النشرة

أعلن السفير التركي في لبنان إنان أوزلديز أنّ تركيا تكافح الإرهاب منذ أكثر من ثلاثة عقود، كما أنها تأثرت بشكل مباشر بالأزمة في كلّ من سوريا التي تتقاسم معها تركيا 910 كيلومتر والعراق الذي تتقاسم معه 331 كيلومتر من الحدود المشتركة، مشدّداً على أنّ بلاده تنظر إلى الأزمة في البلدين المذكورين بوصفها مصدر قلق جدي على المستوى الإنساني.

كلام السفير التركي أتى في رسالة وجّهها لصحيفة "النشرة" الإلكترونية تعليقًا على مقال نشر ضمن خانة "خاص النشرة" في السادس والعشرين من آب الماضي وحمل عنوان "صمت الأميركيين والسعوديين والأتراك.. ماذا يخبئ؟" وأشار إلى أنّ تركيا وحدها لم تبد أي خوف حقيقي من تمدد تنظيم "داعش" وتحدّث عن علاقات تجارية بين الأتراك والتنظيم الارهابي المذكور.

واعتبر السفير التركي أنّ المقال المشار إليه مبني على ما يبدو على معلومات لا أساس لها من الصحة ومفبركة تشوّه أو تخفي الحقائق، ورأى أنّ هذه الاتهامات تتجاهل الموقف التركي الجازم إزاء الإرهاب، فضلاً عن التضحيات التي قدّمها الشعب التركي في مواجهة هذه الآفة. ولفت إلى أنّ تركيا تستضيف على أراضيها أكثر من مليون لاجئ سوري، كما تقدّم يد العون لعشرات الآلاف من المهجّرين في العراق.

وأكد أوزلديز أنّ الحكومة التركية عازمة أيضًا على الكفاح ضدّ ما أسماه التهديد الوشيك الذي يقترب من حدودها فضلاً عن التطرف المتنامي في سوريا والعراق، وأوضح أنّ الوضع في سوريا كما تزايد عدد مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المتطرّفين على الحدود يشكّلان خطراً جديًا ومباشرًا على أمن تركيا الوطني واستقرارها. وذكّر بأنّه، وعلى امتداد الأزمة السورية، قتل 74 مواطنا تركيا وأصيب 337 آخرون جراء القذائف التي أطلقت باتجاه تركيا من الأراضي السورية خلال القتال على الحدود.

السفير التركي شدّد على أنّ "داعش" تشكّل خطراً مباشراً على تركيا، ولفت إلى أنّ هذا التنظيم الإرهابي، كما وصفه، استهدف القنصلية التركية العامة في الموصل، وأخذ 36 من طاقمها وأفراد عائلاتهم كرهائن، بمن فيهم القنصل العام نفسه، مشيراً إلى أنّ هؤلاء لا يزالون رهائن بيد هذا التنظيم الإرهابي. ولفت إلى أنّ مقاتلي "داعش" الذين يدخلون إلى تركيا بصورة غير شرعية عبر الحدود السورية حاولوا تنفيذ هجمات عديدة في الداخل التركي، مذكّراً أنه في آذار 2014، قتل مسلحو "داعش" ثلاثة مواطنين أتراك في اعتداء وحشي، وقد تمّ توقيف المتورطين في الهجوم من قبل الأجهزة الأمنية التركية بعد الحادثة بأيام.

وجزم السفير التركي أنّ تركيا تقوم بكلّ مسؤولياتها إزاء "داعش" كما كلّ الأشخاص والتنظيمات التابعة لتنظيم "القاعدة"، وذكّر بأنّ تركيا صنّفت "داعش" كتنظيم إرهابي في 10 تشرين الأول 2013، وقبل ذلك منذ العام 2005 بأسماء متعدّدة، أي قبل أن يقرّ المجتمع الدولي بخطر "داعش" بوقتٍ طويل. وشدّد على أنّ بلاده تتعاون بشكل كامل مع المجتمع الدولي وتطبّق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بهذا الموضوع.

ولفت السفير التركي إلى أنّ تركيا عزّزت الإجراءات الأمنية على حدودها لردع المقاتلين الأجانب من الدخول إلى أراضيها ولمنعهم من عبور هذه الحدود من وإلى سوريا،  كما أشار إلى أنّ 92428 شخصًا أوقفوا من قبل الأجهزة الأمنية التركية في العام 2013 على الحدود، ثلثهم من رعايا دول أجنبية، وأوضح أنّ تركيا لا تزال تطبق سياسة الحدود المفتوحة لأسباب إنسانية فقط، لكنه أشار إلى أنّها، وفي محاولة لضبط الوضع، فإنّها تفتح فقط ثلاثة من معابرها الحدودية التي يبلغ عددها الإجمالي 13، ولا يُسمح برعايا الدول الخارجية بالدخول إلا من خلال معبرين اثنين.

وأشار السفير التركي إلى أنّ بلاده تلتزم بقائمة بأسماء يُمنع عبورها الحدود، وقد تمّ وضعها بناءً على معلوماتٍ زوّدتها بها بعض الدول عن أفراد قد يلتحقون بالمتطرفين في سوريا، وهي تضمّ نحو 6000 اسم، وقال أنه بمجرّد تحديد هؤلاء الأفراد من قبل القوى الأمنية، تبدأ عملية توقيفهم وترحيلهم، ولفت إلى أنّ هناك أكثر من 4000 شخص مُنعوا من عبور الحدود بموجب هذه القائمة في العام 2013.

واعتبر السفير التركي أنّ رمي المسؤولية في هذا الموضوع بالكامل على تركيا ليس عادلاً، خصوصاً أنّ بعض هؤلاء الأفراد يُسمَح لهم بالسفر من بلدانهم الأصلية وكذلك يمرّون في دول أخرى على طريق الترانزيت دون أيّ قيود. وفي السياق نفسه، لفت إلى أنّ واقع تدفق هؤلاء الأفراد، الذين يتحوّلون للتطرف في دولهم الأصلية، مسألة يجب التوقف عندها.

وخلص السفير التركي إلى أنّ الإرهاب والتطرف يشكلان تهديدات مشترك يجب مواجهتها بشكلٍ جماعي، وأشار إلى أنّ تركيا هي لاعب أساسي في الحرب على الإرهاب على المستوى الدولي، وهي تشارك بشكل إيجابي في جهود الأمم المتحدة على هذا الصعيد، كما أنها تشارك في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة الأميركية. وأشار إلى أن تركيا تأمل أن ترى نفس روح التعاون والجهوزية من قبل الدول الأخرى، ولا سيما تلك الدول التي تصدّر المقاتلين الأجانب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!