وداد بيلغين - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

أعلن جبل قنديل عن أنّ هذا الشتاء سيكون شتاء "العام الأخير" لعملياتهم، ونستطيع قراءة هذا القرار بأنه قرار للاستمرار "بالإرهاب"، لأنه لا يوجد حسيب ولا رقيب على قتلهم وتقتيلهم للناس، ولذلك سيستمرون خلال الشتاء بما تبقى لديهم من سلاح لقتل البشر وترويعهم.

يسعى حزب العمال الكردستاني من خلال الحديث عن "شتاء العام الأخير" إلى التغطية على حجم الخسائر الفادحة التي تعرض لها، وللتغطية على حجم فشله، ولذلك يحاول اللعب في الوقت الضائع من أجل استغلال المزيد من دماء الشباب الكردي.

نعم، انهزم حزب العمال الكردستاني "الحرب الثورية الشعبية" التي أطلقها بعد انتخابات 7 حزيران/ يونيو، خسر هذه الحرب خلال 6 أشهر بسبب العمليات العسكرية والأمنية المكثفة التي قادتها القوات المسلحة التركية.

وقد كان الأمر مماثلا بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطي، حيث خسر سياسيا من خلال التحالف مع التنظيم الموازي قبل انتخابات 7 حزيران، وتحالفه مع القوى اليسارية للوقوف في وجه تركيا، وكان نتيجة ذلك الخسران المبين في انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر.

لا يريد حزب العمال الكردستاني ولا حزب الشعوب الديمقراطي الاعتراف بهذه الحقيقة، ومع أنه لا يوجد مَن يُحاسب رؤساء حزب العمال الكردستاني، لكن هناك من يستطيع مساءلة الرؤساء المشتركين لحزب الشعوب الديمقراطي، وهم الناخبون الأكراد، حيث سائلوهم نسبيا من خلال الانتخابات، لكن الحزب نفسه لا يملك القدرات الكافية لمحاسبة المسؤولين فيه.

وهذا الأمر مماثل جدا لما يحصل داخل أروقة حزب الشعب الجمهوري، حيث يترأس كيلجدار أوغلو الحزب، وحوله مجموعة من المقربين يشكلون حماية لكرسييه، وهذا الدور يلعبه كلا من "صلاح الدين دميرطاش" و"فيغان يوكسيكداغ"، و"سرري سريّا" داخل حزب الشعوب الديمقراطي.

حاول حزب الشعب الجمهوري من خلال القوميين والعلويين، بمحاولة إسقاط تركيا، بالتحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني لاستمالة الناخب الكردي، وقد عملوا على تطبيق هذه الاستراتيجية في المرافق المحيطة بهم، لكن ما لم يحسبوه، هو قوة تأثير حزب العدالة والتنمية على الشارع التركي.

وقد نجح أردوغان من خلال دهائه السياسي، لقيادة المرحلة التي تلت انتخابات 7 حزيران، بأفضل صورة ممكنة، مكنته من تحقيق نجاح فاق التصور خلال انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، وبذلك نجح أردوغان بتجاوز عقبة جديدة، بعد تجاوزه لأزمات سابقة مثل أحداث غزي بارك ومحاولة الانقلاب، ونجح أيضا بإلحاق هزيمة فادحة بحزب العمال الكردستاني وذراعه السياسي حزب الشعوب الديمقراطي.

عن الكاتب

وداد بيلغين

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس