية المستمر باتجاه كسر حصار غزة.

وختم الحاج حديثه بالتأكيد على أنه لا يمكن توقع قفزات كبيرة ومفاجئة في السياسة الخارجية التركية، بسبب الظروف الإقليمية والدولية المعقدة، لكننا سنشهد بطبيعة الحال سياسة خارجية تركية نشطة، تعمل بطريقة جمع النقاط ومراكمة العمل التكتيكي وتدوير زوايا التوتر مع بعض الدول الإقليمية، وتبرز في هذا الإطار أهمية التنسيق مع العواصم المتوافقة - ولو جزئيا- مع سياستها الإقليمية، تحديدا الدوحة والرياض، وهو "التنسيق" الذي ترغب تركيا في رفعه لمستوى "التحالف" وستعمل على ذلك على المدى المتوسط.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!